يعرض مجمع البحوث الإسلامية ضمن جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين كتاب: تهافــت الأسئلة القَلِقــة حـول وثاقــة القــرآن الكــريم - نقض الافتراض الذي تأسس عليه كتاب القرآن البعدي لميثاق العسر والشبهات التي ترتبت عليه، للدكتور أحمد إسماعيل أبو شنب- أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية وعميد كلية أصول الدين بطنطا؛ للرد على بعض الدراسات التي قامت على التشكيك في النص القرآني.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد، إن بعض المناهج الحدثية حسب زعمهم تمكن من الانفلات من قيود الماضي والخروج من قبضة التخلف واللتان طال أمدهما نتيجة التمسك بتلك المناهج القديمة التي أسهمت في التخلف العلمي، والتأخر الحضاري، وهو ما يحفز تحفيزًا إلى الأخذ بهذه المناهج الحدثية وإسقاطها على الوحي الإلهي وصولًا إلى التقدم المنشود والتحضر المزعوم تمامًا، كما حدث في الغرب الذي أسقط هذه المناهج على كتبه وتعامل معها بدون أي ضوابط أو قيود.
أضاف أنه من العجب أن هؤلاء وهم يطالبون بإعادة النظر في النص القرآني وإعادة قراءته قراءة عصرية يزعمون بذلك أنهم يخدمون كتاب الله، وعند التأمل فيما يدّعونه يتضح أنها دعوات باطلة من جنس دعوات سابقة القصد منها نزع القداسة عن القرآن والتشكيك في مصدره، ورفض مرجعيته، وإنكار دوره وتأثيره في الواقع، والعمل على الحيلولة بينه وبين إصلاح حال المسلمين.
أوضح عياد أن هذه الدراسة اعتنى فيها صاحبها بالكشف عن أن ما أورده ميثاق العسر ما هي إلا تخيلات ورؤى فكرية بالغة الغرابة ممعنة في التعسف وأدت إلى نتائج وهمية، ودعاوى باطلة حول وثاقة النص القرآني، وقد أسسها صاحبها على نظرية تاريخية النص الديني التي شاعت في الغرب، ودعت إلى التنصل من النص الديني ورفضه والخروج عليه بدعوى عدم ملاءمته للواقع.
ولفت الأمين العام إلى أن هذه الدراسة جيدة في موضوعها، ثرية وقوية في مادتها العلمية؛ حيث جاءت مشتملة على قضايا غاية في الأهمية؛ للتأكيد على مصدرية القرآن، وسلامته في مراحل جمعه، والتأكيد على أنه تنزيل من لدن حكيم حميد، مشيرًا إلى أنها رد مفحم لهذه الترهات والأباطيل التي تثار حول القرآن الكريم وكشف لعورها، ودحض لها بالحجة والبرهان في أسلوب بليغ، وحجة قوية، ولغة واضحة.
وأكد عياد أن هذه الدراسة بهذا العرض وهذا المحتوى؛ تقوم بجانب من رسالة الأزهر الشريف في الدفاع عن الإسلام ومصادره وقضاياه وموضوعاته في وقت ارتفعت فيه أصوات من لا يجيد الكلام، ولا يحسن الفهم.