تطلق وزارة التضامن الاجتماعى حملة متكاملة للقضاء علىزواج الأطفال، ضمن إطار عمل برنامج وعى للتنمية المجتمعية وفعاليات حملة الوزارة التى تجوب المحافظات تحت شعار "بالوعى مصر بتتغير للأفضل"، وتستهدف الحملة الفئات والأسر الأولى بالرعاية المستفيدة من برنامج الدعم النقدى "تكافل وكرامة" الذى يصل إلى 4,1 مليون أسرة فى كافة محافظات الجمهورية، وتستهدف حملة برنامج وعى لمناهضة زواج الأطفال القرى والمراكز المستهدفة بالمبادرة الرئاسية "حياة كريمة" وكافة الأسر المستفيدة من خدمات الحماية الاجتماعية التى تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي.
وتتبنى وزارة التضامن فى الحملة شعار برنامج وعى للتنمية المجتمعية تحت عنوان "جوازها قبل 18 يضيع حياتها" وذلك تزامناً مع بداية موسم الإجازات الصيفية التى تكثر فيها هذه الممارسة، وتتضمن الحملة أيضاً التوعية بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، وصحة الأم والطفل، التى ينفذها برنامج وعى للتنمية المجتمعية ضمن 12 قضية مجتمعية من القضايا التى تعانى منها الفئات الأولى بالرعاية، وتشارك فى الحملة الجمعيات الأهلية الشريكة للوزارة ومديريات التضامن ووسائل الإعلام الجماهيرية ومنصات التواصل الاجتماعى، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى وبمساهمة الاتحاد الأوروبى والسفارة البريطانية فى مصر.
وتتطرق قضية زواج الأطفال إلى كافة أشكال ومشكلات الزواج الرسمى أو غير الرسمى، الذى يتم قبل أن يتم أحد الزوجين أو كلاهما سن 18 سنة "سن الطفولة فى الدستور المصري"، ويؤثر هذا الزواج سلباً على الحقوق الأساسية للأطفال المتزوجين فى التعليم والصحة والنمو النفسى والبدنى السليم، وإذ يثمر هذا الزواج أطفالاً، فأنه يؤثر سلباً على حقوق الأطفال المدنية والصحية والاجتماعية.
وتبلغ نسبة الفتيات المتزوجات فى الفئة العمرية "15- 19 "سنة نحو 13% من إجمالى السيدات المتزوجات فى مصر، طبقاً لآخر مسح صحى سكاني- مصر 2014، وتزداد أعدادهن فى الريف خاصة ريف الوجه القبلى، ووفقًا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء لعام 2017، فان واحدة من كل 20 فتاة أى نحو 4% فى الفئة العمرية ( 15-17 سنة ) سنة، متزوجات حالياً أو سبق لهن الزواج، مع وجود تباينات كبيرة بين المناطق الريفية والحضرية.
وتتضمن الحملة تنويهات تليفزيونية، ورسائل هاتفية، وبوسترات وزيارات ميدانية للأسر المستهدفة من برامج الوزارة تقوم بها الرائدات الاجتماعيات المنتشرات فى ربوع مصر، وبالأخص تستهدف الحملة الأسر التى لديها أطفال خاصة الفتيات المعرضات لخطر زواج الأطفال، للتوعية بأخطار زواج الأطفال قبل سن 18 سنة، ويتم التأكيد على الأسر المستفيدة من برنامج تكافل بأنه من شروط الاستمرار فى الحصول على الدعم النقدى تكافل متابعة استمرار صحة الأمهات والأطفال، والمتابعة التعليمية للأطفال فى السن من 6-18 سنة وعدم تزويج الأبناء تحت 18 سنة، وتنتشر اللافتات بالوحدات الاجتماعية والصحية التى تتردد عليها الأسر المستفيدة من الدعم النقدى بشكل دورى.
كما تشمل أنشطة الحملة ندوات ولقاءات جماهيرية ومسابقات وعروض فنية، تنفذها الجمعيات الأهلية فى المناطق والقرى المستهدفة بالتعاون مع الرائدات الاجتماعيات، وتشارك فيها الفتيات والفتيان فى السن قبل 18 سنة وأسرهم بورش للحكى ومسرح شارع، لتوضيح الأخطار التى تقع فيها الأسر بسبب زواج الأطفال، وللتوعية بإمكانية تطبيق المادة 227 من قانون العقوبات التى تنص على العقاب بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين أو بغرامة لا تزيد على 300 جنيه كل من أبدى امام السلطة المختصة- بقصد إثبات بلوغ أحد الزوجين السن المحددة قانونا.
وتشهد الحملة إطلاق فيديوهات وانفوجرافات وتنويهات التوعية بأخطار زواج الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لفتح حوار مجتمعى حول أسباب هذه المشكلة وكيفية القضاء عليها، قانونيا واجتماعيا، ويشارك فى الحوار المجتمعى رجال الدين وعلماء الاجتماع وعلم النفس وأطباء وقانونيون، بالإضافة إلى شهادات حقيقية لسيدات تعرضن للزواج والانجاب قبل أن يبلغن الثامنة عشر "السن القانونية لتوثيق الزواج"، وما تعرضن لهن وأطفالهن من مشكلات صحية وقانونية ومدنية واجتماعية، وما فقدنه من حقوق فى استكمال تعليمهن، فضلا عن حرمانهن من طفولتهن، وما يترتب على زواج الأطفال من أعباء اقتصادية على الدولة.
ويؤدى الزواج قبل أن تكمل الفتاة 18 سنة إلى خصوبة مبكرة، فيرتفع متوسط عدد الأطفال للزوجة التى لم تبلغ 18 سنة إلى 3.7 طفلا، بينما متوسط عدد الأطفال لمن تزوجت بعد بلوغها 22 سنة يصل إلى 2.8 طفلا، حسب المسح الصحى السكانى، فيؤدى زواج الأطفال إلى زيادة سكانية كبيرة، فيلقى بأعباء اقتصادية واجتماعية كبيرة على الدولة، فى كافة المرافق والخدمات.