شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد في فعاليات المؤتمر العلمي التاسع والأربعين للجمعية المصرية لأمراض القلب وقسم القلب بطب الأزهر والذي عقدت فعالياته اليوم.
وقال الأمين العام خلال كلمته التى ألقاها نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن الأزهر الشريف المؤسسة الدينية الكبرى فى العالم الإسلامى ينظر إلى مهنة الطبِّ نظرة تقدير واحترام، ويؤمن إيمانًا راسخًا أن الأطباء ووظيفتهم جزء من رحمة الله عز وجل التى أودعها فى الأرض؛ فقد جعلهم الله سببًا فى شفاء المريض، بفَهْم تكاملى تكافلي، يُقدِّم الراحة والمساعدة للآخرين، مثمّنًا ما يقوم به الأطباء من دور جوهرى فى مواجهة الجوائح والأوبئة، وفى مُقدمتها جائحة "كورونا"؛ حيث خاض هؤلاء الأطباء ومعاونوهم معركة ضارية ضد الوباء بلا هوادة وبكامل طاقتهم، لا مطلب لهم سوى أن ينجو هذا العالم الإنسانى بأقل الخسائر.
أضاف عيّاد أن الإسلام وجهنا إلى ضرورة حفظ صحة الأبدان والعقول؛ فبهما يتحقق إعمار الكون، وجعل حفظ النفس البشرية وصيانتها فى المرتبة الثانية بعد حفظ الدين، ومن ثم قرر الإسلام مبدأ التداوى وأمر به؛ مشيرًا إلى أن الإسلام عنى كذلك بمكارم الأخلاق، ووردت كثير من النصوص التِى تحث على الالتزام بالأخلاقيات عامة.
أوضح الأمين العام أن مهنة الطبيب تنبثق أخلاقياتها من سموِّها الإنسانيّ؛ حيث ينبغى أن يتحلى الطبيب بأحسن الخصال، وأكرم الأخلاق، التى تتّسق مع جليل مكانته، وأهمها: الإخلاص والوفاء والحلم والصبر، ومراقبة الله عز وجل فى السر والعلن، وتحرّى الصدق فى إخبار المريض، أو من ينوب عنه بحالته المرضية، والبدائل المناسبة للتشخيص أو العلاج، بأسلوب إنسانى لائِق مبسّط واضح، مضيفًا أنه يمُكننا القول: أن كل الصفات الحميدة، والأخلاق الرشيدة لابد أن يتصف بها الطبيب ويطبِّقَها فى واقعه العِلْمى والعمَليّ.
أشار عياد إلى أن الحديث عن أخلاقيات الطبيب لا تتوقف عند حدود تعامله مع مرضاه فقط، بل تتعداه إلى أخلاقياته فى التعامل مع زملائه فى الدراسة والمهنة، مؤكدًا على أهمية التناصُح والتشاور بينهم؛ للعدول عن أى خطأ أو زلَّة مهنية، منطلقين فى ذلك من دافع الحرص على حياة الناس لا مِن دافع التجريح والإحراج، مع مراعاة اللين والُّلطف بعيدا عن ألفاظ التسفيه والتعالي، بالإضافة إلى ضرورة الاستمرار فى طلب العلم.
وختم عياد كلمته بالتحذير ممن يلجئون إلى ممارسة سلوكيات مرذولة وأخلاق ذميمة، فيتاجرون بالأعضاء البشرية التى جرمها الشرع والقانون، أو يتعاملون بشيء من عدم المسؤولية تجاه المرضى والضعفاء والفقراء، وهذا بلا شك مناف للقيم والمبادئ التى حثتْ عليها الأديان والفطرة الإنسانية، مع التأكيد على ضرورةِ أن يمارس الطبيب مهنته بكلِّ ضمير وصدق مع كل الناس دون النظر إلى الدين أو اللون أو العرق أو الجنس أو الصِّغر والكبَر أو الهوى، وغير ذلك من الأمور التى يمكن أن تكون عائقًا أمام أداء رسالته، وصدقِه مع المرضى والمحتاجين.