أكد سفير اليونان بالقاهرة نيكولاوس جاريليدس أن العلاقات الثقافية بين اليونان ومصر مستمرة ومتعددة المستويات في جميع مجالات الآداب والفنون، معربًا عن اعتزازه باختيار اليونان ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53، باعتباره أهم معرض في مصر والوطن العربي.
وقال جاريليدس -في تصريحات صحفية، إن معرض القاهرة الدولي للكتاب يوفر فرصة لتقديم الإصدارات اليونانية في مكان مرموق، معتبرًا أن مشاركة اليونان كضيف شرف فرصة مهمة للغاية ليتعرف الشعب المصري أكثر على الثقافة اليونانية.
وأضاف جاريليدس أن اليونان تسعى من خلال مشاركتها في المعرض إلى أن يقترب الشعب المصري من الأدب اليوناني بشكل أكبر، وكذلك القراء في العالم العربي، معبرًا عن تطلع أثينا إلى عقد لقاءات مثمرة بين دوائر الأدب والنشر في كلا البلدين، بما يسمح بإظهار أوجه تعاون وتبادلات ثقافية جديدة، باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة والبرامج الرائدة الأخرى.
وأشار السفير اليوناني إلى أن الترجمة تلعب دورًا مهمًا في التعارف بين الشعوب، لأنها تُبرِز من خلال الأعمال الأدبية عناصر ثقافية مهمة ومتعددة، مشيدًا بالدور المؤثر للشركاء في مصر مثل الهيئة المصرية العامة للكتاب والمركز القومي للترجمة وأساتذة الجامعات المهتمين بالأدب اليوناني.
ونوَّه جاريليدس بأن دعم هؤلاء الشركاء يهدف إلى تعزيز انتشار الأدب اليوناني القديم والحديث في مصر، من خلال عشرات الترجمات الصادرة بالفعل، معبرًا عن أمله في استمرار أعمال الترجمة بشكل أكثر كثافة، من خلال برنامج الترجمة "جريج ليت" الجديد الذي انضم بالفعل إلى الشبكة الأوروبية للترجمة الأدبية والذي سيتم تقديمه رسميًا إلى معارض الكتاب العربية بالتعاون مع الهيئة العامة للكتاب والمركز القومي للترجمة في إطار معرض القاهرة للكتاب في دورته الحالية.
وتابع السفير اليوناني أن "الروابط الثقافية بين الدول والشعوب هي الأساس لمحاولة التعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل، وفهم أن البحر الأبيض المتوسط يوحدنا ولا يفرقنا".
ولفت جاريليدس إلى أن اللغة اليونانية يتم تدريسها في الجامعات المصرية، كما توفر الجامعات اليونانية منحًا للطلاب المصريين الراغبين في الدراسة في اليونان، وهناك مركز ثقافي يوناني في القاهرة وآخر في الإسكندرية يقدمان برامج لتعليم اللغة اليونانية، بالإضافة إلى مركز الدراسات الهلينستية في الإسكندرية، فضلًا عن التعاون بين اليونانيين والمصريين في الإنتاج الفني والمؤتمرات والأحداث الثقافية الأخرى.
وألمح جاريليدس إلى أن "التفاعل الحضاري بين الشعبين المصري واليوناني قد بدأ في وقت أقدم بكثير مما نتخيل، حيث كان هناك تفاعل هائل بين الحضارتين منذ عصر بطليموس، واستمر خلال الإمبراطورية البيزنطية، وقد ساهم اليونانيون الذين استقروا في مصر خلال القرن التاسع عشر في العديد من المجالات، من بينها زراعة أنواع جديدة من القطن، وبنوا المدارس والمستشفيات"، منوِّهًا بأنه تم تصوير الأفلام اليونانية الأولى في الاستوديوهات المصرية في عشرينيات القرن الماضي.
واعتبر جاريليدس أن منتدى "الكفافيات" الأدبي الدولي -الذي يُقام تخليدًا لذكرى شاعر الإسكندرية اليوناني العظيم كفافيس- يُعد الحدث الثقافي الأبرز، ويقام كل عامين في مصر، حيث يتم تكريم الكتاب اليونانيين والمصريين، مؤكدًا أن هذا الحدث الثقافي الرائع يهدف إلى تعزيز العلاقات الفريدة بين البلدين، والتأكيد على أن تاريخ الجالية اليونانية في مصر دليل حي على علاقات الاحترام المتبادل والمحبة بين الشعبين المصري واليوناني.