قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إننا جميعًا فى حاجة ملحة إلى التعاون البناء، وتكثيف برامج التأهيل والتدريب، للارتقاء بمستوى الأئمة والخطباء والباحثين فى الشأن الدينى والمتحدثين باسمه أو فيه فى مختلف بلدان العالم الإسلامى، ليكونوا على مستوى ما يتطلبه خطابنا العالمى اليوم، من منطلق أن رسالة الإسلام لم تكن رسالة محلية أبدًا أو منغلقة أبدًا، إنما هى رسالة منفتحة على العالم كله من جهة كونها رحمة للعالمين، حيث يقول الحق سبحانه لنبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) : "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" ، فدورنا أن نحمل هذه الرحمة رسالة أمان وسلام للعالم كله.
جاء ذلك خلال كلمة وزير الأوقاف، التى ألقاها فى الدورة الخامسة والأربعين التى نظمتها رابطة العالم الإسلامى ، التى عقدت افتراضيًّا عبر تقنية الفيديو كونفرانس بالمملكة العربية السعودية اليوم الأحد.
وأضاف جمعة: "ومن ثم فإن من يتحدث فى الشأن الدينى العام أو يتصدى له يجب أن يكون مدركًا لواقعنا المعاصر، ليس على المستوى المحلى فحسب، إنما على مستوى التحديات والمتغيرات والمستجدات الدولية ومتطلباتها واتفاقياتها ومواثيقها وتوازناتها، وأن يكون مدركًا فى الوقت ذاته لفقه المقاصد وفقه المآلات وفقه الأولويات وفقه الواقع وفقه المتاح وفقه الموازنات، قادرًا على إنزال ما يتطلبه كل ذلك على مجريات واقعنا المعاصر دون إفراط أو تفريط ، فمنهجنا هو الوسطية السمحة دون غلو أو تقصير، نواجه التسيب القيمى والأخلاقى بنفس حماسنا لمواجهة التشدد والتطرف.
واختتم وزير الأوقاف: "وعلى كل من يتحدث فى الشأن العام ويتعرض لشئون الإفتاء أن يكون قادرًا على إنزال الأحكام على مظانها محققًا مناطها، مدركًا لما يترتب على إسقاط الحكم على غير محله وعلى التسرع فى الفتوى من مخاطر جسيمة ، مفرقًا بوضوح بين دور كل من العالم والمفتى، واختصاص القاضى، وتصرفات الحاكم وما أولاه إياه الشرع الحنيف من اختصاص فى التصرف بحكم الولاية العامة من حسم الخلاف وتقييد المباح وغير ذلك لمصلحة راجحة ، من خلال تقديره الدقيق لما تقتضيه المصلحة العامة أو النفع العام ، أو دفع الضرر العام ونحو ذلك ، مما يحتم على المتحدث فى الشأن العام دراسة كل ما يتصل بالسياسة الشرعية فضلاً عن دراسة الواقع المحلى والوطنى والدولى بكل أبعاده ومستجداته ومتطلباته ، وهو ما يجب أن نسعى معًا مجتمعين للقيام به ، لنتحول بالفهم المستنير لديننا من ثقافة النخبة إلى ثقافة أمة ، تحصينًا لشبابنا ومجتمعاتنا من التطرف خدمة لديننا وأوطاننا وأمتنا".