قال الشيخ نور الدين خاليق نظروف مفتي أوزبكستان من الأهمية بمكان تحديد مواطن التطرف والمشاركة في مواجهته مشيرًا فضيلته لدور العلماء وأئمة المساجد في ذلك.
جاء ذلك خلال كلمة له في جلسة "الدولة الحديثة عند المتطرفين: عرضٌ ونقد" ألقاها في مؤتمر "التطرف الديني: المنطلقات الفكرية، واستراتيجيات المواجهة" والذي نظمه مركز سلام التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم مضيفًا أن الجماعات المتطرفة قد ظهرت في أوزبكستان منذ سنوات واتخذت السلطات عدة إجراءات لمعالجة ذلك منها نشر الوعي وتفعيل الحلقات الدراسية، وحلقات القرآن الكريم، فضلًا عن سياسة العفو العام والتي تمثلت في إخراج المئات من أفراد الجماعات المتطرفة بعد إعلان توبتهم ويجري الآن عمل اندماج لهم في المجتمع.
واختتم كلمته بتوجيه الشكر لدار الإفتاء المصرية و الدكتور شوقي علام، ولرئيس الوزراء على تنظيم المؤتمر.
وقال الدكتور أحمد ممدوح مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء إن مفهوم الدولة ليس شكلًا توقيفيًا، ولكن مهام ولي الامر توقيفية.
وأضاف أن مبدأ الفصل بين السلطات مبدأ موافق للشرع ولكنه ليس موجودًا عند المتطرفين، مشيرًا إلى أهمية وجود الدولة شرعًا.
وشدد د. ممدوح على أن هناك بعض الدعاوى المغلوطة والتي ترتب عيها زعم المتطرفين بحصر الدولة في شكل محدد منها تقسيم الديار ديار حرب ودار سلام، فقد رتبوا عليه مجموعة من الأوهام منها تقسيم العالم ووجوب الهجرة إليهم، والتي ترتب عليها الافتيات على الدولة.
وأكد د. هاني نسيرة في كلمته على الأزمة المفهومية لدى جماعات الإسلام السياسي تجاه تصور الدولة، ويرى أن لديهم مفاهيم متخيلة بل إسلام متخيل غير الإسلام الحقيقي التاريخي والواقعي.
وتطرق إلى أزمة التصورات وغياب الوعي التاريخي، إضافة إلى بحث إشكالية الحكم والخلافة بعد النبي وحجج الأصولية الإسلامية المعاصرة، وإشكالية وجود مبادئ للحكم في القرآن والحديث، والتي ما زالت تتداول أحاديثها حتى وقتنا هذا. كذلك تناول مسألة غياب مفردة ومفهوم الدولة عند المسلمين، ومفهوم الدولة وأزمته بين القديم والحديث، وفيها تم استعراض خصائص وشروط الدولة الحديثة، إضافة إلى بحث تصور ومفهوم الأمة عند الإسلاميين والقوميين.
وعن "إشكالات تصور الدولة في الفكر العربي الحديث بين الحاكمية والحداثة"، تطرق الباحث إلى المصطلحات الأصولية المختلفة عن أنظمة الحكم السياسي المختلفة، ودور تيارات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمون في أسلمة مختلف جوانب الحياة المعاصرة.
ولفت الباحث النظر إلى تاريخ مفهوم الدولة ومعناه في التراث الاسلامي وتطوره، وكذلك التفسير السياسي للإسلام والهروب من التاريخ، وصولًا إلى دور حسن البنا كأول من وضع بذور التفسير السياسي للإسلام، والتي أثمرت صلابة خطابه الراديكالي فيما بعد، والذي تناقلته جل التنظيمات والجماعات الإسلاموية السياسية والمتشددة على السواء، مشيرًا إلى أنه لم يتوقف الأمر عند البنا، بل تطرق إلى عدد من الكتاب والمنظرين الإسلاميين أمثال المودودي وسيد قطب وغيرهم في ذات السياق وتأثير فكرهم على التوجهات الإسلاموية المتشددة.
واختتم دكتور نسيرة كلمته بحديثه عن حصاد الحكم الأصولي دوليًّا بأن تجارب الحكم الأصولي تتمثل في نموذجين كبيرين مختلفين نسبيًّا، زهد معهما الناس في يوتوبيا الجحيم الأصولي ووعوده الفاشلة، التي صدمت كثيرًا ممن انخدعوا بها قبل رافضيها، وهما: السقوط السياسي لجماعة الإخوان في مصر في 30 يونيو سنة 2013 بعد تجربة حكم دام عامًا ثقيلًا ترنحت فيه الدولة والمواطنة والسلم الأهلي معًا، ثم تجربة سقوط "دولة داعش" المدوية، بعد تجربة حكم دامت أربعة أعوام في سوريا والعراق.
فيما تحدث الدكتور عامر الحافي، أستاذ أصول الدين بكلية الشريعة بجامعة آل البيت- الأردن، أن هناك علاقة وطيدة بين الدولة الحديثة ونهاية الحروب الدينية، مشيرًا إلى أن التطرف ليس ظاهرة مخصوصة في مجتمع معين أو ديانة معينة، وهناك عدة أطراف متداخلة أدت إلى ظهور التطرف منها ظهور الاستعمار، وسقوط الخلافة العثمانية، وما حدث من صراعات داخلية، والتدخلات السياسية الخارجية التي أسهمت في توسع التطرف، وكذا الاخفاقات الاقتصادية، حتى الدولة الوطنية عليها مسؤولية كبيرة في ظهور التطرف.
وأضاف أن حالة التعصب لأي أمر تنتج تعصبًا دينيًّا على شتى المستويات، والدولة في الخطاب الإصلاحي تبناه الشيخ محمد عبده.
أما السلفية الشرعية فقد اتخذت اتجاه رشيدًا رضا، بينما الاتجاه الثالث هو اتجاه الإخوان المسلمين وحسن البنا وتتحدث عن توفيق مع قبول الدستور والعمل السياسي لكن على المدى البعيد يبحثون عن دولة الخلافة، كما تحدث عن الخطاب الشمولي، مشددًا على ضرورة إعادة النظر في الخطاب الديني بشكل عميق.
كذلك تحدث روهان غوناراتنا، أستاذ الدراسات الأمنية في معهد راجاتنامر للدراسات الدولية جامعة نانيانغ التكنولوجية، عن فكرة الحرب التي تشاع ضد الإسلام وأنها منتشرة بشكل كبير حول العالم، كما تحدث عن الأديان كافة المسيحية واليهودية والهندوس وغيرها، مؤكدًا أن جميعها تعاني التطرف.
وأكد أن العالم يعاني من انتشار الجماعات الإسلامية والمنظمات منها الجهاد الإسلامي وكلها منبثقة من أهداف سياسية، كما أن الإسلام، والهندية والمسيحية اليهودية والسيخ، كلها يتم إساءة استخدامه لأهداف سياسية، وكل هذه الجماعات الإرهابية عبارة عن منظمات سياسية تستغل الدين لصالح تحقيق مصالحها وأهدافها، كذلك أشار إلى أن هناك هجمات في الهند يتم شنها ضد الاسلام والمسلمين، وبعض الطوائف المسيحية.
وأضاف: أرى أن مصر تلعب دورًا عظيما في مكافحة الإرهاب، والتعلم من خلال إعادة التأهيل يمثل نقطة تحول ومصر لديها خبرة في هذا المجال، حيث أعدت برامج لإعادة التأهيل للحد من هذا الخطر المتزايد من تهديد الإرهابيين ومكافحة التطرف، ومن هنا تأتي أهمية مركز سلام لمكافحة التطرف.