قال الرئيس التونسى قيس سعيد، إنه على الرغم من آلاف الكيلومترات التي تفصل الدول الأفريقية والفوارق إلا أن الأهداف واحدة والجميع مرتبط بنفس الأحلام، مؤكدا حرص تونس على تعزيز التعاون الأفريقي وتكريس الجهود في هذا الإطار، وعلى الاستعداد التام للمساهمة الفاعلة من أجل الارتقاء بعلاقات الشراكة والتعاون مع "الكوميسا" بما يساعد على تحقيق اندماج حقيقى بين بلدان القارة الأفريقية.
ووجه الرئيس التونسى، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، ورئيس دولة مدغشقر، وجميع رؤساء الدول والحكومات أعضاء تجمع قمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب القارة الأفريقية "الكوميسا"، خلال انعقاد القمة اليوم، بالعاصمة الإدارية الجديدة، قائلا:" أتوجه بجزيل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، على توليه رئاسة المنظمة، وأعرب عن اعتزازى الكبير للمشاركة في القمة، في أول مشاركة لتونس بصفتها عضوا في المنظمة ذات الأهداف النبيلة".
وأشار الرئيس التونسى خلال كلمته اليوم، إلى أن القارة الأفريقية عانت من الآلام والمجاعات الكثيرة، وآن الأوان للنظر للأسباب التي أدت لوأد الأحلام، وذلك من أجل أن تخرج القارة من الأوجاع التي آلت إليها، ولعل في جملة هذه الأسباب غياب العمل المشترك، وغياب توحيد الأهداف، متابعا:" أكرر ما قد سبق وقلته في أكثر من مناسبة، أن أفريقيا يجب أن تكون للأفارقة ولا يجب أن تبقى مكانا يتهافت عليه من يتهافت، ولا سبيل للحيد عن هذا الهدف النبيل وهذا الحلم الذي راود أجيال، وسبيل الوصول إليه يتمثل في العمل المشترك، من خلال عزيمة واحدة مشتركة لتحقيق الأهداف المشتركة، فنحن قارة أحلامنا كبيرة".
وأكد الرئيس التونسى، حرص تونس على أهمية نقل التكنولوجيا والمعرفة وتعزيز قدرات الدول الأفريقية في مجال التقنيات الحديثة، وتدعو تونس لتعزيز الاقتصاد الرقمي والمجتمعات الذكية داخل المنظمة حتى نجعل من هذا الانتقال قوة دفع لتحقيق نمو مبتكر و شامل ومستدام لما من شأنه أن يشجع على تحرير طاقات الشباب وتعزيز دورهم في الاندماج في المجالات المختلفة، بالإضافة لتأكيد تونس على أهمية التوجه نحو الاقتصاد الأخض، متابعا: "من تونس الخضراء ندعو للاقتصاد الأخضر من خلال الاستثمار في الطاقات النظيفة والمتجددة وتشجيع المبادرات والمشاريع في هذا المجال بما يساعد على مواجهة التغيرات المناخية، وأن تونس تضع معكم تعزيز علاقات الشراكة والتعاون مع الدول الأعضاء، وتطوير التبادل التجاري والاقتصادي وخلق مدينة جديدة لتكون سوقا جديدة للاستثمار".
وأكد الرئيس التونسى، انخراط تونس التام من أجل تحقيق الأهداف سالفة الذكر، ومساندة كل المبادرات في هذا الاتجاه، وإيمان تونس التام أيضا بأهمية السلم والأمن في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة وتوظيف الخبرات في القارة، متابعا: "نتطلع جميعا لبناء تاريخ جديد لقدراتنا وقواتنا وبعزمنا وقواتنا على المبادئ التي من شأنها أن تحقق آمال القارة الأفريقية كلها، وأجدد استعدادنا الدائم والتام للانخراط في ما من شأنه أن يساهم في تعزيز العلاقات بين دولنا وإرساء شراكات متينة وثابتة وتام ملموس واندماج اقتصادي حقيقي يحقق آمال شعوب أفريقيا للأمن والاستقرار والتقدم".