قال السفير يوليوس جيورج لوى، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالقاهرة، إن التلوث البيئى والاحتباس الحرارى يشكلان خطراً أعظم بكثير من خطر الحرب.
وأضاف السفير الألمانى بالقاهرة، خلال فاعليات الحلقة النقاشية الواحدة والأربعين لمنتدى القاهرة للتغير المناخى، والذى نظمته سفارة المانيا بالقاهرة بمقر المركز العلمى الألمانى، تحت عنوان "الدين والتغير المناخى.. علاقة الله بالطبيعة"، أن "العمل على حماية البيئة يمكن أن يكون العمل الأكثر نفعاً لتجتمع البشرية حوله، ويجب أن تصبح القضايا البيئية مكوناً رئيسياً من مكونات المناهج التعليمية، ولذا وجب على علماء الدين التعرف على الأزمة البيئية التى نواجهها'.
وأعرب السفير عن قناعته العميقة بأن الدين يمثل قوة توجيه مهمة لرفع الوعى حول القضايا البيئية؛ وذلك لأن الدين متواجد فى كل نواحى الحياة اليومية للشعب المصرى، مضيفاً "هناك التزام أخلاقى منا جميعا تجاه الأجيال القادمة يتمثل فى إنقاذ كوكبنا، كما يمكن أن تكون القضايا البيئية قاسما مشتركا للحوار بين الأديان''.
ومن الناحية العملية أكد السفير الألمانى أنه يجب وضع القضايا البيئية فى الاعتبار عند وضع المناهج الدراسية وكتابة الخطب الدينية لتغيير السلوكيات بصورة فعالة، ما سيؤدى فى نهاية المطاف إلى انظمتنا البيئية والطبيعية ضارباً مثالاً على ذلك حيث شاركت الكنيسة البروتستاتنية بنشاط فعال فى الحركة المناهضة للأنشطة النووية الألمانية.
فيما تناول القس شتيفان كارشه، راعى الطائفة الإنجيلية الألمانية بالقاهرة المناهضة للأنشطة النووية الألمانية التى اجتاحت ألمانيا فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، موضوع القضايا البيئية، موضحاً أن الحراك البيئى فى ألمانيا كان مرتبطاً ارتباطاً أصيلاً بحركة السلام، ولم يقتصر هذا الحراك على البيئية فقط، تناول أيضاً قضايا الفقر.
وأضاف كارشه، " نحن مصممون على القيام بعمل من أجل البيئية كجزء من هذه القضية العالمية، كما أن الكنيسة انخرطت فى هذا الحراك ريثما أعلنت الحكومة الألمانية عن خطتها للتخلص من النفايات النووية فى قرية صغيرة فى شمال غرب البلاد".
فيما قال الدكتور صالح النيفيلى أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة الأزهر الشريف، إن السنة النبوية المطهرة مليئة بالأمثلة على رعاية النبى صلى الله عليه وسلم للحيوان والنبات وهو الشيئ الذى يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً فى تغيير سلوك وعقليات المسلمين.
وأوضح أن القاعدة العامة فى الإسلام هى أن كل ما يقيم الحياة يقع فى نطاق الحلال، وكل ما يدمرها يقع فى نطاق الحرام، فلا يجوز على سبيل المثال قتل الحيوان إذا كنت لن تأكله.
وأضاف "إذا أطلقت النار على طائر لقتله من أجل الصيد الترفيهى فإن هذا الطائر المقتول سوف يحاججك ويختصمك أمام الله يوم القيامة''.
وأوضح أنه من وجهة النظر الإسلامية، أن البشر جزء من البيئة ويمثلون القلب منها، مضيفاً "لقد أحاطنا الله بمظاهر من الجمال من خلقه التى تحيط بِنَا من ماء وغذاء وأزهار ووضعها تحت تصرفنا.. وأوكل إلينا سبحانه وتعالى رعاية جميع تلك المخلوقات''.
من جانبه، قال القس أنجيلوس جرجس، راعى كنيسة أبى سرجة بمصر القديمة، أنه يعتقد إننا نحتاج إلى فهم أعمق لكتبنا المقدسة من أجل وقف استمرار النظر إلى الطبيعة كمخلوق موضوع رهن تصرفنا، ولنرى الجنس البشرى جزءاُ لا يتجزأ من الطبيعة.