عقدت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لقاءا عبر "الفيديوكونفرانس"، مع عدد من الطلاب المصريين الدارسين بدولتي أوكرانيا وروسيا، للاطمئنان عليهم في ظل تداعيات أحداث الحرب الروسية الأوكرانية، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، وذلك بحضور السفير عمرو عباس مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، والسفير أيمن الجمال سفير مصر في أوكرانيا، والسفير نزيه النجاري سفير مصر في روسيا، والدكتور محمد السرجاني الملحق الثقافي المصري في روسيا، وممثلي الجالية ومركز وزارة الهجرة للحوار لشباب الدارسين بالخارج.
استهلت السفيرة سها جندي اللقاء، بالتأكيد على أنه يأتي في إطار متابعة أحوال الطلاب المصريين الدارسين في كل من أوكرانيا وروسيا، والاطمئنان علي وجودهم في أماكن آمنة ومعرفة ما هو الوضع على الأرض لكي يتثنى لنا حسن التصرف في حالة حدوث أية أزمات أو تفاقم الموقف.
وأضافت الوزيرة أن هناك تنسيقا تاما مع وزارة الخارجية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بشأن متابعة أحوال الطلاب المصريين بروسيا وأوكرانيا بناء على مستجدات تطورات الأوضاع في كلا الدولتين.
ومن جانبه قال السفير نزيه النجاري السفير المصري في روسيا، إن الوضع في روسيا أكثر استقرارًا باستثناء مدينة بيلجورود الروسية والتي تم قصفها، مشيرًا إلى أنه تم مخاطبة السلطات الروسية للتنسيق بشأن متابعة الجالية المصرية والطلاب المصريين بالمدينة عقب تعرضها للقصف والاطمئنان لعدم وجود أي اصابات بينهم، لافتًا إلى أنه تمت مخاطبة الطلاب بتقديم طلبات في حالة رغبتهم في النقل من جامعتهم في بيلجورود إلى أي مدينة أخرى، بعيدًا عن هذه الاضطرابات بالتسيق مع الجهات المعنية الروسية، وورد إلينا 200 طلبًا بالفعل.
وأشار السفير المصري في روسيا إلى أن الطلبات التي تقدم بها الطلاب تم إرسالها إلى وزارة الخارجية الروسية، ومن ثم سيتم إرسالها لوزارة التعليم العالي هناك لاتخاذ اللازم، فضلًا عن مخاطبة الملحق الثقافي للجامعات الروسية بشكل مباشر حتى يتم نقل الطلاب بشكل سريع لاستكمال دراستهم في جامعاتهم الجديدة، وفقا لكل اختصاص، لافتًا إلى أن هناك طلبة يرجحون العودة لاستكمال دراستهم في مصر، والبعض يرجحون البقاء في جامعاتهم آملين في استقرارا الأوضاع، مؤكدًا أن السفارة تتابع على مدار الساعة كافة الأوضاع وفي حالة زيادة الخطر سيكون هناك توجيه لنقل كافة الطلاب إلى جامعات في مدن أكثر استقرارا.
ولفت السفير أيمن الجمال السفير المصري في كييف، إلى أن الوضع في أوكرانيا أصبح غير مستقر تماما، ولهذا تم مخاطبة وزارة الخارجية بإصدار توجيه للمصريين المقيمين في أوكرانيا بسرعة المغادرة في أقرب وقت ممكن لحين استقرار الأوضاع، ومن سيستمر فعليه تسجيل بياناته في السفارة المصرية لمتابعته وهو ما وافقت عليه على الفور، نظرا لسوء الأوضاع خصوصا عقب ضرب 11 مدينة أوكرانية وضرب محطات توليد الكهرباء والتي تنتج نحو 80% من الطاقة الكهربائية في أوكرانيا.
وتابع السفير أيمن الجمال أن كل هذه الأحداث أدت إلى انقطاع الكهرباء عن بعض المدن في أوكرانيا من يومين وهناك مدن انقطع بها لمدة 5 أيام، كما تم تعميم بيانات عن انقطاع الكهرباء لعدد من الساعات يوميًا، كما تم ضرب عدد من محطات المياة الساخنة، لافتًا إلى أن إذا استمرت الأحداث على هذا النهج فسيكون الأمر صعبًا للغاية للإقامة في ظل هذه الظروف، وخصوصًا ونحن على مشارف فصل الشتاء ومع العجز في الكهرباء ستكون الحياة صعبة جدًا؛ حيث إن كل شئ في أوكرانيا غالبا يعمل بالطاقة الكهربائية من سيارات وإنترنت وتوصيل المياه الساخنة، فضلًا عن أنظمة التدفئة في فصل الشتاء والتي تصل فيه درجات الحرارة إلى تحت الصفر.
وبخصوص الطلاب المصريين الدارسين في أوكرانيا أكد السفير المصري أنه تمت مخاطبة الجامعات في أوكرانيا لتجميع كافة بيانات الطلاب المصريين والتواصل معهم، لافتًا إلى أن السلطات الأوكرانية أبرمت اتفاقيات مع عدد من الجامعات الأوروبية للانتقال إليها من الجامعات الأوكرانية وتم إبلاغ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتفاصيل هذا البروتوكول ليكون أمام الطلاب اختيار، إما النقل من الجامعات الأوكرانية إلى أي من هذه الجامعات، أو العودة واستكمال دراستهم في مصر.
وخلال اللقاء الذي دام لمدة 3 ساعات بمشاركة نحو 69 طالبا مصريا في روسيا وأوكرانيا، دار حوار مباشر بينهم وبين وزيرة الهجرة والسادة السفراء المصريين بالدولتين، تم فيها مناقشة عدد من أهم الموضوعات، وعلى رأسها الحصول على أوراقهم الثبوتية من الجامعات الأوكرانية حتى يستطيعوا التقدم بها لأي جامعة أخرى سواء في مصر أو خارجها.
وأكد الطلاب المشاركون الدارسون في أوكرانيا، أنهم يواجهون صعوبة في الحصول على أوراقهم الخاصة من الجامعات التي يدرسون بها، مشيرين إلى أن الجامعات في مصر تطالب بهذه الأوراق؛ ما أدى إلى رغبة عدد من الطلاب بالعودة لاستكمال الدراسة في أوكرانيا حيث إنهم في السنة النهائية، وهذا ما رفضته الوزيرة سها جندي حيث إن العودة في ظل تلك الأوضاع غير المستقرة وحالة الحرب الموجودة تحمل الكثير من الخطورة على حياتهم وهي عودة غير مبررة، لافتة إلى أنه يتم العمل والتنسيق مع وزارة التعليم العالي بشأن عودة الطلاب واستكمال دراستهم في مصر وتيسير كافة الإجراءات وفقا لجميع التخصصات التي يدرسونها، داعية الطلاب الذين يواجهون أية عقبات إلى إرسال كافة التفاصيل إلى وزارة الهجرة حتى يتسنى عرضها على الجهات المختصة بها وإزالة أية عقبات.
ومن جانبه، أكد السيد على فاروق رئيس الجالية في أوكرانيا أنه تم مخاطبة كل الجامعات في أوكرانيا بالتعاون مع السفارة المصرية في كييف وممثل مركز وزارة الهجرة لشباب الدراسين، لتجميع بيانات الطلبة للحصول على أوراق الطلاب المصريين، ولكن واجهتنا عقبة نقص المعلومات التي يدلي بها الطالب عن نفسه بشكل كامل؛ حيث وجدنا بعد مخاطبة الجامعة أن هناك مصروفات سابقة لم يتم دفعها ولذلك فالجامعة متحفظة على الأوراق لحين سداد تلك المصروفات، بالإضافة إلى صعوبة تحويل الأموال إلى شركات نقل الأموال وعدد من البنوك في أوكرانيا والعمولة المرتفعة، وأيضًا صعوبة تحرير التوكيلات والشحن متوقف بين مصر وأوكرانيا، مما يشكل صعوبة في سداد تلك المصروفات، مقترحًا أن يتم التواصل مع الجهات المعنية بأن يتم التحويل لحسابات الجامعات مباشرة.
وفي هذا الإطار، أكد الطلاب المصريين في أوكرانيا أن تأخر استلام الأوراق أدى إلى التهديد باحتساب مصروفات العام الدراسي الجديد في أوكرانيا وهم غير متواجدين بها مما يزيد من صعوبة استلام الأوراق الخاصة بهم.
وعلاوة على ذلك، أعرب الطلاب المصريين الدرسين في أوكرانيا والعائدين لمصر لاستكمال دراستهم، عن وجود صعوبة في استلام أوراقهم في أوكرانيا، مثل استخراج أية مستندات خاصة بهم سواء بطاقة رقم قومي أو جواز سفر أو حتى الموقف من التجنيد بسبب عدم وجود ما يثبت قيدهم في أي جامعة، وفي هذا الشأن أكدت الوزيرة أنه تم التواصل مع وزيري الداخلية والتعليم العالي ليتم استصدار أية مستخرجات بموجب آخر "كارنيه" الجامعة أو أي شهادة منها تثبت أنهم كانوا مقيدين بالجامعة قبل بدء الحرب.
كما طالب الطلاب المصريون في أوكرانيا بتوحيد المحتوى العلمي لكل جامعة؛ بحيث لا يحتاج كل طالب إلى تقديم المحتوى العلمي الخاص به عند تقديمه في الجامعات المصرية، وفي هذا الصدد أكد الدكتور محمد السرجاني الملحق الثقافي، أن الوضع الطبيعي للطلاب هو أن يكونوا تحت الإشراف العلمي بوزارة التعليم العالي وهذا هو المدخل الصحيح، مشيرًا إلى أن لكل جامعة محتوى علمي ثابت يتم ترجمته إما للإنجليزية أو العربية واعتماده من السفارة المصرية أو المكتب الثقافي، ويتم تقديمه بالإضافة إلى الأوراق الخاصة بالطالب ليتم إلحاقه بالجامعات المصرية، منبهًا على الطلاب بضرورة تسجيل أنفسهم تحت الإشراف العلمي؛ لأن هذا بمثابة الأمان لهم.
واستطرد السرجاني بشأن عدم المقدرة على الحصول على الأوراق الأصلية من الجامعات في أوكرانيا، قائلًا إنه من الممكن أن يتم اعتماد صورة طبق الأصل من السفارة المصرية في كييف لهذه الأوراق، ومن ثم من الممكن تقديمها وقبولها في الجامعات المصرية كأوراق ثبوتية لهم، لافتا إلى أن وزارة التعليم العالي بالتعاون مع وزارة الهجرة نجحوا في التعامل مع موقف الطلبة العائدين من خلال تنظيم وإجراء امتحانات لهم على 3 مراحل لتغطية كافة الطلبة المتقدمين.
وبشأن مطالبة عدد من الجامعات الأوكرانية للطلاب المصريين بمصروفات العام الدراسي الجديد، طالب السفير المصري في كييف بتجميع كل هذه المطالبات وموافاة السفارة بها، لإخطار وزارة التعليم الأوكرانية بكافة البيانات، لبحث حل لهذا المسألة.
وعلى الجانب الآخر، أكد الطلاب المشاركون في اللقاء من الدارسين في روسيا استقرار الأوضاع باستثناء مدينة بيلجورود التي شهدت عدم استقرار خلال الساعات الماضية، مشيرين إلى أنهم تواجههم عقبة عدم إمكانية وتوقف خدمة تحويل الأموال حتى يتمكنوا من سداد المصروفات الدراسية الخاصة بهم مما يؤدي إلى توقيع غرامات تأخير، وبدوره أكد السفير المصري بموسكو السفير نزيه النجاري، أنه بالفعل هناك تعطل لخدمة تحويل الأموال في عدد من البنوك في روسيا بسبب العقوبات التي تتعرض لها موسكو، وبناء عليه فقد تم إعداد قائمة بأسماء البنوك التي تعمل بها هذه الخدمة حتى يتم التعامل معها، داعيًا الطلاب إلى التواصل مع السفارة لمعرفة تفاصيل التعامل مع هذه البنوك التي تتوفر بها خدمة التحويل حتى الآن.
وبخصوص غرامات التأخير التي توقعها الجامعات في روسيا لعدم سداد المصروفات، أكد الملحق الثقافي الدكتور محمد السرجاني، أنه سيتم التواصل مع الجامعات التي اتخذت هذا الإجراء للوصول لحل؛ نظرًا لأن الأمر خارج عن إرادة الطلاب بسبب توقف خدمة تحويل الأموال، متابعًا أننا نعمل على نقل الطلاب المصريين إلى مدن أكثر أمانا بعيدة عن الاضطرابات، كما تم تم مخاطبة المجلس الأعلى للجامعات بزيادة الجامعات الروسية المعتمدة لدية تلبية لطلبات الطلاب المصريين الدارسين بروسيا.
وحول الوضع في مدينة بيلجورود الروسية، أكد أحد الطلاب الدارسين بهذه المدينة، أن وضع الاستقرار بالمدينة نسبي بين الحين والآخر، مشيرًا إلى أن عمدة المدينة أصدر قرارًا عقب الهجوم الأخير بتعليق الدراسة حتى يوم 25 أكتوبر الجاري واستمرارها عن بعد "أون لاين" قابلة للتجديد في حالة استمرار عدم استقرار الأوضاع، لافتًا إلى الجهود التي تبذلها السفارة المصرية وممثل مركز وزارة الهجرة لشباب الدارسين المصريين بالخارج "ميدسي"، في توجيه الطلاب بالمدينة ومتابعتهم وهناك ممثل لكل جامعة لمتابعة الطلاب المصريين بها لتقديم الدعم بشكل سريع في حالة الطورئ فضلًا عن نشر فيديوهات تحذيرية تقدم نصائح للطلاب.
وفي نهاية اللقاء، أكدت السفيرة سها جندي اهتمام الدولة المصرية بالطلاب والجالية المصرية في روسيا وأوكرانيا، حيث تم تشكيل لجنة أزمات لمتابعتهم ممثلة من كافة الجهات المعنية لدعمهم وسيتم العمل على حل كافة المشاكل، داعية إلى مخاطبة وزارة الهجرة بكافة العقبات والمشاكل التي تواجههم لدعمهم بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية وألا يعرضوا أنفسهم للخطر في ظل عدم استقرار الأوضاع.
كما أعرب الطلاب العائدين إلى مصر من رومانيا بعد مغادرتهم لأوكرانيا، عن سعادتهم بالعودة لمصر، حيث لاحظوا الفارق في جودة التعليم الجامعي المصري، وأشاروا خلال حديثهم إلى تعنت بعد الجامعات الأوكرانية في إرسال أوراقهم الرسمية، مما قد يهدد مستقبلهم الدراسي في حالة استمر الوضع كما هو عليه، بغرض بقائهم في هذه الجامعات، وطالبوا بتدخل السلطات المصرية للتعامل مع الجامعات التي قامت بزيادة المصروفات الدراسية خلال العام الدراسي الحالي، والذي لم يتم فيه أي نوع من أنواع الدراسة، حيث تعتبر تلك الجامعات الطلاب المصريين مقيدين فيها، ويستوجب عليهم دفع تلك المصروفات، وفي هذا الشأن طلب السفير أيمن الجمال سفير مصر في أوكرانيا، من الطلبة المتضررين موافاته بكافة التفاصيل الخاصة بهذا الأمر، حتى يتسنى له مخاطبة هذه الجامعات بشكل رسمي، ومطالبتها برفع تلك المصروفات عن الطلاب المصريين.
ومن جانبهم أكد الطلاب المصريين في روسيا أن الأوضاع مستقرة ولا تستلزم إي إجراءات لمغادرتهم روسيا في هذه المرحلة، مشيرين إلى رغبتهم في استكمال مراحلهم التعليمية المختلفة، خاصة وأنه لا يوجد ما يعوق ذلك حتى الآن.
واختتمت السفيرة سها جندي اللقاء بالتأكيد على ان مصر تقف في صف أبنائها، وتحرص على مستقبلهم في ظل الجمهورية الجديدة، وتوجيه القيادة السياسية بتلبية احتياجات مواطنينا بالخارج.