قررت وزارة الأوقاف أن تكون خطبة الجمعة المقبلة، عن ذوى الأرحام وحقوقهم، وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن حقوق ذوى الأرحام حقوق أصيلة فى الإسلام، وأن الحفاظ عليها يسهم فى تماسك بناء المجتمع، فمن وصل الرحم وأدى حقوقها وصله الله، ومن قطعها باء بإثم عظيم، وفى الحديث القدسى يقول رب العزة (عز وجل): "أنا الرَّحمنُ خلَقْتُ الرَّحِمَ وشقَقْتُ لها اسمًا مِن اسمى فمَن وصَلها وصَلْتُه ومَن قطَعها بَتَتُّه"، والواصل الحقيقى ليس من يكافئ على الوصل فحسب فيصل من وصله فقط، بل الواصل الحقيقى هو من يصل من قطعه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "ليس الواصلُ بالمكافئ ولكنَّ الواصِلَ الذى إذا انقطعتْ رحمُه وصلَها".
وتابع جمعة: "فقد أوصانا القرآن الكريم كثيرًا بذوى أرحامنا، حيث يقول الحق سبحانه: "وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "َمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتْ الرَّحِمُ فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنْ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكِ لَكِ".
واختتم وزير الأوقاف، قائلاً: "فمن وصل واستجاب لأمر الله ورسوله ربح الدارين، ومن قطع وأدبر خسر خسرانًا مبينًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِى رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ؛ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "وَكُلُّ رحِمٍ آتيةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمَامَ صَاحِِبها تَشْهَدُ لَهُ بِصِلةٍ إن كان وصَلَها، وعليه بقطيعةٍ إن كان قطَعَها".