أكدت الدّكتورة آمال بلحاج موسى وزيرة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السنّ فى تونس، أن العلاقات بين تونس ومصر دائما مثالية وإيجابية ويوجد بين البلدين العديد من الجوانب المشتركة فى مختلف المجالات، لافتة إلى أن العلاقات المصرية التونسية مستمرة، وأن اللجنة العليا المشتركة من شأنها أن تجعل العلاقات أكثر استراتيجية باعتبار أن الاقتصاد هو أكثر ما يمكن أن يجمع بين البلدان، وأكثر ما يمكن أن يقوى هذه العلاقات، خاصة إذا كانت العلاقات ذات رصيد حضاري وتاريخي كما هو الحال بين تونس ومصر.
وقالت الدكتورة آمال بلحاج موسى - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط في تونس - إن مصر هى بلد الفن والثقافة، لافتة إلى أن وجود النخبة السياسية في البلدين وحضورهم الاحتفال الثقافي والفني الذي شهدته مدينة الثقافة التونسية الشاذلي القليبي، يأتي في إطار فاعليات العام الثقافي التونسي المصري.
وأضافت الوزيرة التونسية أنها التقت مع الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومى للمرأة في نوفمبر الماضي، وأنها تحدثت في جلسة ثنائية معها ضمن اجتماعات منظمة المرأة العربية، وأنها اكتشفت وجود تقارب كبير بين التجربة التونسية والمصرية في مجال التمكين الاقتصادي للمرأة.
وأشارت آمال بلحاج موسى إلى أنه سيتم توقيع اتفاقية مع مصر لتبادل الخبرات بين البلدين في مجال التمكين الاقتصادي ومناهضة العنف ضد المرأة، واقامة معارض للحرف اليدوية.
وذكرت الوزيرة التونسية أنه عندما نتحدث عن المرأة المصرية والمرأة التونسية لابد أن نذكر بكل الخير الطاهر الحداد المُصلح والمفكر الكبير أحد أعلام الدفاع عن حقوق المرأة في تونس منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وكذلك قاسم أمين التنويري المتقدم الذي رفع راية المرأة عاليا في مصر، لافتة إلى وجود العديد من أوجه الشبه بين البلدين مصر وتونس بالنسبة لعدد الباحثات والطالبات الإناث في الجامعات المصرية والتونسية، إلى جانب عدد النساء الفاعلات في المجال الثقافي والاقتصادي، والرياضي كما هو الحال مع أنس جابر البطلة التونسية في لعبة التنس، فهي تمثل كل الشابات العربيات وليس تونس فقط، لأنها بطلة تحمل باقة من الرسائل إلى العالم لكى ينتبه إلى قدرات المرأة العربية.
ونوهت وزيرة الأسرة والمرأة في تونس إلى أنه عند الحديث عن قدرات المرأة العربية، فنحن نتحدث عن قدرات المجتمعات العربية ككل، لأن هذه القدرة لا تنفصل عن قدرة مجتمعاتنا في انتاج النُخب، وانتاج طرق ناجحة في معالجة المشاكل، مشيرة إلى أن المرأة التونسية في مقدمة النساء العربيات يرفعن الراية على أكثر من صعيد، تشريعيا وفي مجال الأحوال الشخصية متقدمة جدا، إلى جانب وجود اقتداء بالتجربة التونسية في هذا الشأن بدول العالم العربي، كما أن التجربة المصرية في مجال العلم والثقافة متميزة للغاية، وأيضا في مجال التمكين الاقتصادي.
وذكرت أن التمثيل السياسي والدبلوماسي للمرأة في مصر مهم وفي تنامي وهو رسالة طيبة وايجابية ونفس الأمر في تونس أيضا، حيث يرأس مجلس الوزراء التونسي امرأة، وفي الحكومة التونسية يوجد 8 وزيرات، فضلا عن التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفيرات متميز جدا، لافتة إلى أن نسبة 32% من المناصب العليا في الإدارة التونسية من النساء على مستوى المديرات العموم، وأيضا اليد التى تعمل في الفلاحة في تونس ومصر هن نساء، والمرأة في كلا البلدين هى التى تؤمن وتقوم بتوفير الأمن الغذائي للبلدين.
ووجهت وزيرة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السنّ في تونس التحية للمرأة التونسية والمرأة المصرية، وأنه يمكن للنساء العربيات السير على هاتين التجربتين، مع العلم أن التجارب العربية الأخرى قطعت شوطا لا بأس به في مجال الإصلاح، واليوم يمكن أن نتحدث عن امرأة عربية وعن فوارق طفيفة بين النساء العربيات.