قال عميد سفراء الأفارة بمصر، الدكتور محمدو لبرانج، سفير دولة الكاميرون بالقاهرة، أن التغيرات المناخية باتت حقيقة لا غبار عليها، و تتمثل هذه التغيرات فى الفيضانات غير المسبوقة فى عدة دول وارتفاع الحرارة القياسى، والجفاف فى المناطق الأخرى، ما يشكل تهديدا واضحا لمستقبل البشرية .
وأكد لبرانغ خلال كلمتة بالنيابة عن سفراء الدول الإفريقية المعتمدين في مصر في هذا المنتدى، بعنوان "تعزيز قدرات المجتمع تجاه التغيرات المناخية"، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن هذه المبادرة من الأزهر الشريف جاءت في الوقت المناسب، لتؤكد ضرورة التحرك الجاد و الحازم، لمكافحة مخاطر التغير المناخي و حماية مستقبل البشرية، من هذا الخطر الحقيقي إن الله خلق الكون و جعل فيه كل شيئ بميزان و وضع فيه القوانين و النواميس و جعل الإنسان خليفة في الأرض ليعمرها و ليحافظ على هذا التوازن و نبهه عن عو اقب اختلال التوازنات يقول الله في كتابه في سورة الحجر " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون " و يقول في سورة الرحمان " والسماء رفعها ووضع الميزان، ألا تطغوا في وأقيموا تخسروا الوزن بالقسط ولا الميزان الميزان ".
وأوضح لبرانغ خلال كلمته، أنه لا يستطيع أي مخلوق أن يخرق هذا التوازن، إلا الإنسان بسبب فساده في الأرض كما يقول سبحانه و تعالى في سورة الروم " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون " ، و كما نرى قد تسبب تدخل الإنسان ، في التغيرات المناخية التي نشهدها الآن على شكل فترات جفاف طويلة و فيضانات مدمرة و ظواهر مناخية قاسية خاصة في الدول الإفريقية التي ليس لها نصيب كبير في العوامل التي تسبب الإحتباس الحراري تقع مسؤولية إيجاد حلول جذرية لتغير المناخ بالدرجة الأولى على عاتق الدول الغنية التي تتسب بالإنبعاثات الغازية ، على هذه الدول توفير الدعم للدول الأقل ثراء لمواجهة مخاطر التغير المناخي وفي نطاق هذه المسؤولية يبقى العدل أمام البيئة أمرا لا غنى عنه ، وقوامه تدبير الموارد الطبيعية وتوزيعها بالقسط لأنها سخرت للجميع دون إستثناء ، للحيوان والنبات والإنسان.
وشدد لبرانغ قائلا: " يجب على كل الدول اتخاذ قرارات سياسية واقتصادية حاسمة لإنقاذ الكوكب يطلب من الدول الإفريقية تغيير سياساتها لمواجهة المخاطر المناخية بينما تواجه هذه الدول مشاكل تنموية عديدة في الصحة و الإسكان التعليم و و وعدت الدول الثرية بمبلغ مائة مليار دولار أمريكي للدول الأكثر تعرضا للتغير المناخي و لكنها لم تقدم حتى الآن إلا ما يقل عن عشرين مليار دولار و ذلك على شكل قروض و ليس المساعدات مجانية وعلى مستوى الأفراد ، ينبغي للناس عامة و للمسلمين خاصة الإقتداء بالنبي محمد الذي حمى حقوق المخلوقات و وجه أصحابه نحو الإقتصاد في الماء و نهى عن قطع الشجر وعاش حياة بلا إسراف و لا تبذير و أخيرا ، نتطلع أن تكون المؤتمر لتغير المناخ التي تستضيفه مصر برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي بمدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر المقبل ، منصة ليس فقط لإيجاد حلول حازمة و لكن أيضا فرصة لتطبيق هذه الحلول تهددنا للحد في مخاطر التغيرات المناخية التي جميعا نسأل الله سبحانه و تعالى أن يوفقنا لما فيه الخير لكوكبنا".