اكدت دار الافتاء، أنه لا مانع شرعًا من حضور جنازات غير المسلمين من الأقارب أو الأصدقاء؛ قال الإمام النووي: لا يكره للمسلم اتباع جنازة قريبه غير المسلم، ونص عليه الشافعي في "مختصر المزني".
كما أن اتباع جنازة القريب ولو كان غير مسلم داخل في صلة الرحم المأمور بها شرعًا، وحسن المعاملة، والعشرة ومكارم الأخلاق، والوفاء، وتذكر الجميل، لا سيما، وأن حضور السائلة جنازة قريبها سيكون موقفًا يزيد من احترام الإسلام في نظر أقاربها.
وكذلك فإنه لا بأس بالتعزية؛ لأن ذلك من حسن المعاملة والقسط المشار إليه في قوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، وهو من الحسنى المأمور بها في قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83].
وننصح أن يكون المسلم سهل لين مع أهله وأقاربه، مع الحفاظ على هويته الإسلامية، فالإسلام لا يحب من المسلم أن يكون منعزلًا عمن حوله، وإنما انتشر الإسلام بالمعاملة الحسنة ومشاركة الناس في أفراحهم وأحزانهم، ومد يد العون والمساعدة إليهم، والرحمة والشفقة عليهم.