عقد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اجتماعًا مع الشيخ نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة صباح اليوم السبت، بحضور كل من السفير محمد إلياس سفير السودان بالقاهرة، والشيخ عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس لجنة الأسرة والتضامن بمجلس النواب، ومنتصر عباس محمد مدير عام المجلس الأعلى للحج والعمرة بدولة السودان الشقيقة، وأحمد مبارك إسحاق مدير تقنية المعلومات بالمجلس الأعلى للحج والعمرة، وعبدالعزيز صادق محمد يوسف مدير العلاقات العامة بوزارة الشئون الدينية والأوقاف السودانية، والدكتور هشام عبد العزيز على أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وذلك لدراسة بعض أوجه التعاون المشترك.
وذكر بيان للوزارة اليوم أنه خلال الاجتماع أكد محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن التعاون بين الوزارتين يعد نموذجًا فريدًا ومتميزًا للتعاون بين الأشقاء وخاصة فى الشأن الدينى، وأننا ماضون وبقوة سريعة فى التعاون المثمر، وأعطينا أنموذجًا فى التعاون المثمر تمثل فى الدورات التدريبية المشتركة للأئمة والواعظات والقوافل الدعوية والتى من المقرر استئناف القافلة الدعوية الثانية للأئمة والواعظات إلى دولة السودان مطلع نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى التوافق التام فى المنهج الفكرى، ومواجهة الفكر المتطرف والجماعات المتطرفة، وقد استطعنا أن نتحول بهذا الفكر وهذه الثقافة من ثقافة النخبة إلى ثقافة عامة، ومن إمام مستقبل لقضايا التجديد إلى منتج ومساهم فى صنع قضايا التجديد، ومن هنا جاءت فكرة برنامج الإمام المفكر المستنير.
من جانبه أبدى الشيخ نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف بدولة السودان الشقيقة سعادته البالغة بهذا اللقاء وهذه الزيارة التى جاءت على هامش زيارته لدولة الأردن الشقيقة، خاصة وأن هذه الزيارة جاءت عقب انتهاء الدورة التدريبية الثانية المشتركة للأئمة والواعظات من السودان ومصر بأكاديمية الأوقاف الدولية، والتى أثمرت نجاحًا كبيرًا فى التدريب والتثقيف بين البلدين الشقيقين، مشيدًا بفكر وزير الأوقاف المصرى الذى يؤسس لمجتمع منفتح على الثقافة والعلوم والمعارف من خلال الأئمة والواعظات وتدريبهم، والدليل على ذلك إقناعه للغرب فى القمة العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب بفيينا بضرورة التصدى للإرهاب، وأن الفكر المتطرف لا يدحض بالسلاح وحده بل بالفكر والثقافة جنبا إلى جنب، ويعد الوعى والثقافة والخطاب الدينى الرشيد و الرعاية الاجتماعية من أهم عوامل القضاء على الإرهاب والفكر المتطرف.
وأكد وزير الشئون الدينية والأوقاف بدولة السودان، أن وزارته واجهت تحديًا كبيرًا فى التحول إلى الفكر الوسطى المستنير ونبذ العنف والتطرف، وأننا فى سبيل تحقيق ذلك ما وجدنا غير أشقائنا فى دولة مصر الشقيقية والتى فتحت أبوابها للتدريب والتثقيف والقوافل الدعوية المشتركة، مما كان له أكبر الأثر فى القضاء على التعصب ونبذ العنف والعودة للفكر المستنير.
وخلال اللقاء سلم الشيخ نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى، الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف دعوة رسمية لحضور مؤتمر الحريات الدينية بدولة السودان الشقيقة المقرر انعقاده بدولة السودان الشقيقة أكتوبر المقبل، كما أهدى الشيخ نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف بدولة السودان للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف درع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف بدولة السودان تقديرًا لجهوده الدعوية فى نشر الفكر الوسطى المستنير.
فيما أهدى وزير الأوقاف الضيوف أحدث مطبوعات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الأوقاف التى تسعى إلى نشر صحيح الدين ومواجهة الفكر المتطرف كتاب: "الجاهلية والصحوة" الذى يبين بالحجة والبرهان والدليل القاطع مدى تحريف الجماعات الإرهابية والمتطرفة الكلم عن مواضعه، وليِّها أعناق النصوص، واجتزائها من سياقها، واللعب بمدلول بعض الألفاظ وتحميلها ما لا تحتمل من الدلالات الخاطئة ويوضح أن مفهوم الجاهلية الذى حاولت الجماعة المتطرفة رمى مجتمعاتنا المؤمنة الموحدة به مغالطة بينة، ومردود عليها شكلا ومضمونا، لغة وفكرًا، كما أن إطلاق هذه الجماعات لمصطلح الصحوة على نفسها مغالطة أشد وأكذوبة أشنع، ويكشف عن تزييف هذه الجماعة للحقائق، وعن مخاطر التسميم الفكرى، ويبرز خطر المنافقين الجدد، والمترددين، وأُجراء الإخوان، ويؤكد على حرمة الدماء والأعراض والأموال، وحتمية مواجهة أهل الشر، لحماية مجتمعاتنا من التطرف وخطر العمالة والخيانة.