أكد خبراء استراتيجيون أن ما يشهده إقليم صعيد مصر من تنمية شاملة بمختلف القطاعات، يعد طفرة خارج مدى تصديق العقل، وبلغ مرحلة "الإعجاز والإنجاز والبراعة".
وأكد الخبراء - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن تبني الرئيس عبدالفتاح السيسي لمشروعات تنموية بمختلف القطاعات وتدشينها في "أسبوع صعيد مصر"، هو جزء من الرؤية الاستراتيجية للقيادة السياسية، في إطار رؤيتها المستقبلية، إدراكا منها بأهمية رؤية مستقبلية تحقق الخير لمصر، وأن تستعيد مصر مكانتها، بخلاف قوة الإرادة والتصميم على إنجاح هذه الرؤية.
وقال اللواء دكتور سمير فرج المفكر الاستراتيجي ومدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق وأحد أبطال حرب أكتوبر، أن ما يحدث في صعيد مصر حاليا يعد طفرة خارج مدى تصديق العقل، لا يمكن لبشر أن يتخيله، وأضاف "كنت شاهدا على صعيد مصر، فمنذ أن كنت محافظا للأقصر، رأيت بنفسي الحالة السيئة للصعيد بالكامل، فلا يتخيل أحد أن معظم المنازل من دون مياه نظيفة أو كهرباء أو أسقف أو طرق ومراكز شباب".
وأردف "تبني القيادة السياسية لمشروع "حياة كريمة"، أعاد بالفعل الحياة الكريمة للإنسان في صعيد مصر"، وقال "أتذكر زيارة رئيس الوزراء آنذاك لعام 2009، أما الآن.. نجد رئيس الجمهورية يرافقه رئيس الحكومة والوزراء في صعيد مصر، ما جعل المواطن يشعر بأنه جزء من هذا الوطن".
كما أعاد "فرج" التأكيد على أن مشروع "حياة كريمة" أعاد للإنسان "المواطن والشاب والطفل" حياته الكريمة من خلال إقامة مراكز الشباب والمكتبات والوحدات الصحية، حتى تغيرت الأمور لدى المواطن بإقليم صعيد مصر.
وأشار اللواء دكتور سمير فرج إلى المشروعات التنموية بمختلف المجالات بصعيد مصر بقطاعات الصحة والتعليم والطاقة والنقل والذي شمل إقامة طرق وكبار ومحاور نيلية تصل إلى مرحلة الإعجاز، بحسب وصف "فرج".
ولفت "فرج" إلى أن ما جرى على أرض صعيد مصر، ساعد كثيرا المرأة المعيلة، "الأرملة" من خلال إقامة المشروعات الصغيرة، حتى بدأت المرأة هناك تأخذ دورها كسيدة وإنسانة لها كرامتها تستطيع أن تواجه ظروف الحياة التي تعرضت لها، بعد وفاة زوجها.
وقال "رغم كل مشاغل الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلا أنه كرس وقته خلال "أسبوع الصعيد" وتواجد جنبا إلى جنب مع المواطن هناك، فأعطى الرئيس القدوة للجميع".
وأشار اللواء دكتور سمير فرج إلى دور الرئيس السيسي في إعادة الحياة لمشروع "توشكى"، كما أن شكره للراحل الدكتور كمال الجنزوري، هو اعتراف بحق الاخرين، وهي فلسفة معدومة في المجتمع المصري، وهو ما أظهر معدن رئيس الجمهورية في إعطاء الحق لأصحابه.
ومن جانبه قال اللواء علي حفظي محافظ شمال سيناء الأسبق وأحد أبطال حرب أكتوبر أن القيادة السياسية تمتلك الرؤية المستقبلية والتي من خلالها تحقق الخير لمصر وأعيد لها مكانتها، بجانب قوة الإرادة والتصميم على إنجاح هذه الرؤية.
وأشار اللواء حفظي إلى أن الخالق أوجد الظروف، والتي من خلالها وجدت قيادة سياسية تعرف الخالق جيدا، وتعشق مصر، ولديها قناعة بقدرة هذا الإنسان، فأوجدت هذه الرؤية، ونجحت في تحقيق الحلم، الذي يحلم به أي إنسان.
وأكد أن ما يجري على أرض صعيد مصر، هو جزء من الاستراتيجية المسقبلية التي من خلالها تستعيد مصر المكانة التي تستحقها.
وقال "لقد تواجد الموقف والإنسان، وأنجزنا ما نطلق عليه عظمة ملحمة أكتوبر "الإعجاز والإنجاز والبراعة"، وهذه المقولة تتكرر في أيامنا من خلال ما يجري حاليا على أرض مصر".
وبدوره، قال اللواء طيار هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إن التنمية بمفهومها الشامل تعد أمنا قوميا، وهي جزء من قوى الدولة الشاملة، مؤكدا أن قوة الدولة تنبع من الداخل، وبالتالي تتمكن من دورها خارجيا على كافة المستويات السياسية والعسكرية.
وأضاف "تماسك الداخل ليس فقط تماسك الشعب، فلابد من التنمية والتي من خلالها يمكن توفير فرص عمل وحياة كريمة، وهما نقطتان من الركائز التي ترتكز عليهما الولاء والانتماء للوطن".
وأردف "بعد ثورة 30 يونيو ومنذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2014، رأينا مشروعات تنموية في كل ربوع مصر، ولاسيما سيناء والصعيد، في الوقت الذي توقفت فيه المشروعات بدول مرت بنفس الظروف التي مرت بها مصر".
وقال اللواء دكتور هشام الحلبي "إن افتتاحات الرئيس السيسي للعديد من المشروعات وبمختلف القطاعات بصعيد مصر، لبى مطالب التنمية المستدامة بمفهومها والتي تعد جزءا أصيلا من الأمن"، مؤكدا أن هذه هي التنمية التي تراعي حق الأجيال الحالية والقادمة، وهو ما يحقق التنمية المستدامة، مثل شبكة الطرق والكباري والزراعة بكامل أرض مصر والصعيد بصفة خاصة، وهو ما يساعد على وجود مجتمعات جديدة وفرص عمل".
وأشار إلى أنه يتم افتتاح المشروع بعد الانتهاء منه فعليا، وهو ما لم نشهده من قبل، بخلاف الجودة وسرعة الإنجاز، وقال "الآن تشييد وإقامة كوبري يتم في نحو شهرين".
وأضاف "حضور الرئيس السيسي للافتتاحات بصعيد مصر، والاحتكاك والتواصل مع الناس لم يكن موجودا، وهو الأمر الذي لبى طموحات المواطنين في التواصل مع القيادة السياسية، وهو التواصل غير المسبوق من جانب الرئيس لكافة طوائف المجتمع سواء في القصر الرئاسي أو في الشارع، بل ودخل الرئيس منازل بسطاء وجلس ليأكل معهم، ويسأل الناس عن احتياجاتهم، وهو ما يؤكد الأهمية البالغة للجانب الإنساني، وهو ما لم نراه من قبل.
وأشار اللواء دكتور هشام الحلبي إلى مشروع "حياة كريمة"، وقال إن هذا المشروع دخل بصورة قوية جدا في عمق مطالب الناس واحتياجاتهم اليومية، ولاسيما وأن المشروع استهدف تنمية هذه المناطق من مسكن ومياه وكهرباء وصرف صحي ووحدات صحية ومدارس بصورة متكاملة.
واستغرب "الحلبي" تجاهل منظمات حقوق الإنسان لمشروع "حياة كريمة"، والتي طالما تتحدث عن حقوق الإنسان، مؤكدا أن 58 مليون مواطن مصري في احتياج لحياة كريمة.
ومن جانبه، أكد الخبير أستاذ العلوم الاستراتيجية اللواء نصر سالم أن المشروعات التي أقيمت بصعيد مصر، تمثل سنوات من العمل الجاد والمخلص لتحقيق الهدف، وأن تأخذ مصر دورها بين الأمم، بل وفي مقدمتها.
وقال "ما يجرى اليوم هو تغيير للكتلة الحيوية، إحدى قدرات الدولة الشاملة والتي تتمثل في الأرض والإنسان"، وأضاف "نجد افتتاحات لمشروعات هائلة على الأرض بمختلف القطاعات وخاصة الزراعية منها، والتي تتمثل في استصلاح وزراعة مليون ومائة ألف فدان جنوب الوادي، و2ر2 فدان للدلتا، وإضافة مليوني نخلة من أجود أنواع النخيل، بخلاف ما تشهده توشكى والعوينات والنقره وغيرها".
وأكد أن افتتاحات الرئيس للمشروعات التنموية الكبيرة بصعيد مصر من طرق وكبار ومحاور جديدة لربط شرق النيل بغربه، بخلاف المشروعات الخاصة بالمياه والصرف الصحي والمستشفيات والطاقة ومدن جديدة، قد زودت الكتلة الحيوية.
وأشار اللواء نصر سالم إلى مشروع "حياة كريمة"، قائلا "كان حلما أن نرى المياه والكهرباء والصرف الصحي والمدارس والوحدات الصحية والمستشفيات بكافة قرى مصر، لتخطو الدولة خطوة كبيرة وجريئة لقدرات الدولة الشاملة".
وأردف "لدى القيادة السياسية إصرار لتحقيق هذه الأهداف، انطلاقا من أهمية الإنسان المصري في هذا الوادي الطويل، الذي لم يكن له من قبل هذا الاهتمام".
وبدوره، قال اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يعمل على تحقيق مصطلحين هما الرؤية المستقبلية 2030، والتخطيط الاستراتيجي للتنمية الشاملة في مصر.
وأوضح الغباري أن مشروعات التنمية في صعيد مصر تؤكد رغبة القيادة السياسية في تحقيق قوى الدولة الشاملة بأفرعها الثمانية، مشيرا إلى أن قوى الدولة تنقسم إلى القوة الصلبة والقوة الحيوية.
وأضاف أن القوة الصلبة تضم القوة العسكرية والاقتصادية وقوة السكان والموقع، أما القوة الحيوية تضم 5 أنواع وهي قوة الدولة الناعمة وتشمل السياسة الخارجية والسياسة الداخلية والإعلام وتكنولوجيا المعلومات والروح المعنوية.
وشدد على أن الرئيس عبدالفتاح السيسي عمل على تدعيم قوى الدولة الشاملة بفروعها الثمانية بداية من تعظيم الموقع، فكان مشروع قناة السويس الجديدة، والعمل على ازدواج المجرى الملاحي لقناة السويس، ما أدى إلى زيادة إيرادات القناة بشكل غير مسبوق، فضلا عن شبكة طرق واسعة، تساهم بشكل كبير في تعزيز الاستثمار، وتقليل حجم الإنفاق الكبير، وربط كافة محافظات الدولة بعضها ببعض.
كما عملت الدولة على تدعيم الكتلة الاقتصادية من زراعة وتجارة وصناعة ورؤس أموال واستثمار، حيث شهدت الدولة المصرية زيادة في حجم الرقعة الزراعية من خلال العديد من المشروعات القومية مثل مشروع الدلتا الجديدة، والمليون ونصف المليون فدان، وشرق العوينات، وإعادة إحياء مشروع توشكى من جديد، وهو الأمر الذي يساهم في تقليل الاستيراد، وتحقيق النمو الاقتصادي، وتأمين الفجوة الغذائية للشعب المصري.
وأشاد الغباري بتوجه الدولة نحو التوسع في زيادة الرقعة الخضراء عبر الوسائل الحديثة، والتي جاء في مقدمتها وسائل الري الحديث لدى المصريين، ومشروع تبطين الترع، وإنشاء محطات تنقية مياه الصرف الزراعي، وتحديث وسائل الري الحديثة.
وفيما يتعلق بمحور الصناعة ، فقد عملت الدولة منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسؤولية على إعادة تشغيل المصانع المتوقفة، وإنشاء مصانع جديدة مثل مصانع البتروكيماويات، ومصانع الأسمنت في سيناء، وإنشاء مصانع الرخام وغيرها من المصانع التي تعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي، وزيادة فرص العمل للشباب.
وأوضح أن القطاع العسكري حظى بعملية تطوير واسعة للقوات المسلحة، وزيادة قدرتها بشكل كبير لتكون قادرة على تأمين مصالح مصر الاقتصادية بالبحر المتوسط عقب التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود مع الدول المجاورة.
وأشار الغباري إلى أن الدولة حققت محور القوة الناعمة، من خلال النشاط القوي خارجيا مع كافة الدول العربية والأوروبية، ما أدى إلى إحداث توازن للعلاقات المصرية بالخارج، فضلا عن السياسة الداخلية الناجحة والتعاون الكبير مع المجتمع المدني الذي أصبح مؤيدا لجهود الدولة، والجمعيات الأهلية التي أصبحت أيضا شريكا في أعمال التنمية بالمحافظات، فضلا عن تواجد الأحزاب السياسية والقيام بدورها بحرية ودون قيود.. مشيرا إلى أن كافة بنود قوى الدولة الشاملة تشهد تنمية بشكل متواز وهو ما يحقق الأمن القومي المصري.
وأوضح أن التنمية في صعيد مصر تساهم بشكل كبير في توفير فرص العمل لأهالي الصعيد، وتقليل معدلات الفقر، فضلا عن بناء المدن الجديدة مثل سوهاج الجديدة وأسوان الجديدة وقنا الجديدة، والعديد من المشروعات التي تستهدف جذب الاستثمار لمنطقة الصعيد.. مؤكدا أن الدولة تعمل على تحقيق الهدف بأن يتم الخروج إلى 14 % من مساحة مصر بدلا من 7% التي نعيش عليها في الوقت الراهن.
ومن جانبه، أكد اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومته الرشيدة، وعدت فأوفت وحققت وعودها بتحقيق العدالة الاجتماعية، بإجراء العديد من المشروعات القومية في كافة ربوع الوطن في إطار التنمية الشاملة للدولة وخاصة محافظات الصعيد، وفي إطار التنمية المستدامة من خلال خطة 2030، بالتوافق مع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وقال "إن الدولة عملت على توفير موارد متعددة لتنفيذ خطتها نحو التنمية، عبر الدخول في مشروعات متعددة بأماكن مختلفة على مستوى الجمهورية، حيث أن تلك المشروعات تحقق عوائد وتوفر فرص عمل ويزيد من الدخل القومي للدولة، وزيادة في الاحتياطي النقدي، مما يزيد فرص الدخول في مشروعات جديدة وبالتالي خطة الدولة نحو التنمية تستمر".
وأضاف "الشعب المصري تحمل إجراء الإصلاح الاقتصادي، وبالتالي كان يجب أن تأتي مرحلة جني الثمار، التي تمتد لكافة محافظات الجمهورية، وليس محافظات الصعيد فقط، ولكن الصعيد في هذه الفترة اكتسب الكثير والكثير من مشروعات تنموية ومشروعات طرق وصناعات متوسطة وصغيرة، منظومة متكاملة للارتقاء بمستوى المواطن، للحد من الهجرة بين المحافظات وانتقال أهالي الصعيد إلى منطقة الوادي والدلتا والقاهرة".
وشدد اللواء عادل العمدة على أهمية المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي كانت بمثابة نقطة انطلاق للعديد من المشروعات الهامة التي تتعلق بتطوير الحياة لنحو 58 مليون مواطن خلال الفترة من 3 إلى 4 سنوات، حيث سيتم توفير كافة خدمات الدعم المتكامل في إطار البنية التحتية، ونتائجها ملموسة ويشعر بها كافة المواطنين.
وأضاف أن المشروعات التنموية في الصعيد تساعد على تحقيق الاستقرار النفسي للمواطن، وهو الأمر الذي يتبعه زيادة في الإنتاج، مما يحقق المزيد من الدخل القومي، الذي يساهم في افتتاح مشروعات تنموية جديدة، مما يؤدي إلى إحداث حالة الرضى لدى المواطن، وهذا ما تنشده الدولة المصرية تجاه المواطن.
وأوضح أن شمس التنمية أشرقت في الصعيد، عبر جسور من التنمية، والتي ظهرت جلية خلال "أسبوع الصعيد" الذي شهد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي للعديد من المشروعات القومية الهامة، واستعراض عدد من القرى ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة، وهو ما يؤكد أن الدولة مهتمة بتحقيق التنمية في كافة ربوع الوطن، وفي الصعيد على وجه الخصوص لأنه كان مهمشا لفترة معينة من عمر الوطن، وبالتالي وجب احتضانه مرة أخرى.