قالت كريستين هوفمان خبيرة تنمية المهارات بمنظمة العمل الدولية "إن المنظمة تتعاون مع مصر لمكافحة عمالة الأطفال من خلال معالجة أسباب هذه الظاهرة وأولها انخفاض دخل الأسرة حيث تعمل مع الآباء والأطفال لتحسين مستوى معيشتهم وزيادة دخلهم مما يجعلهم يستغنون عن إرسال أطفالهم إلى العمل".
وأضافت - فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - " إن هناك أيضاً جهودا تبذل على المستوى المجتمعى لأنه إذا ما أدرك الناس أن عمل الأطفال يضر بهم ويمنعهم من الذهاب إلى المدرسة ومواصلة التعليم، كما أن عملهم يضر ويعيق نموهم الجسدى فى حالة التحاقهم بأعمال صعبة أو مرهقة، وفى بعض الأحيان يضر العمل بأخلاقهم إذا ما التحقوا بأعمال لها صلة بالتهريب أو ما إلى ذلك".
وأكدت المسؤولة الأممية الحاجة إلى رفع مستوى الوعى فى المجتمع وعلى مستوى المعلمين ورجال الدين والأسر، ليدركوا أن الأطفال فى حاجة إلى الدعم من أجل أن يعيشوا حياة سليمة وصحية وألا يستنزفوا بالعمل الذى يعرض صحتهم للخطر ويمنعهم من التعليم.
ولفتت إلى أن عمالة الأطفال لا تسهم فى تحسين مستوى معيشة الأسرة بل على العكس تسهم فى تفاقم الفقر لأن الأطفال الذين يبدأون العمل من سن مبكرة على حساب التعليم لا يكون فى مقدورهم الخروج من دائرة الفقر.
وأشارت هوفمان إلى أن هناك أيضاً تعاونا على مستوى قطاع الأعمال وأصحاب الأعمال حيث يتعين أن يدرك أصحاب ومديرو العمل أن عمالة الأطفال ليست من صالح العمل أو الشركة أو المشروع، وان العملاء لن يثقوا فى أصحاب عمل يعرضون حياة الأطفال للخطر.
وقالت "إنه لهذا السبب أطلقت منظمة العمل الدولية دليلاً لأصحاب العمل يساعدهم على فهم أفضل لأبعاد وآثار عمالة الأطفال السلبية، مما يمكنهم من وضع آليات داخل المؤسسات لمنع عمالة الأطفال"، وأشارت إلى أن منظمة العمل الدولية تعمل مع المنظمات الأهلية فى مصر التى تدعم المرأة فى محافظات الصعيد مثل سوهاج وأسيوط والمنيا، لتحسين دخلهن من خلال إقامة مشروعات صغيرة بما يسهم فى رفع مستوى دخل المرأة ويجعلها تعيد إرسال أطفالها إلى المدرسة.
وأضافت أن منظمة العمل الدولية تتعاون أيضا مع جهات العمل لتحسين مستوى السلامة والأمان لتأمين الأطفال فوق سن العمل ما بين ١٥ و١٨ عاماً، بحيث يتمكنوا من العمل ولكن ليس فى الأعمال الخطرة وتحسين ظروف عملهم وعدم الإضرار بصحتهم، فضلا عن حصول هؤلاء الأطفال على عقود عمل وتمتعهم برقابة وزارة القوى العاملة فيما يتعلق باحترام ظروف العمل الخاصة بهم.
وقالت "إن المنظمة ساعدت 3 آلاف و500 طفل فوق سن العمل كانوا يعملون دون أى حماية أو عقود، وأصبحوا متمتعين بالحماية وحصلوا على عقود عمل وشهادات خبرة تثبت عملهم وحصولهم على مهارات فى العمل مما يساعدهم على الحصول على عمل لائق وأفضل براتب أعلى".