أكدت غادة والي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة والمدير العام لمقر الأمم المتحدة في فيينا أهمية مكافحة الفساد ومواجهة المشكلات التي تواجه افريقيا لكي تتمكن من تحقيق أهداف التنمية سواء 2030 أو 2063، مشددة على أهمية أن تكون هناك حلول أفريقية لمشاكل القارة.
أشارت الدكتورة غادة والي في تصريحات لـ"انفراد" على هامش النسخة الثالثة لمنتدى أسوان في نسخته الثالثة إلى أهمية أن ينصت العالم لأفريقيا ومناقشة القضايا العابرة للحدود، مؤكدا أهمية وجود مساحة للتشاور وإطلاق مبادرات وتمويلها وإعادة النظر في المسؤوليات والأدوار.
وأوضحت أن الفساد ظاهرة دولية ومن المهم أن يكون هناك التزام دولي بالاتفاقيات ذات الصلة لمكافحته، مشيرة إلى أهمية أن يكون هناك تبادل للمعلومات وتعاون بين الأجهزة في منظومة العدالة الجنائية وأهمية رفع وعي الشباب لمكافحة الفساد والإبلاغ عنه، مشيرة إلى ان سيادة القانون والعدالة الناجزة مهم جدا للردع.
لفتت إلى أن هناك الكثير من البرامج لدى الأمم المتحدة التنفيذية لمكافحة الفساد والتي تشمل التدريب وبناء المؤسسات ووضع التشريعات والتعاون مع البرلمانيين وتدريب القائمين على منظومة القضاء، موضحة أن استخدام التكنولوجيا يساعد في الحد من الفساد والقضاء عليه.
في ذات السياق، أكدت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة والمدير العام لمقر الأمم المتحدة في فيينا، إلى أن تجديد الشراكة مع إفريقيا والارتقاء بها أولوية خاصة بالنسبة لها منذ أن توليت منصبها في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فبراير 2020، تمامًا كما غيّر جائحة COVID-19 عالمنا إلى الأبد.
وأشارت غادة والى خلال كلمتها الجلسة الافتتاحية للنسخة الثالثة لمنتدى أسوان إلى إطلاقها العام الماضي أول رؤية استراتيجية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لأفريقيا، مشيرة إلى المشاركة مع البلدان الأفريقية والجهات المانحة وكيانات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني وجميع أصحاب المصلحة لتحقيق أجندة 2030 وأجندة 2063.
وأكدت اهتمامها بالاستجابات المتكاملة والمتعددة الأطراف لحماية الناس ، والشباب في المقام الأول، من الجريمة والإرهاب اللذين يتركان المجتمعات أكثر هشاشة في مواجهة الأزمات - الأزمات التي بدورها تغذي الظروف المؤدية إلى الاستغلال الإجرامي والإرهابي، مشيرة إلى دعم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أفريقيا للاستجابة للمخاطر والتحديات العالمية المتتالية ، وتعزيز المرونة لمواجهة المخاطر والأزمات القادمة.
وأكدت أن الشباب يمكنهم أن يكبروا بصحة وأمان وفي المدرسة أعظم مورد لأفريقيا، لافتة إلى أن استبيان الشباب الأفريقي 2022 ، الذي أصدرته مؤسسة Ichikowitz Family في جنوب أفريقيا الأسبوع الماضى، يرسم صورة مقلقة، موضحة أن 32% فقط من الأفارقة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 سنة متفائلين بشأن مستقبل بلدانهم، انخفاضا من 43% قبل عامين فقط، 72% قلقون بشأن تغير المناخ، موضحة أن أكثر من نصفهم أوضحوا أنهم يخططون للهجرة في السنوات القليلة المقبلة.
وأضافت غادة والي "بدون الأمل والفرص ، فإننا نجازف بفقدان وعد أفريقيا بالإحباط وهجرة الأدمغة، مما يجعل المجتمعات الأفريقية أكثر عرضة للجريمة والاستغلال ومخاطر التطرف العنيف."، مشيرة إلى أن أفريقيا لا تزال المنطقة الأكثر تضررا من الإرهاب، و 48% من الوفيات المنسوبة إلى الجماعات الإرهابية على مستوى العالم العام الماضي حدثت في أفريقيا جنوب الصحراء.
وأوضحت أن الروابط تؤدي مع الجريمة المنظمة إلى تفاقم التهديدات للسلام والأمن والتنمية، مشيرة إلى تورط الجماعات الإرهابية في عمليات الابتزاز والنهب والاتجار، لافتة إلى أن أحدث تقرير عن المخدرات العالمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والذي نطلقه الأسبوع المقبل، تورط الجماعات المسلحة غير الحكومية في تهريب راتنج القنب في منطقة الساحل.
ولفتت إلى أن القرصنة في خليج غينيا تمثل حوالي 90% من حوادث الاختطاف العالمية، موضحة أن قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأمين العام دعا إلى تقديم تقرير عن الوضع، بما في ذلك "الروابط مع الإرهاب في غرب ووسط أفريقيا ومنطقة الساحل".، حيث تتفاقم هذه التحديات العابرة للحدود بسبب الأزمات العالمية المتتالية التي ضربت أفريقيا أكثر من غيرها.
وأوضحت أن أفريقيا لم تلعب أي دور تقريبًا في ظاهرة الاحتباس الحراري ، حيث شكلت 3.9 % فقط من إجمالي انبعاثات الوقود الأحفوري في عام 2020، مؤكدة أن تغير المناخ له تأثير غير متناسب، حيث يتسبب الجفاف والفيضانات والكوارث الطبيعية في المجاعة وعدم الاستقرار والصراع، لافتة إلى أن أفريقيا بثرواتها الطبيعية الهائلة معرضة لجرائم الحياة البرية والغابات ومصايد الأسماك والتعدين غير القانوني والاتجار بالمعادن الثمينة، مشيرة إلى أن هذه الجرائم تساهم بالإضافة إلى التجارة غير المشروعة في النفايات الخطرة في أزمة الكواكب الثلاثية المتمثلة في فقدان التنوع البيولوجي والتلوث وتغير المناخ.
وأشارت غادة والى إلى تقرير البنك الدولي الذى أكد أن حوالي 86 مليون شخص في افريقيا جنوب الصحراء و19 مليون في شمال افريقيا سيقومون بهجرة داخلية بسبب تغير المناخ، مضيفة "الأشخاص المتنقلون أكثر عرضة للاتجار بالبشر. النساء والفتيات أكثر عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي".
وأوضحت أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يقوم بدعم أفريقيا بشكل أفضل لتنفيذ الرؤية الاستراتيجية الجديدة من خلال 39 مكتبًا إقليميًا وقطريًا وبرنامجيًا منتشرة في جميع أنحاء القارة، مشيرة إلى الحاجة إلى زيادة تعزيز الوقاية والقدرة على الصمود من خلال نُهج تشمل المجتمع بأسره.
ولفتت إلى أن البرنامج العالمي لمكافحة الإرهاب الذي سيُطلق قريبًا من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يعطي الأولوية لمشاركة النساء وجميع الشباب في الحلول المجتمعية كخط دفاع في خط المواجهة ضد التطرف العنيف، مشيرة إلى مثال آخر هو مشروع Peace Weavers مع اليونسكو ، والذي يشرك الشباب في الكاميرون وتشاد والجابون لوقف الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية وخلق دخل بديل من خلال ريادة الأعمال الاجتماعية.
وشددت على الحاجة إلى بناء استجابات أفضل للعدالة الجنائية وتعزيز إدارة الحدود من خلال المساعدة الفنية والتعاون الدولي. ويشمل ذلك تعزيز التعاون مع الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية، ودعم الشبكات الإقليمية مثل منتدى التعاون القضائي لبلدان الساحل وشبكة السلطات المركزية في غرب أفريقيا والمدعين العامين لمكافحة الجريمة المنظمة.
وأكدت على الحاجة إلى أن تعمل البلدان معًا للتصدي للفساد - وهو رد شامل يمثل حجر الأساس يمكن أن يوفر قوة لاتخاذ إجراءات ضد الجريمة وتمويل الإرهاب، ويساعد في وقف هروب رأس المال البالغ 88.6 مليار دولار والأصول المسروقة التي تغادر إفريقيا كل عام، موضحا ان الفساد كان من بين الأسباب الأربعة الأولى للهجرة المذكورة في مسح الشباب الأفريقي 2022.