قال الدكتور عبد الفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين السابق، مدير المركز الأشعرى بالأزهر الشريف: إن ليبيا الآن فى حاجة إلى فك أسرالخطاب الدينى من أيدى المتطرفين الذين عاثوا فى الأرض فسادًا، وشوهوا صورة ديننا الحنيف من خلال خطاب الكراهية والحض على العنف.
وأكد أن مسئولية تحصين الجيل القادم من الأفكار الدخيلة على المجتمع الليبى، يحملها على عاتقه الأئمة والمؤذنون والخطباء والدعاة، فهم ثلة من الأخيار الصادقين، وهم ورثة الأنبياء والمرسلين فى الدعوة إلى الله وتقديم النصح والإرشاد لكل فئات المجتمع.
جاء ذلك خلال فعاليات ورشة العمل التي عقدت بمقر المنظمة العالمية لخريجى الأزهر بالقاهرة، بعنوان (دور الأئمة والخطباء في الحفاظ على النسيج الإجتماعي ونبذ العنف والتطرف)، على هامش فعاليات الدورة التدريبية الثالثة عشر لـ 45 إمامًا وداعية من دولة ليبيا، والتي تعقدها المنظمة، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى.
وأضاف عميد كلية أصول الدين سابقًا أن أئمة اليوم لهم فضل كبير في شريعة الإسلام؛ لأن وظيفتهم سامية ورسالتهم عظيمة، فيتعلم منهم الرجال والنساء والشباب والبنات وحتى الصغار، مشيرًا إلى أن كل فرد من العلماء والدعاة والائمة له دور في ترسيخ قيم السلام داخل مجتمعه، فسلاح العالم في الكلمة لا يقل شأنًا عن سلاح الجندى في الحفاظ عن الوطن.
وفي ختام كلمته، أشار إلى أنه يمكن للعالم تحقيق الأمن الفكري، من خلال تفنيد الأفكار المتطرفة التي يستغلها المتطرفون، ومجابهتها بوسائل عدة، موضحا خطورة هذه الجماعات التي وصفها بالمجموعات (المتطرفة والغرباء فكريا)، والذين يسعون لهدم المنهج الوسطي المعتدل.
ومن جانبه أوضح الشيخ أكرم الجراري - رئيس فرع المنظمة بليبيا، أن التيارات المتشددة، والجماعات المتطرفة والإرهابية هي سبب الفتنة والتشرذم بين القبائل الليبية، وأوصى في ختام كلمته الأئمة بضرورة الحفاظ على نسيج المجتمع الليبي، من الغزو الفكري الهادف لتقسيم وحدة الليبيين.