"أبواب الله" حلقات يومية يحاور فيها تامر إسماعيل الداعية الشيخ أحمد الطلحى، حول أهم الموضوعات والقضايا الدينية من منظور السعى والوصول إلى أبواب الله ونيل رضاه ورحمته، وتتميز بالاختلاف فى طرح الأسئلة والإجابات، بما يلائم كل الأجيال والثقافات وبما يتناسب أيضًا مع جمهور السوشيال ميديا.
من الأمور الجدلية في رمضان هو مفهوم "سلسلة الشياطين"، فكثير من الأسئلة تتردد في الأذهان حول هذا الأمر، فهل يتم سلسلة الشيطان وحبسها بعيدا عن العباد تماما، أم هي مسلسلة ولكن موجودة وسط البشر بحالها كما قبل رمضان، وهل يتم سلسلة مردة الشيطان فقط، أم كل الشياطين، حول تلك الأمور وحول الفتن التي تتعلق بذهن العبد قبل رمضان مباشرة، تدور تلك الحلقة من "أبواب الله".
فضيلة الشيخ أحمد الطلحى.. هل بالفعل كل ما نتركبه من ذنوب في رمضان هو من شيطان النفس.. ولا دخل للشياطين بها؟
الحقيقة في هذا الأمر أن هناك فهم خاطئ لحديث "صفدت الشياطين"، هذا الفهم توضحه أية "قال رب أنظرنى إلى يوم يبعثون"، وهذا يعنى أن الشيطان ملازم لابن أدم طيلة حياته وحتى يوم البعث، فبالتالى هو لا يبعد عن الإنسان حتى في رمضان، وهذا لا يتعارض مع حديث "إذا دخل رمضان صفدت الشيطان"، حيث إن سلسلة الشيطان في رمضان لا تعنى أنه لم يعد بيننا وتم عزله، هو بالفعل مكبل ومسلسل ولكنه لازال بيننا، وبالتالي قلت قدرته على الوسوسة ولكنه لازال يمارس دوره ولو بشكل محدود في رمضان.
إذا ليس كل ما نرتكبه من معاصى في رمضان هو من وسوسة النفس فقط؟
نعم، صحيح أن النفس أمارة بالسوس وتدعو صاحبها للمعاصى، ولكن أيضا لازال الشيطان يمارس دوره، وبعض العلماء ذهبوا أيضا إلى تفسير أخر وهو أن مردة الشياطين يتم إبعادهم تماما في رمضان، وصغار الشياطين يكونون بيننا يمارسون دورهم بشكل عادى.
أحيانا يتصور البعض أن وسوسة الشيطان تكون من داخل الإنسان.. هل هذا حقيقي؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان ليجرى من ابن آدم مجرى الدم، فضيقوا مجاريه بالجوع"، وهذا يعنى أن الشيطان قريب جدا من ابن أدم ويجرى منه مجرى الدم، وهذا أيضا يفسر أن الشياطين أحيانا يوسوسوا إلى البعض قبل رمضان ببعض المعاصى بشكل ملح، وعندنا ينتهى رمضان لا تجد نفسك مفتونا بتلك المعصية التي كانت تشغل بالك قبل رمضان مباشرة، وهذا سببه أن الشيطان يريد أن يربط قلبك وعقلك بمعصية طوال رمضان حتى يشغلك عن العبادة.