التقى سفير مصر المُعين لدى بلجيكا ودوقية لوكسمبورج ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلنطى د. بدر عبد العاطى مؤخرًا بكل من Allessandro Chiocchetti مدير مكتب رئيسة البرلمان الأوروبي، و Eamon Gilmore المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبى لحقوق الإنسان، وIlkka Salmi منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، وStefano Tomat مدير الإدارة العامة للنهج المتكامل للأمن والسلام بجهاز الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وذلك لبحث مختلف ملفات التعاون السياسي والاقتصادي والتنموي والأمني بين كل من مصر والاتحاد الأوروبي وسبل تحقيق مزيد من تطوير وتعميق هذا التعاون.
نقل السفير المصري خلال لقائه بمدير مكتب رئيسة البرلمان الأوروبي التهنئة إلى السيدة Roberta Metsola رئيسة البرلمان الأوروبي الجديدة، معرباً عن التمنيات بالتوفيق في مهمتها المقبلة في هذا المنصب الرفيع. كما أكد د. عبد العاطي على تطلعنا إلى تعزيز التعاون والتواصل على المستوى البرلماني في الفترة المقبلة مع البرلمان الأوروبي؛ ومواصلة الدفع بوتيرة الزيارات المتبادلة بين أعضاء البرلمان من الجانبين، والبناء على الزخم الذي تشهده العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي.
كما ناقش عبد العاطي الطفرة التي يشهدها قطاع الطاقة في مصر سواء الغاز الطبيعي المسال أو في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة والخطوات الجادة التى تتخذها الحكومة المصرية لإنتاج الهيدروجين الأخضر والمشاريع العملاقة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح ضمن الجهود المصرية في إطار التحول الأخضر واستضافة مصر لمؤتمر البيئة COP 27، والإمكانيات المتوفرة لدى مصر لتحقيق شراكة استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي في تلك المجالات.
واستعرض السفير المصري خلال اللقاء مع المبعوث الخاص لحقوق الإنسان للاتحاد الأوروبي ما تشهده مصر من عملية تحديث شاملة على المستويات كافة سواء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتنموية؛ وفي مجال حقوق الإنسان بهدف خلق البيئة المواتية لتعزيز منظومة وثقافة حقوق الانسان في إطار شامل يراعي الجوانب المتعددة لهذا الملف ويتضمن تحقيق تقدم بشكل متزامن ومتوازي في حماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية من جانب والحقوق المدنية والسياسية من جانب اخر، وهو ما تم تجسيده في إطلاق أول استراتيجية وطنية لحقوق الانسان، وقرار عدم تمديد حالة الطوارئ في البلاد بما يعكس مستوى الاستقرار المحقق في مصر، فضلاً عن اعتماد قانون الجمعيات الأهلية ولائحته الداخلية. كما تناول الأولوية التى توليها مصر لأصحاب الهمم، وتمكين المرأة والشباب، وكذلك العمل بشكل متواز على مسار تعزيز التنمية وتوفير مستويات العيش الكريم للمواطن والخدمات الأساسية من تعليم وصحة ومسكن لائق.
تناول اللقاء مع كل من Ilkka Salmi منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، وStefano Tomat مدير الإدارة العامة للنهج المتكامل للأمن والسلام بجهاز الخدمة الخارجية، الملفات الأمنية والأهمية التى توليها مصر لمواجهة الفكر الإرهابي والمتطرف، والدور الذي تقوم به مؤسسة الأزهر والمرصد التابع لها وكذلك المرصد التابع لدار الإفتاء فيما يخص دحض الفتاوى التفكيرية ونشر التفسير الصحيح للدين. وكذا حرص مصر على دعم دول المنطقة وباقي الدول الأفريقية في مجال مكافحة الإرهاب من خلال تقديم دورات تدريبية لبناء القدرات.
كما تم مناقشة سبل تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب، حيث استعرض السفير المصرى عناصر المقاربة المصرية الشاملة لمكافحة الإرهاب بالتركيز على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب الأبعاد الأمنية لمجابهة الإرهاب، واتفق مع المسئولين الأوروبيين على أهمية تعزيز التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي لمكافحة الخطاب المتطرف ووأد محاولات التنظيمات الإرهابية لتجنيد الشباب، بالإضافة لضرورة تجفيف منابع تمويل الإرهاب.
تطرقت النقاشات كذلك إلى الجهود الحثيثة التى تبذلها مصر لتحقيق الأمن والاستقرار فى محيطها الإقليمى على كافة الأصعدة، حيث أعرب السفير المصري عن استعداد مصر للبناء على الزخم التي تشهده العلاقات الثنائية بين الجانبين المصري والأوروبي، وخاصة في المجالات الأمنية ذات الاهتمام المشترك والتى يأتى على رأسها ملف الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب.