قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إن الزواج ملحمة صعبة تحتاج كل فنون المهارة، كما يؤكد علماء الاجتماع، موضحا أن رحلة الزواج قد تمشى على حرير أو على أشواق، فالاختلاف بين الزوجين أمر وارد بل أمر مفيد، لأن الزواج عبارة عن رحلة اكتشاف خلال الحياة، فالزوج والزوجة في فترة الخطوبة لا يمكنهم معرفة بعضهم البعض بشكل جيد.
ونصح قداسته خلال عظته الأسبوعية أن يقبل كل طرف من الزوجين الطرف الآخر كما هو، فالشخص الوحيد الذى يمكنك أن تغيره فهو أنت فقط، فالتغيير يجعلنا نصل لمرحلة التكامل معا في أي خلاف أو موضوع أو مشكلة، فوجود الاختلاف يكون فرصة ليتعرف الزوجان على بعضهم البعض، فالاختلاف هو غنى لكل طرف.
وذكر أن الزواج سر مقدس يحتاج كل عوامل التوافق لينجح، وقرار الزواج ليس قراراً سهلا، فهو غالبا مرة واحدة في العمر، فقرار الزواج للأفراد يعادل في خطورته قرار الدول فى الحرب، فالحرب الموجودة بين دولتين حاليا مؤثرة على العالم أجمع من جراء تبعاتها، فنصح بضرورة التروى قبل قرار الزواج، فهناك زواج العلاقات العابرة وهو زواج بدون عمق وبدون تروى، وكذلك زواج الإنترنت أو الزواج الذى يتم بالصوت أو التليفون فقط، فالصوت له نبرة أو تأثير في وجدان الآخر، ولكنه لا يبنى علاقة ناجحة، وكذلك زواج العلاقات الملتهبة أو العاطفية دون عقل أو تفكير وزواج المصالح، فأحيانا تدخل المصالح في الزواج مما يفشله، وكذلك الزواج الذى يستبعد المسيح، فالزواج في مفهوم المسيح ثلاث أطراف، فالخيط المثلوث لا ينقطع.