قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق - المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر: إن هناك آيات اختزلها المتطرفون متجاهلين فيها الجانب التطبيقي للشريعة الغراء، كما تجاهلوا حال التنزيل والواقع المعاصر وسياق اللغة العربية، واستخدموا هذه الآيات بشكل مغلوط لتبرير أفعالهم الإجرامية.
جاء ذلك خلال محاضرة (آيات أخطأ في فهمها المتطرفون)، ضمن فعاليات الدورة التدريبية التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمقرها الرئيس بالقاهرة، لعدد من الطلاب الوافدين من مختلف الجنسيات.
واستعرض الآيات التي يستند إليها التكفيريون وبين الوجه الصحيح فيها، وأوضح أن بعض هذه الآيات وردت في سورة المائدة في الآيات رقم 44،45،47 (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم "الكافرون" "الظالمون" "الفاسقون"، وبين أن هذه الآيات فهمها الصحابة والتابعون وتابعوهم والراسخون في العلم من أئمة التفسير أنها خاصة بغير المسلم، كما هو مبين في القرآن الكريم، ويكون المراد بالكفر هو من ينكر القرآن والسنة ويرفضهما ويضع كلام أخر وينسبه لله تعالى كأنه رفض لحكم الله وتبديله بحكم آخر.
وتناول الهدهد الآيات الأخرى التي يستندون إليها، وهي الآية 62 من سورة الأنعام، والآيتان 40،67 من سورة يوسف، والآية 41 من سورة الرعد، وبين للحاضرين أسباب الفهم المغلوط، ومنها إهمال جماعات التطرف لكلام الصحابة والتابعين في الآيات، وإهمالهم للسنة الواردة التي تفسر القرآن، وكلام أئمة التفسير وأسباب النزول واقتطاعهم العبارات من الآيات، أو الأخذ بآيات دون الأخرى.
وفي ختام المحاضرة، أجاب عن أسئلة واستفسارات المتدربين، بتوضيح الفكر الزائف للجماعات المتطرفة.