تنطلق غدا "الثلاثاء" بالقاهرة، فعاليات الحوار الإقليمي الثانى تحت عنوان " الحلول المبتكرة لإعادة استخدام المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا " ويستمر لمدة يومين .
وينظم الحوار المجلس العربى للمياه بالتعاون مع المعهد الدولي لإدارة المياه، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وجامعة الدول العربية وبدعم من الوكالة السويدية للتعاون الانمائي الدولى "سيدا " والعديد من الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين.
يشارك فى الحوار حوالي 50 مسئولًا رفيعى المستوى، من بينهم وزراء ومهنيون وخبراء يمثلون قطاعات المياه والصحة والزراعة والبيئة ومراكز البحوث العربية لمناقشة السياسات العلمية لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالَجة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول وأفكار مبتكرة لمواجهة الشح المائى وتوفير مصادر بديلة للمياه التقليدية .
أكد الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربى للمياه، أنه على الرغم من الفوائد المحتملة لمياه الصرف الصحي المعالجة في تلبية الطلب على المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، إلا انه لا تزال إعادة استخدام مياه الصرف الصحي فرصة غير مستغلة- وفقًا لتقريرالبنك الدولي (2018) – حيث لا يتم إعادة تدوير 82٪ من مياه الصرف الصحي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأشار إلى أن إعادة استخدام المياه يعد أمرا معقدا، ويؤدي إلى فرص ومخاطر على حد سواء، حيث يمكن أن تفرض المياه العادمة آثارًا سلبية على المجتمعات التي تستخدم هذا المورد، وكذلك على النظم البيئية الداعمة إذا لم يتم إدارتها بشكل صحيح.
وأكد أبو زيد، أن التحدي الأكبر الذي يواجه صناع السياسات في الوقت الحاضر هو كيفية تقليل الآثار السلبية لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي ، مع الحصول في نفس الوقت على أقصى قدر من الفوائد من هذا المورد غير التقليدى، لمواجهة الشح المائى الذى يضربالعديد من دول المنطقة .
ومن جانبه، أعلن الدكتور وليد عبد الرحمن نائب رئيس المجلس العربى للمياه، أن الحوار سيستعرض التحديات التى تواجه فرص التوسع فىاستخدام مياه الصرف المعالجة ,والتى من بينها ارتفاع تكلفة المعالجة وانخفاض تكلفة الاسترداد، وكيفية تأمين تقنيات منخفضة التكلفة لمعالجة مياه الصرف الصحي، وعدم وجود معايير محلية ونقص الكفاءات في محطة معالجة مياه الصرف الصحي.
كما يستعرض المشاركون فى الحوار الحلول المقترحة لهذه التحديات والمتمثلة فى "اعتماد خطة استرداد التكلفة مع البحث والتطوير، وتنظيم حملة توعية شاملة وموجهة (وسائط ، مناهج مدرسية)، وتطبيق سياسة تحويل النفايات إلى طاقة وتشجيع الشراكة بين القطاعين العاموالخاص (PPP) .
وقال الدكتور حسين العطفى الأمين العام للمجلس العربى للمياه: إن الحوار الإقليمى الثانى سيعتمد على مخرجات الحوار الأول بين العلم والسياسة الذي عُقد في دبي في سبتمبر 2021 ، وخاصة فيما يتعلق بالتركيز على الحلول القابلة للتنفيذ التي تم تحديدها وعرض إجراءات السياسة التي بدأت أو خططت لها البلدان من حيث التكنولوجيا ، والإعداد المؤسسي ، وتدابير السياسات المائية ، والأدوات المالية والاقتصادية ، وفهم السياق الاجتماعي والثقافي واستعراض قصص النجاح الرئيسية حول إعادة استخدام المياه في المنطقة.
وأضاف العطفى، أنه سيتم استعراض تعزيز تبادل المعرفة على المستويين الإقليمي والوطني فيما يتعلق بإعادة استخدام المياه المعالجة، منوها إلى وضع خطط استراتيجية وخرائط طريق لتوسيع نطاق معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإشراك أصحاب المصلحة الرئيسيين وتدريبهم وتوصيلهم في شبكة لتسريع تكرار حلول إعادة الاستخدام القابلة للتطبيق محليًا.
من جانبه، قال الدكتور يوسف بروزينا مدير المكتب الإقليمى للمعهد الدولي لإدارة المياه :إن هناك تحديات إقليمية عديدة تواجه إعادة استخدام المياه العادمة أبرزها الحواجز الثقافية وانعدام الثقة فيما يتعلق بالصحة والسلامة البيئية لإعادة الاستخدام والتي تحد حاليًا من الطلب العام على مياه الصرف الصحي المعالجة، إلى جانب التجزؤ المؤسسي الذي يهدد تصميم وتنفيذ سياسات إعادة الاستخدام الفعالة والافتقار إلى التعريفات المناسبة والحوافز الاقتصادية والنماذج المالية التي تقوض استرداد التكلفة واستدامة مشاريع إعادة الاستخدام.