تُحيي الكنيسة الإنجيلية، اليوم الأربعاء، ذكرى ميلاد مؤسسها "مارتن لوثر" حيث يعتبر راهب ألمانى وقسيس وأستاذ للاهوت ومُطلق عصر الإصلاح فى أوروبا، بعد اعتراضه على صكوك الغفران.
وخلال السطور ننشر أبرز المعلومات عن مارتن لوثر مؤسس الكنيسة الإنجيلية.
وُلد مارتن لوثر فى 10 نوفمبر عام 1483 فى مدينة إيسليبن في مقاطعة ساكسونيا في ألمانيا، لوالديه الفلاحين هانز ومارجريت، تمكن والده من تحقيق نجاح فى التنقيب واستخراج الأور من المناجم، فانتقلت العائلة إلى مدينة مانسفيلد. نظراً لصعوبة العمل في المناجم قرر هانز أن يركز على تعليم ابنه وأراده أن يصبح محامياً، فأدخله مدرسة مانسفيلد.
وبعمر الرابعة عشر انتقل مارتن لوثر إلى ماغدبورغ ليكمل دراسته، وعاد إلى مسقط رأسه في عام 1498 ليدرس البلاغة والقواعد، وفي عام 1501 دخل مارتن لوثر جامعة إيرفورت ليتخرج منها حاملاً إجازة في القواعد، المنطق والبلاغة.
وشهد حياة مارتن لوثر تحولاً جذرياً في تموز عام 1505، حيث علق في عاصفة رعدية مرعبة خاف منها على حياته، فدعى القديسة آن أن تنقذه مقابل أن يتحول إلى راهب، وبالفعل فقد نجى مارتن لوثر من العاصفة وقرر المحافظة على وعده رغم خيبة الأمل الكبيرة التي أصابت والده.
ولم تكن سنوات لوثر الأولى كراهب سهلة، حيث لم يجد الطريق الذي كان يتخيله فى عمر 27 حصل مارتن لوثر على فرصة لزيارة روما وحضور مؤتمر للكنيسة الكاثوليكية، لكنه عاد منه أكثر ضياعاً وأقل حماساً بعد ما رأى من الفساد وغياب المنطق والعقل في صفوف الكنيسة الكاثوليكية.
وعاد لوثر إلى ألمانيا ليسجل في جامعة ويتينبرج فى محاولة لتهدئة الاضطراب الروحى الذى يعيشه، وبرع فى دراسة اللاهوت ونجح فى الحصول على الدكتوراه وأصبح أستاذاً فى اللاهوت فى الجامعة.
ومنذ تلك الفترة بدأ يجد طريقه من خلال دراسة الكتاب المقدس وتحضير المحاضرات، وكان من أكثر ما أثر فيه عندما قرأ الترنيمة التي تصف بكاء المسيح طلباً للرحمة على الصليب، حيث وجد فيها تشابهاً لعدم يقين لوثر مما تعلمه عن الله والدين.
وبعد عامين، وخلال تحضيره لإحدى المحاضرات قرأ عبارة "العدالة ستحيى بالإيمان"، وبعد تمعن في هذه العبارة لفترة من الوقت، أدرك أن الطريق للخلاص الروحي ليس بالخوف من الله والدين والعقاب، بل من خلال الإيمان وحده يمكن الوصول إلى الخلاص، هذا الاستنتاج فتح الطريق نحو إصلاح الكنيسة وغيَّر حياة مارتن لوثر.
وبعد أن نشر مارتن لوثر 95 Theses تابع تدريسه في جامعة ويتنبرج، وفى عام 1519، أعلن بشكل علني بأن الإنجيل لا يعطي البابا الحق الحصري لتفسيره مهاجماً بذلك مباشرة السلطة البابوية.
ولم يتراجع البابا بل أصدر عام 1520 تحذيراً أخيراً لمارتن لوثر مهدداً إياه بالحرمان الكنسي، أحرق مارتن لوثر رسالة التهديد في كانون الأول من عام 1520، ليصدر البابا أمره في عام 1521 بحرمان وطرد مارتن لوثر من الكنيسة الكاثوليكية.
وفى عام 1521 استُدعي مارتن لوثر ليُساءل في قضيته، ومجدداً رفض مارتن لوثر التراجع مطالباً برؤية أي نص ديني يعاكس طرحه، وهو ما لم يوجد، فى عام 1521 تم إدانة مارتن لوثر بالهرطقة، وأصبح مطلوباً للسلطات، فساعده أصدقائه على التخفي في قلعة وارتبورج حيث ترجم العهد الجديد للغة الألمانية ليتسنى للفقراء قراءة الكتاب المقدس.
وعاد مارتن لوثر إلى مسقط رأسه ليبدأ بتأسيس كنيسة ومذهب جديد حمل اسمه: اللوثرية وانضم له العديد من الناس من بينهم أمراء ألمان، وفي عام 1524 عندما اندلعت ثورة الفلاحين، وقف لوثر في صف الإقطاعيين ليضمن استمرار كنيسته وهو ما حصل بعد أن تم إخماد الثورة بوحشية.
واحتوت كتابات مارتن لوثر انعكاساً لما عاناه في حياته من ألم جسدى ونفسى نتيجة حياة المطاردة التى عاشها، فيما تضمنت بعض أعماله لغة قوية وهجومية تجاه أجزاء من المجتمع الألماني مثل اليهود وبدرجة أقل المسلمين.