هل خدمة الزوجة لأهل الزوج فرض؟.. سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر أجرته الدار اليوم، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وأجاب عليه الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وقال عبد السميع، فى إجابته على السؤال، "خدمة الزوجة لأهل الزوج ليست فرضا لكنها مستحبة وتكرم منها وبر بالزوج، إذا فعلتها عن راحة نفس وبر لزوجها فلها ثوابها".
واختتم أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قائلاً "لكن لو أن خدمة أهل الزوج كانت ثقيلة على الزوجة ولديها أولويات أهم فهى ليست مكلفة بخدمة أهل زوجها".
وكانت دار الإفتاء المصرية قد قالت إن الشرع الشريف أمر الزوج والزوجة بإحسان عِشْرة كل منهما إلى الآخر، وقد جعل النبى صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية فى الأزواج قائمًا على حُسْن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي" (رواه الترمذي)؛ لذلك كان منهج النبى كما تحكيه زوجته أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها؛ قالت: "مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا" (أخرجه مسلم).
وأضافت دار الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، أن استنادُ البعض لانتهاك جَسِد المرأة بالضَّرْب الوارد الآية الكريمة: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء: 34]، ما هو إلا فَهْمٌ سقيم يخالف المنهج النبوي؛ لأنَّ الآية لا يُقْصَد منها إيذاء الزوجة ولا إهانتها، وهذا يتفق مع ما صَحَّ عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه نهى عن ضَرْب النساء بقوله: "لاَ تَضْرِبُوا إمَاء الله" ومعلوم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان أعلم الناس بمقاصد القرآن الكريم وأحكامه.
واختتمت دار الإفتاء المصرية قائلة "وأحكام الشريعة الإسلامية وقواعدها تقتضي تحريم العنف الجسدي والنفسى ضد الزوجة، لا سيما وأنَّ الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].