قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن هناك أمرين أضرَّا بالخطاب الدينى بل بصورة المجتمعات المسلمة، هما الجهل والمغالطة، أما الأول فداء يجب مداواته بالعلم، وأما الآخر فداء أخطر يحتاج إلى نصاعة الحجة والبرهان لتعرية أصحابه وتفنيد أباطيلهم وبيان متاجرتهم بالدين أو تكسبهم به، إفراطًا وتفريطًا، إذ يجب أن نواجه التسيب والانحلال كما نواجه التشدد والغلو، موقنين بأن كلا طرفى النقيض ذميم وأن كلا منهما يتغذى على الآخر وينمو بنموه، فديننا قائم على الوسطية دون إفراط أو تفريط.
جاء ذلك خلال كلمة وزير الأوقاف بالمؤتمر العلمى الدولى الأول لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة تحت عنوان: "دور العلوم الشرعية والإنسانية فى خدمة الدعوة الإسلامية" ، بحضور كلٍّ من : الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والدكتور محمد عبد الرحمن الضوينى وكيل الأزهر الشريف ، و الدكتور محمد حسين المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ، و الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ، والدكتور محمود صديق حسن نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث ، و الدكتور أحمد حسين محمد إبراهيم عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة ، وعدد من كبار العلماء والمفكرين وعدد من باحثى الدراسات العليا بجامعة الأزهر الشريف.
وأضاف جمعة: "ومن هنا تأتى أهمية دراسة العلوم الشرعية والإنسانية دراسة دقيقة واعية متخصصة، فهى الميزان الدقيق الذى تستقيم به حياة الناس عقيدة وأخلاقًا وقيمًا ، ألم يلخص نبينا (صلى الله عليه وسلم) الهدف الأسمى لرسالته العظيمة بقوله (صلى الله عليه وسلم) : "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ".
واختتم وزير الأوقاف: "أما عن أوجه الالتقاء بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية فقد أكد معاليه أن أحدًا لا يستطيع فهم العلوم الشرعية فهما دقيقا دون إلمام بالعلوم الإنسانية والاجتماعية القائمة على رصد وتحليل الواقع الإنسانى وثبر أغوار النفس الإنسانية وعاداتها وتقاليدها ، ومن هنا فإننى أوصى بالتوسع فى دراسة العلوم الإنسانية وبخاصة علم النفس وعلم الاجتماع والحضارة الإنسانية كمكونات أساسية لبناء الأئمة والخطباء وهذه غاية العلوم الشرعية والإنسانية ، شريطة أن تؤخذ من أهلها المتخصصين غير المتاجرين بالدين".