إن ثقافة المأكل فى الوطن العربى، تكاد تكون واحدة، فدائما يتم إعداد طعام أكثر من حاجة الأشخاص الذين يتناولونه، وهذه الصفة بالطبع منتشرة بشكل أكبر وسط الطبقات الغنية في المجتمع، وتمتد أحيانا لتشمل الطبقة المتوسطة .
ففى مصر ينفق المصريون حوالى 200 مليار جنيه سنويا على الطعام، ويستأثر شهر رمضان بالنصيب الأكبر من هذا الرقم، حيث تنفق الأسرة المصرية حوالى 45% من دخلها على الطعام فقط.
وتضرب السعودية مثلا آخر فى إهدار الطعام، حيث تصل نسبة إهدار الأغذية بها لحوالى 33%، والإسراف والتبذير ، الذى يزداد في شهر رمضان والأعياد الرسمية والمناسبات وحفلات الزواج، حيث إن مؤشر الإسراف في إعداد الولائم الكبيرة مرتبط فى ثقافة العرب بأنه دليل على الكرم.
لبنان:
أما لبنان فتصل كمية هدر الطعام فيها حوالى 717 ألف طن ، بالتوازى مع معاناة أكثر من 300 ألف مواطن فيها من شحّ فى الغذاء، طبقا لدراسات غير رسمية بها أكدت أن هناك 44 ألف عائلة تعاني من الفقر .
المغرب:
ففى المغرب كشف مؤشر هدر الطعام فى تقرير الأمم المتحدة، أن حصّة الفرد بالمغرب من إهدار الطّعام تصل سنويا لـ91 %، وأن ما حوالى 90 % من الأسر المغربية يقومون بإهدار الأطعمة، خاصة في شهر رمضان ايضا ، إذ يشترون كمّيات كبيرة من الطعام ولا يستهلكون منها سوى القليل.
الغذاء المهدر في كافة دول العالم سواء العربية أو الأوروبية يكون مصيره مستقرا فى مدافن النفايات، وأغلبها من الأغذية المصنوعة من الحبوب كالخبز ومنتجات المخابز والخضر والفواكه، وهى التى ينتج عنها انبعاثات للغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتى تتجاوز حوالى 3 مليارات طن سنويًا، وهى تعتبر من العوامل الرئيسية في حدوث المشكلات المناخية، والتى تؤثر على موارد المياه، وزيادة نسبة التصحر والجفاف، اضافة لتفاقم عدم القدرة على التنبؤ وخطورة الظواهر المناخية وتلف الزراعات، وزيادة ظاهرة الجوع، وتهديدات الامن الغذائىي فى أنحاء العالم.
ومن بين الحلول التى طرحها الخبراء فى هذا المجال لتعويض الخسائر الاقتصادية، التى تنجم عن اهدار الطعام، هى تحويله إلى كمبوست و أعلاف ماشية، أو إعادة تدويره بدلاً من طمره في الأرض، والتسببّ فى انبعاثات غازات الميثان.