قال السفير مبارك الجنيبى، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة فى مصر، إن السفارة الإماراتية تحرص على تهيئة أجواء رمضانية خلال الشهر الكريم بما يجسد ويعكس العلاقات الراسخة التى تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، التى بدأت قبل إعلان قيام الاتحاد وأرسى دعائمها -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وقال السفير الجنيبى فى حوار لصحيفة البيان الإماراتية : "ندعم مصر بالمشروعات الزراعية والعقارية وكذلك بالتعاون فى مجالات التكنولوجيا ومشروع قناة السويس الجديدة، فضلاً عن مساهمتنا فى العديد من المشروعات التنموية التى تقدم خدماتها لكل المصريين من النقل إلى الطرق إلى الصوامع والمخازن الكبيرة، كما أننا نشارك وندعم المشروعات القومية مثل مشروع بناء المليون وحدة سكنية ومشروعات أخرى عدة".
وعن الأجواء الرمضانية فى القاهرة، قال: "يقضى أفراد البعثة فى مصر وأبناء الجالية من رجال أعمال وطلاب وزائرين، أجواء جميلة وغير عادية فى شهر رمضان، خلال إقامتهم بالقاهرة، ويساعدهم على ذلك درجة الحرارة المعتدلة".
وأضاف السفير الإماراتى، "نحرص طوال شهر رمضان المبارك على تنظيم إفطار جماعى، ونتذكر الأجواء الرمضانية فى الإمارات، ثم نؤدى صلاة التراويح معًا، ومن بعدها نجلس لنتبادل أطراف الحديث مع أبنائنا وإخواننا المتواجدين بمصر، كما ننظم إفطارا رمضانيا جماعيا مشتركا بين أفراد البعثة الدبلوماسية والموظفين من المصريين بمبنى السفارة أو فى الفنادق المحيطة بها".
ولفت إلى أنه يتم تنظيم إفطار جماعى لأصدقاء الإمارات فى مصر، ويحضره غالبية المسئولين والسياسيين ورجال الأعمال والإعلاميين المصريين، فضلاً عن حفلات الإفطار والسحور، ويجريها السفراء العرب والأجانب فى مصر.
ونظم السفير جمعة الجنيبى حفل سحور للشركات الوطنية بجمهورية مصر العربية يوم 15 يونيو الجارى وتمت دعوة عدد من رجال الأعمال الإماراتيين فى مصر، والدول العربية، وأبناء الإمارات، المقيمين فى القاهرة.
وأكد الجنيبى أن البعثة الإماراتية فى القاهرة تنظم العديد من الفعاليات خلال شهر رمضان، إذ تشرف على أعمال تحضير السلال الرمضانية التى توزع على الفقراء والمحتاجين فى مصر، بتنظيم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتى ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية.
وأوضح الجنيبى أنه بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل ننظم أجواء احتفالية بعيد الفطر المبارك، ونمارس فى مصر الطقوس والمراسم الخاصة بالعيد بتفاصيلها المميزة والمبهجة، بدءاً من صلاة العيد، ومن بعدها الإفطار الجماعى مع الدبلوماسيين والمواطنين.
وأضاف: نتذوق الحلوى المصرية الشهيرة فى عيد الفطر، التى يطلق عليها "كعك العيد"، ثم نبدأ بعد ذلك مع أفراد البعثة بزيارة المستشفيات العلاجية للاطمئنان على حالة المرضى من مواطنى الدولة، وقضاء يوم ممتع معهم، وتوزيع هدايا العيد عليهم، وبخاصة من ذوى الإعاقة، كما يتم تنظيم احتفالية خاصة مع أبناء الجالية الإماراتية من رجال الأعمال والطلاب وطاقم البعثة، إذ نتذكر خلال تلك الاحتفالية أجواء العيد فى وطننا.
وقال السفير الجنيبى إن العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات ومصر بدأت قبل تأسيس دولة الإمارات عام 1971، فقد بنى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه-، تلك العلاقات قبل تأسيس الاتحاد، وكانت مصر من أوائل الدول الداعمة لتأسيس الاتحاد مثلما كانت من أوائل الدول المؤيدة له والمعترفين به، وقدمت دعمًا غير محدود للاتحاد على المستويين الإقليمى والدولى.
وأوضح أن تلك العلاقات أخذت تزداد متانة وقوة حتى صارت نسيجاً واحداً يربط قيادتى وحكومتى الدولتين برباط من الأخوة والصداقة، فضلاً عن ترابط وقوة العلاقة بين الشعبين، وهذا الأمر انعكس بشكل إيجابى فى جميع مستويات العلاقات الثنائية سياسية واقتصادية اجتماعية وثقافية.
وأوضح أن الإمارات ومصر تجمعهما علاقات أخوة وصداقة نموذجية فى كل شىء، فهناك توافق بارز بين البلدين فى الرؤى لجميع القضايا التى تتعلق بالعمل العربى المشترك، وفى جميع المحافل الدولية، وتعمل كلا البلدين على دعم هذا التوافق عبر التشاور المستمر والتنسيق المتواصل لقيادة البلدين.
وأكد الجنيبى أن البعثة تبذل جهوداً حثيثة للتعريف بالقيم والثقافة الإماراتية فى الأوساط المصرية، حيث إن الإمارات من أولى وأكبر الدول المحبوبة والمقدرة من الشعب المصرى بكل طوائفه، فإذا سألت أى مواطن مصرى عن الإمارات فسيبادر بالإجابة عن حبه للدولة، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .
وأشار إلى أن حب الإمارات فى قلب كل مصرى واضح، تجده فى وسائل الإعلام، وفى مواقع التواصل الاجتماعى، فالجميع يحب الإمارات ويعشقها، كما أن الأنشطة التى تقوم بها الإمارات فى مصر ساعدت بشكل كبير وواسع على تنامى الصورة المتميزة عن الإمارات لدى كل المصريين..
وأكد جمعة مبارك الجنيبى سفير الإمارات فى القاهرة أن مصر تعتبر من أهم الدول المحفزة للنشاط التجارى والاستثمار الإماراتى، إذ وصل حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى 2.597 مليار دولار العام الماضى، ومن المتوقع أن يصل إلى 3 مليارات دولار العام الجارى، فالتعاون بين البلدين قوى وممتد وبخاصة فى المجال الاقتصادى.
وأضاف: "أسست الإمارات فى مصر مكتباً للمشاريع التنموية بما يساهم فى دعم وتحسين قدرة الاقتصاد المصرى، كما يوجد فى مصر 819 شركة إماراتية بحجم استثمارات وصل إلى 6.107 مليارات دولار خلال عام 2015، وغالبية المشروعات الاستثمارية تعمل فى العديد من المجالات السلعية والخدمية وفى الطاقة والبورصة والطيران".
ولفت إلى أن عدد الطلاب الإماراتيين فى مصر وصل إلى 140 طالبًا خلال العام الدراسى 2015-2016، وهم يدرسون فى مصر تخصصات مختلفة وفى أغلب الجامعات الحكومية المصرية.
وشدد الجنيبى على أن العلاقات الإماراتية المصرية تتسم بأنها نموذج يُحتذى فى العلاقات العربية ـ العربية سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، أو من حيث استقرارها ونموها المستمر، أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتى البلدين وكبار المسئولين فيها.
يذكر أنه تم تعيين الجنيبى سفيرًا للدولة فى مصر منذ فترة قريبة، وقد سبق له العمل سفيرًا للدولة بجمهورية ألمانيا الاتحادية وسفيراً فوق العادة ومفوض (غير مقيم) لدى كرواتيا ولاتفيا وليتوانيا واستونيا، ووكيلاً لوزارة الخارجية والتعاون الدولى.
وقبل الالتحاق بوزارة الخارجية بدأ العمل مهندساً بسلاح الهندسة وترقى حتى أصبح مديراً لإدارة التعاون العسكرى بالقوات المسلحة، وقائداً لمجموعة هندسة الميدان، وبعد العمل العسكرى تم اختياره مديراً عاماً لبلدية أبوظبى قبل الالتحاق بالعمل بوزارة الخارجية.