أعلنت وزارة الأوقاف، صدور كتاب " الأمن المجتمعى"، تقديم ومشاركة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، والذى يبين أن نعمة الأمن من أعظم نعم الله (عز وجل) على خلقه ، وأن جزاء حراس الوطن الساهرين على أمنه وأمانه جزاء عظيم ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ: عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ ، وعينٌ باتت تحرسُ فى سبيل اللهِ".
وقالت الوزارة في بيان اليوم، إن الكتاب يؤكد أن أمن الأفراد لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن أمن المجتمع ، فالناس فى مجتمعاتهم ودولهم أشبه بركاب السفينة التى لا يمكن أن تنجو ببعضهم دون بعض ، ويوضح أن أمن الدول عملية تكاملية وتشاركية بين جميع أبنائهم ، تحتاج إلى تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة من جيش ، وشرطة ، وقضاء ، وأسرة ، وتعليم ، ومؤسسات دينية ، وثقافية ، ومدنية ؛ ليتحقق الأمن لكل أبناء المجتمع بجهودهم متضامنين .
وأشارت الوزارة إلى أن الكتاب بمشاركة نخبة من كبار العلماء ، هم:"الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور على جمعة محمد عبد الوهاب ، عضو هيئة كبار العلماء ، ومفتى الجمهورية السابق ، والدكتور نصر فريد محمد واصل ، عضو هيئة كبار العلماء ، ومفتى الجمهورية الأسبق ، والدكتور جعفر عبد السلام (رحمه الله) أستاذ القانون الدولى بجامعة الأزهر، والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية سابقًا، والمستشار الدكتور محمد شوقى الفنجرى (رحمه الله).
كما شارك في الكتاب كل من:" الدكتور محمد الشحات الجندى ، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهـر ، ورئيس الجامعة المصرية للثقافة بكازاخستان ، الشيخ السيد على بن السيد عبد الرحمن الهاشمى ، مستشار الدولة للشئون القضائية والدينية سابقًا ، بدولة الإمارات العربية المتحدة ، الدكتور طه أبو كريشة (رحمه الله)، نائب رئيس جامعة الأزهر سابقًا، الشيـخ إبـراهيـم صالـح الحسينى ، رئيس هيئة الإفتـاء والمجلس الإسلامى ، بدولة نيجيريا، الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى – السعودية- مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" سابقًا، الدكتور محمد بن أحمد بن صالح الصالح ، أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود ، الشيخ محمد أحمد حسين ، المفتى العام للقدس وفلسطين ، الدكتور عبد الله التطاوى ، مستشار رئيس جامعة القاهرة للشؤون الثقافية، الدكتور محمد نبيل غنايم ، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم- جامعة القاهرة، الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة (رحمه الله) رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى مملكة البحرين سابقًا، الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح ، وكيل وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف ، مملكة البحرين، و الدكتور عكرمة صبرى، خطيب المسجد الأقصى المبارك ، فلسطين ، وأحمد محمد هليل ، وزير الأوقاف بالمملكة الأردنية الهاشمية سابقًا، والدكتور محمد صلاح الدين المستاوى ، الأمين العام للمجلس الإسلامى الأعلى ، تونس، والدكتور إبراهيم جميل بدران (رحمه الله)، وزير الصحة سابقًا ، مصر، والدكتور محمد شامة ، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، والدكتور على السمان (رحمه الله)، رئيس الاتحاد الدولى لحوار الثقافات والأديان سابقًا"
وقد قدم للكتاب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بمقدمة جاء فيها :
إن الأمن نعمة من أعظم نعم الله (عز وجل) على خلقه ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِى سِرْبِهِ مُعَافًى فِى جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا" .
ولا يمكن أن يتحقق أمن الفرد بمعزل عن أمن المجتمع ، فأمن الدول عملية تكاملية تشاركية بين جميع أبنائها ، حيث لا يمكن لأى منهم أن يوفر الأمن لنفسه وأسرته بمعزل عن أمن المجتمع ، فهناك حماية الحدود ، وحماية الدولة من الأعداء ، وحماية الأمن الداخلى ، وحماية المال والعرض ، وحماية المرافق العامة .
وهناك لون من ألوان الحماية لا يقل أهمية عن كل ما ذكر ، وهو الحماية الاجتماعية التى تقوم على التكافل والتراحم ، وقد عنى ديننا الحنيف أيما عناية بهذا الجانب الإنسانى ، ففرض الزكاة ، وحث على الصدقات ، وشرع الوقف وشجع عليه ، حيث يقول الحق سبحانه : {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهـُمْ فِى سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ والله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ والله وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(البقرة : 261) ، ويقول جل وعلا: {مَنْ ذَا الَّذِى يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً والله يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}(البقرة: 245)، ويقول سبحانه: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ}(آل عمران: 92)، ويقول سبحانه:{وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ الله وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}(البقرة: 272)، ويقول سبحانه: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}(سبأ: 39) ، ويقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ"، ويقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ " حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِى الْفَضْلِ.
ويتناول الكتاب بما يضمه من بحوث قَـيِّمة قضية الأمن المجتمعى تناولًا علميًّا رصينًا ، حيث يضم نخبة مختارة من بين أهم البحوث التى قُدِّمت لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى دورته العشرين ، وكان تحت عنوان : " الأمن المجتمعى فى الإسلام " ، مع نسبة كل بحث منها إلى كاتبه بمنتهى الأمانة العلمية ، وشرفت بأن شاركت هذه النخبة العظيمة من العلماء فى هذا الكتاب بمبحث بعنوان : "حديث القرآن الكريم عن الأمن" ، سائلين المولى (عز وجل) أن يتقبل هذا العمل، وأن يجزى كل من أسهم فيه ببحث ، أو جهد ، أو تنظيم لذلكم المؤتمر ، أو أشرف عليه خير الجزاء.