في الوقت التي تشهد فيه معظم المطارات الاوروبية حالة من الفوضي، في ظل النقص الكبير بالعمالة، مقارنة بحجم الطلب علي السفر الأمر الذي دفع العديد من شركات الطيران إلي إلغاء آلاف الرحلات، تغرد المطارات المصرية منفردة وتشق طريقها نحو التعافي من جديد بعد عامين من توقف الحركة الجوية بسبب جائحة كورونا التي تسببت في خسائر فادحة لقطاع الطيران عالمياً.
لم يقف قطاع الطيران المصري خلال أزمة كورونا ينظر إلي الآثار السلبية للجائحة، ولكن استغل فترة الجائحة في التطوير والاستعداد الجيد لعودة الحركة الجوية، وكان الاهتمام بتدريب العنصر البشرى بمختلف التخصصات فى مقدمة اهتمامات الطيران المدني لما يمثله العنصر البشرى من ثروة حقيقية للقطاع لا يمكن التخلي عنه، وصيانة البنية التحتية والشبكات بالمطارات المصرية، من خلال حملات صيانة موسعة شملت كافة صالات السفر والوصول بمباني الركاب بالمطارات المصرية وفحص كامل لجميع الأجهزة الإلكترونية وشبكات خطوط الاتصالات والكهرباء والأجهزة الأمنية.
ومع عودة السفر الدولي لطبيعته بعد انخفاض معدلات الإصابة بفيروس كورونا في الآونة الأخيرة، واستمرار العالم في الانفتاح وإزالة القيود الحدودية بعد الوباء، بدأت منطقة الشرق الأوسط في شق طريقها نحو التعافي وجاءت مصر في المرتبة الثانية بزيادة في عدد الوافدين الدوليين خلال الربع الثاني من عام 2022، بحسب آخر بيانات مؤسسة "فوروارد كيز" البريطانية والرائدة في مجال استشارات السفر الجوي والمتخصصة في تحليل اتجاهات حجز تذاكر الطيران.
أتواجد في مطار القاهرة بشكل دائم بحكم عملي كمحررة طيران، أشاهد حركة السفر يومياً داخل الصالات، أصبح هناك كثافة ركابية وجوية هائلة، ولا يوجد مشهداً واحدا لتكدس الحقائب داخل الصالات أو حدوث حالة من الفوضي بسبب نقص العاملين أو تعطل للأجهزة أو تأخر الرحلات الجوية عن موعدها المحدد، علي العكس تماماً أشاهد حالة من الانضباط وسهولة في تيسير الإجراءات.
عادت الحياة إلي بوابة مصر الأولي بعد عامين من الإغلاق وارتفعت معدلات تشغيل الرحلات الجوية حيث يشهد المطار علي مدار اليوم سفر ووصول أكثر من 400 رحلة جوية، ويؤدي العاملون بكافة الإدارات العاملة بمطار القاهرة، واجبهم علي أكمل وجه حتي يتمكن الراكب من إنهاء كافة إجراءات السفر والوصول دون حدوث أي نوع من المشاكل التي تؤثر علي الحركة الجوية.
المطارات السياحية أيضاً، نجحت في استعادة الحركة الجوية بشكل تدريجي، وتشهد منذ بداية الموسم السياحي الصيفي، بداية مبشرة لعودة السياحة بقوة بعد تراجعها بشكل عام منذ بداية أزمة فيروس كورونا، وذلك نتيجة لطلب العديد من شركات الطيران خلال الفترة الماضية استئناف رحلاتها إلى المدن السياحية المصرية، حيث تم تصنيف مطار الغردقة الدولي كثاني أكثر المطارات مرونة بعد مطار القاهرة في إظهار زيادة مستويات ما قبل الوباء، وشهد زيادة بنسبة 17% في الحجوزات مع زيادة في عدد الزائرين والوافدين من الخارج إلى مصر.