قال الدكتور مصطفى عبدالكريم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية : إن الصلاة في المساجد التي بها أضرحة صحيحة ومشروعة، والقول بتحريمها أو بطلانها قول باطل لا يلتفت إليه، ولا يعول عليه، مؤكدا إقرار علماء الأمة لصلاة المسلمين سلفا، وخلفا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمساجد التي بها أضرحة من غير نكير.
جاء ذلك خلال محاضرته للطلاب الوافدين من جنسيات مختلفة بمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وأشار الدكتور مصطفى عبدالكريم، إلى أن إقرار العلماء من لدن الفقهاء السبعة بالمدينة المنورة الذين وافقوا على إدخال الحجرة النبوية الشريفة إلى المسجد النبوى سنة 88 هجريا.
وأوضح عبدالكريم، أن المتطرفين فسروا حديث النبي صلى الله عليه وسلم الخاص بمن اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد تفسيرا خاطئا؛ لأن المسلم حينما يصلي في المسجد لا يقصد بذلك إلا وجه الله تعالى، ولا يقصد السجود أو التعظيم لغير الله كما يسجد المشركون للأصنام أو الأوثان.
وأضاف، أن أم المؤمنين عائشة كانت تصلي طول عمرها ما بقيت في حجرتها التي دفن فيها رسول الله، وأبوها سيدنا أبو بكر، وسيدنا عمر، ولم يثبت قط أنها خرجت منها، وصلت خارجها، ولم ينكر عليها أحد من الصحابة صنيعها، ولم يثبت أنها طلبت من الخلفاء الذين أتوا بعد رسول الله أن يبنوا لها مسجدا لتصلي فيه، فهذه دلالة قاطعة على صحة صلاة المسلم بالمساجد التي بها أضرحة.
كما أوضح أن ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بمن اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، إنما جاء التحريم؛ لأنهم عظموا شأنها وجعلوها قبلة يتوجهون في الصلاة نحوها، واتخذوها أوثانا.