أشاد رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز، بالعلاقات المصرية الأردنية كنموذج للعلاقات العربية العربية، مؤكدا أن مصر والأردن لديهما علاقات تاريخية وقوية في كافة المجالات ومنها المجال التشريعي.
وقال الفايز، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن مصر والأردن يجمعها علاقات جذرية وتاريخية على كافة المستويات القيادية والحكومية والشعبية، مشددا على ضرورة العمل على تعزيز تلك العلاقات عبر القنوات التشريعية والاستثمارية.
وأضاف رئيس مجلس الأعيان الأردني أن مصر لديها بيئة تشريعية جيدة وكبيرة في كافة المجالات وخصوصا في قطاع الاستثمار، مشيرا إلى أن الأردن يتطلع إلى مزيد من التعاون والتنسيق فيما يخص المجال التشريعي الاستثماري وخصوصا وأن الأردن لديه قانون جديد للاستثمار سيخرج قريبا إلى النور.
وكشف أن موقع مصر الاستراتيجي والجيوسياسي وكذلك الأردن يجعلهما بوابة للسوق العالمي وخصوصا الإفريقي والعربي، مشددا على ضرورة تحقيق المزيد من التكامل التجاري والاقتصادي المصري الأردني من أجل فتح هذه الأسواق وتحقيق أهداف اقتصادية للدولتين في ظل التحديات والأزمات الإقليمية والدولية.
ونوه إلى أن اللجنة الثلاثية المصرية الأردنية العراقية في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري تعد نموذجا للعلاقات العربية العربية، مشددا على ضرورة توسيع المشاركة العربية في هذه اللجنة المشتركة.
وأشار إلى أن هذه اللجنة تهدف لتأسيس مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجي بين الدول الثلاث قائمة على الأهداف التنموية المشتركة، لا سيما في ضوء الروابط التاريخية والشعبية المتينة بين مصر والأردن والعراق.
وأوضح رئيس مجلس الأعيان الأردني أن هناك مساعي مصرية أردنية لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي وهو هدف استراتيجي لدى قيادة البلدين، مؤكدا أن مصر بدورها العربي والإقليمي والدولي وكذلك الأردن سيسعيان لتحقيق هذا التكامل باعتباره أمر حتمي للعالم العربي في ظل التحديات القائمة.
وشدد على ضرورة تحقيق ثورة تشريعية عربية في تشريعات وقوانين الاستثمار العربي من أجل جذب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية في الدول العربية والتي تتمتع بفرص استثمارية هائلة، مؤكدا أن مصر والأردن يقودان ثورة في البيئة التشريعية الاستثمارية لديهما.
واعتبر أن الاستثمار هو قاطرة الاقتصاد القومي العربي ويجب ضخ المزيد من الاستثمارات في كافة الدول العربية حتى تواجه التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة، مؤكدا أن الاقتصاد وتنميته وتحقيق التكامل العربي واستقراره جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
كما شدد رئيس مجلس الأعيان الأردني على ضرورة إزالة كافة المعوقات التي تعوق حركة التجارة العربية العربية وإنشاء اتحاد جمركي عربي على غرار الدول الأوروبية وأمريكا وكذلك الصين في علاقاتهم الدولية في قطاع الاقتصاد والتجارة رغم اختلاف لغاتهم وعقيدتهم.
ولفت إلى أن العالم العربي يجمعه التاريخ والجغرافيا والدين واللغة ولكن مازال لم يحقق بعد تكامله الاقتصادي والتجاري وعليه يجب أن تكون هناك استراتيجية حكومية من كافة الحكومات العربية لتحقيق هذا التكامل الذي يمثل تحدي كبير لمزيد من التبادل التجاري والاقتصادي والاستثماري.
وأعرب الفايز عن أمله في أن يعم الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي كافة ربوع العالم العربي، مشددا على ضرورة العمل العربي العربي لإنهاء النزاعات الراهنة في بعض الدول العربية الشقيقة.
ورأى أن تحقيق الأمن والاستقرار وإنهاء النزاعات والخلافات العربية العربية هو البوابة الحقيقية لتحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري العربي مما يساهم في الحفاظ على الأمن القومي العربي.
ثمن الفايز الجهود التي يقوم بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والتي متّنت العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية مع العديد من دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية، ودمجت مصادر الاقتصاد الوطني مع الاقتصاد العالمي وخصوصا العربي.
وكان رئيس مجلس الأعيان الأردني قد شارك وتحت رعايته افتتاح مؤتمر الاستثمار الإقليمي "تحديات وفرص" الذي ينظمه المركز الريادي للتدريب على حقوق الإنسان والدراسات، بالتعاون مع غرفة صناعة عمان.
ويهدف المؤتمر الذي استمر لمدة يومين، بمشاركة عربية واسعة من فلسطين والعراق ومصر والسعودية، وقطر والكويت، وممثلين عن القطاع العام والخاص؛ إلى دعم التنمية المستدامة والتصدي لتحديات الطاقة والمياه والأمن الغذائي.
كما يهدف إلى كشف السياسات والتوجهات الحكومية من أجل دعم الاستثمار، وتوليد فرص العمل، وتعميق الاستفادة من إمكانات الأردن المتاحة في مجالات الصناعة و التجارة والسياحة والخدمات التكنولوجية المتطورة، وجعل الأردن مركزاً لوجستيا و حلقة وصل مهمة في سلسلة التزويد الإقليمية والدولية، من خلال تعزيز العلاقات مع الأشقاء العرب في الجوار ودول الخليج، الذين يمثلون العمق الاستراتيجي للمملكة.