استقبل البابا فرانسيس الثانى بابا الفاتيكان، فى مكتبه بالفاتيكان، عميد مسجد باريس الكبير المحامى الفرنسى من أصول جزائرية، شمس الدين حفيز والوفد المرافق له، الذى ضم المدير العام لمسجد باريس الكبير محمد الونوغى، والدكتور خالد العربى خطيب المسجد، وخلال اللقاء سلم عميد الجامع الكبير بباريس رسالة مكتوبة إلى البابا فرانسيس ذكر فيها: اليوم نحن بأمس الحاجة إلى التقارب بين أتباع الأديان، ولا سيما فى مجال التربية والتعليم والتضامن ضد تصاعد الانقسامات والتعصب والتطرف فى فرنسا وأوروبا.
ومن جانبه أوضح البابا فرنسيس وجهة نظره أنه بإمكان الكاثوليك والمسلمين فى العالم تشكيل مجتمع بشرى تجمعه الأخوة الإنسانية، وفى هذا الصدد يعتبر توقيع إعلان أبو ظبى مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فى 4 فبراير 2019 حدث عظيم، وعمل تأسيسي لما نصبو إليه من عالم تجمعه القيم الإنسانية المشتركة، وتأثر البابا فرانسيس وأظهر حزنه بشكل خاص بسبب التدهور الأخير وتعرض النحت الذي أقيم في أمبواز تخليدا لذكرى الأمير عبد القادر، الذي حمى حياة المسيحيين في دمشق عام 1860، وما زال إلى يومنا هذا رمزا عظيما لمسيحيي دمشق و رمزا كبيرا للأخوة الدينية والإنسانية.
وأعرب البابا فرانسيس عن رغبته في أن يتمكن الكاثوليك والمسلمون من تحمل نفس صوت الأمل في مواجهة أزمات العالم المعاصر، وكذلك عن مخاوفه العميقة بشأن مصير المهاجرين الوافدين في القارة الأوروبية وحول الوضع الحالي في أوكرانيا.
وبمبادرة من البابا فرانسيس، سوف يدعو جامع باريس الكبير مسلمي فرنسا، بمناسبة صلاة الجمعة 4 مارس 2022، للدعاء بأن يوقف الله عز وجل الحرب في أوكرانيا ولكي يعود الناس إلى رشدهم وإلى التعقل، وفى نهاية المحادثات استجاب البابا فرانسيس للدعوة الموجهة إليه لزيارة المسجد الكبير في باريس عندما تتحدد زيارته لفرنسا.
وخلال اللقاء سلم عميد مسجد باريس الكبير خطابا تضمن دعوة باسمه والوفد المرافق وباسم جميع المسلمين فى فرنسا، يشرفنا أن نستقبل قداسة البابا فى المسجد الكبير بباريس، كما تضمن الخطاب جهود البابا فرنسيس للتقارب بين المسيحيين والمسلمين وبين جميع الأديان، وركز حفيز على أهمية الجهود المشتركة في المجالين التربوي والخيري وفي مواجهة التطرف والعنصرية، ويجب أن يكون المسلمون قادرين أيضًا على الاعتماد على الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا لنبذ العنصرية تجاههم.
وقال شمس الدين حفيز لبابا الفاتيكان إن وثيقة الأخوة الإنسانية التى وقعها البابا فرانسيس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب هى أقصر طريق نحو التعايش والأخوة البشرية، وأنه عندما وصل على رأس جامع باريس الكبير في 11 يناير 2020، حاولت اتباع هذا المسار لأننا نعيش الحاضر ونرى أن الأحداث تغذي خطر التطرف ومواجهة الهوية العربية والاسلامية، في فرنسا وأوروبا، ولكن أيضًا مع اليقين في مستقبل الحوار مع الآخر، واحترامه واكتشاف القيم والمعتقدات المشتركة.
وأضاف حفيز: لا يمكن للحوار بين الأديان الاستغناء عن التفكير الواضح والصادق في القوى التي تميل إلى الانقسام بيننا، مؤكدا أن الإسلام يحث على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالعقل، ويرفض الفكر المتعصب ويرى أن التنوع الفكرى ثروة.