بورصة الأسنان لطلاب الكليات.. السليمة بـ100 جنيه و"المسوسة" بـ50

رحلة شاقة وطويلة يخوضها طلابكليات طب الأسنان، فمع بداية الدراسة بالمراحل الأخيرة فى الكلية لا يحملون إلا هما واحدا وهو توفير نحو 100 سنة بشرية مخلوعة، بمواصفات تجعلها مناسبة لتطبيق الجوانب العملية فى علاج الأسنان، وتؤهلهم لاجتياز الامتحانات، لكن المشكلة لا تنتهى مع الوصول إلى الأسنان بل يصطدم الطالب بأمر آخر وهو تسعيرة السنة التى يحددها صاحبها أو التاجر، والتى وصلت إلى 100 جنيه للسنة الواحدة. الطالب "ن.م" بكلية طب الأسنان جامعة عين شمس، يروى رحلته لتوفير عدد الأسنان المطلوية، لـ"انفراد" فيقول: فى أحد المواد المقررة فى الصف الخامس بالكلية نضطر إلى شراء أسنان بشرية حقيقية مخلوعة، ولكنها سليمة وحالتها جيدة لنتمكن من التطبيق العملى عليها، ولاجتياز اختبارات تلك المادة لابد من تسليم 15 سنة تم تنفيذ عليها الجانب العملى المطلوب، لكن ليست الـ15 سنة هى الأزمة، لكنها تكمن فى احتياجاتنا كطلاب فى التدريب قبل التنفيذ النهائى للاختبارات، وتنفيذ المطلوب منا بدقة من السنة الأولى أمر مستحيل، حيث إننا على مدار العام الدراسى نحتاج أكثر من 100 سنة، وذلك ما يخبرنا به أساتذتنا بالكلية، خاصة أن تدخلات طب الأسنان تعتمد على المليميتر نظرا لحجم الأسنان نفسها. ويضيف: نبدأ فى ذلك الوقت رحلة لا تنتهى من البحث عن الأسنان البشرية المخلوعة، والتى كان فى وقت سابق تتوافر بكثرة فى معهد السكر، حيث يخلع الكثير من المرضى المترددين على المعهد أسنانهم وكان الطلاب يعتمدون عليه فى الحصول على احتياجاتهم من الأسنان، إلا أنه حاليا هناك أمرين حالا دون توافر الأسنان بسهولة، أولهما جائحة كورونا التى قللت من تردد المرضى على المعهد لخلع أسنانهم، والثانية هى استغلال البعض احتياج الطلاب لتلك الأسنان، وأصبحوا يجمعونها ويبيعونها للطلاب، بأسعار تصل إلى 50 جنيها للسنة الواحدة، الأمر ليس سهلا، عادة ننفذ الكثير من الجولات على الوحدات الطبية فى مناطق مختلفة لكنها دون جدوى، وليست كل الأسنان المتاحة تصلح للاختبارات حيث نجد كثيرا منها "مسوس"، وبالتالى اضطررنا للاعتماد على بعض الأشخاص الذين يبيعونها لطلاب الكلية بأسعار تبدأ من 35 جنيها، وأنا اشتريتها بالفعل بـ40 جنيها، وحاولنا الاستفسار منه عن الأماكن التى يحصل على الأسنان منها، أكد لنا أنه يقطع مسافات لتوفير كميات وفقط يحصل على مكسب 5 جنيهات فى السنة الواحدة، وبعد ذلك اكتشفنا أنهم يجمعونها من العيادات بكلية طب الأسنان وأقسام الجراحة دون مقابل، ودون علم الكلية، وبعض الطلاب يعتمدون على أقاربهم من أطباء الأسنان وعياداتهم. وتابع: وفى فترات الامتحانات سعر السنة الواحدة يرتفع إلى ليتراوح بين 60 جنيها، إلى 70 جنيها، وللأسف لتعلم المادة لابد من العمل على الأسنان الطبيعية، حيث إن الطالب لا يمكنه دخول محاضراتها دون سنتين على الأقل فى كل مرة. وتستكمل الدكتورة "أ.م" بكالوريوس طب الأسنان جامعة القاهرة، 2018، تلك الرحلة، قائلة: محظوظ من يجد من الطلاب أسنان ذات حالة جيدة، وأوقات الامتحانات الأكثر صعوبة، حيث تقتصر أماكن وجود الأسنان ببعض محلات المستلزمات الطبية بالقصر العينى، أو عددا من عاملات النظافة بالقصر العينى، مما يؤدى إلى وجود تفاوت بين الأسعار بشكل كبير، فالأسعار تبدأ من 20 جنيها و30 وتصل إلى 50 أو 60 جنيها، موضحة: عادة نحتاج الأسنان الطبيعية فى مواد علاج الجذور "الإيندو"، وأسنان الأطفال "البيدو"، واحتياج الطالب من عدد الأسنان يختلف من شخص لأخر، وقد لا يقف احتياج الأطباء مع انتهاء الدراسة بل فى حال تأخر مزاولة المهنة بالعيادات قد يحتاج إلى الأسنان لاحتفاظه بمهاراته واستمرار قدرته على علاج الأسنان. وأشارت إلى أن بعض الوحدات الطبية توفر عبوات للاحتفاظ، مضيفة: اتمنى أن يتم حل الأمر، وإيجاد آليات ووسائل لتوفير الأسنان للطلاب لعدم تعرضهم للاستغلال، لاضطرارهم شراء الأسنان لاجتياز الامتحانات، خاصة أن دراسة طب الأسنان مكلفة ولا تحتاج إلى تكلفة إضافية. من ناحيته وتعليقا على الأمر، قال الدكتور مجدى صلاح نقيب أطباء أسنان الجيزة، إنه مر بتلك المشكلة مع أنه خلال دراسته طب الأسنان فى السنة الرابعة والخامسة، حيث فوجئنا أنه فى فترة الامتحان السنة الجيدة بـ100 جنيه، و"المسوسة" بـ50 جنيه، وعلى مدار العام السنة الجيدة بـ50، والمسوسة بـ30 جنيه، وأسنان الأطفال بـ50 جنيها، فلفت ذلك نظرى إلى المشكلة ووجود سوق لا نعلم عنه شيئا، وبدأت بمحاولات من خلال الأطباء فى البحث عن الأسنان وتوفيرها للطلاب والأطباء مجانا كخدمة لمساعدتهم، واقترحت إنشاء بنك للأسنان فى النقابة لخدمة أعضائها والطلاب، اعتمادا على الأسنان التى يتم خلعها فى العيادات بدلا من التخلص منها فى المخلفات أو إعطائها للتمريض، ووجدت إقبال كبير وقتها من الطلاب، وتمكن وقتها من توفير 50 سنة تم توزيعهم على الطلاب مجانا بكارنيه الكلية، بواقع ٣ أسنان لكل طالب. وأضاف صلاح، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": فوجئت وقتها بإقبال الأطباء فى مرحلة الماجستير، وأصبح الاحتياج أكثر كثيرا مما يمكننى توفيره، كما أن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى تجرى إعلانات عن شراء الأسنان وتواصلت مع عددا منهم وجت أن الأسعار باهظة بشكل كبير، ويزداد فى فترة الامتحانات، وحاليا من خلال نقابة أطباء الجيزة ندرس إمكانية إنشاء بنك للأسنان بشكل قانونى، يتم منح الطلاب والأطباء من خلاله الأسنان بعد الإطلاع على كارنيه الكلية أو عضوية النقابة، وسأطرح الأمر على النقابة العامة والنقابات الفرعية، لتعميمها على مستوى الجمهورية للقضاء على الاستغلال الذى يتعرض له الطلاب، خاصة أنها مرحلة أساسية لكافة الطلاب للانتقال من العمل على الأسنان البلاستيك إلى الأسنان البشرية المخلوعة لاختلاف الحساسية بين النوعين خلال استخدام أدوات علاج الأسنان. وأشار إلى أنه يمكن أن يتم توفير الأسنان المخلوعة من خلال العيادات، حيث يتم جمعها ووضعها فى مادة للحفاظ على السنة بحالتها لحين العمل عليها، قائلا: الأمر أصبح أشبه بمافيا لبيع الأسنان المخلوعة لشباب الأطباء، وسمسرة على الأطباء، ويتطلب تعاون الجميع لمواجهة تجارة بيع الأسنان لطلاب الأسنان فى كافة الكليات الحكومية والخاصة، حتى باتت تمثل أعباء إضافية، حيث يحتاج الطالب فى مادة علاج الجذور وحدها 15 سنة وضرس، وفى دراسة الحشو والتركيبات، أى أن الطالب يحتاج إلى عدد كبير من الأسنان. فيما أكد الدكتور إيهاب هيكل، النقيب العام للأسنان، أن المشكلة يواجهها طلاب كليات الأسنان من فترات طويلة، واعتدنا على توفيرها بأنفسنا من خلال التواصل مع الأطباء فى العيادات، مشيرا إلى انه من الصعب السيطرة على أسعارها حيث لا يوجد ما يحكمها، حتى أصبح البعض يحترف بيع الأسنان، مشيرا إلى أن إنشاء بنك الأسنان وفق مقترح النقابة الفرعية بالجيزة مبادرة جيدة، لكنه يتطلب تعاون النقابات الفرعية نظرا لطبيعة وجودها فى كافة المحافظات.




















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;