شهدت القاهرة عقد اجتماع الشبكة العربية للبناء والأسمنت، الذي ينظمه الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب، حيث ترأس الاجتماع، عبد المنعم الجمل، رئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، رئيس الاتحاد الدولي في إفريقيا والشرق الأوسط.
شارك في الاجتماع ممثلين عن النقابات العمالية في تونس، لبنان، الكويت، الأردن، البحرين، وجنوب أفريقيا، وبحضور وسيم ريفي، المنسق الإقليمي بالاتحاد الدولي، وكريسنشيا موفوكنغ، الممثلة الإقليمية بالاتحاد الدولي، وغاريكاناي شوكو، مسئول التدريب بالاتحاد.
تناول الاجتماع بعض المشكلات التي تواجه النقابات العمالية في المنطقة العربية وأفريقيا، وفي مقدمتها ملف العمالة المهاجرة، السلامة والصحة المهنية، وكذلك مشكلات البطالة والأجور، وأزمات العمالة غير المنتظمة.
وتطرق المشاركون في الاجتماع إلى قضية التغير المناخي وتأثيراتها السلبية على كل دول العالم، مشيدين بالدور الذي تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مواجهة التغيرات المناخية.
وأشار المشاركون إلى قيام مصر بتنظيم قمة المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ، والتي تشهد حضورا عالميا كبيرا وكذلك إشادة دولية على حسن التنظيم والقضايا المطروحة للنقاش.
وأكد عبد المنعم الجمل، رئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، رئيس الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب في إفريقيا والشرق الأوسط، أن مصر من أوائل الدول المهمومة بقضايا التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على الجميع وفي القلب منهم العمال.
وأشار الجمل، إلى جهود مصر في هذا الشأن بداية من الدستور الذي ألزم الدولة بضرورة الحفاظ على البيئة ومواجهة كل أشكال التلوث، فضلا عن بعض التشريعات مثل قانوني البيئة والمخلفات، ومؤخرا إقرار مجلس النواب قانون إنشاء صندوق دعم صناعة السيارات صديقة البيئة.
وقال: الاهتمام بقضايا المناخ وما يشهده العالم من تغيرات كبيرة، يفتح المجال أمام النقابات العمالية للعمل في ملف السلامة والصحة المهنية، والسعي دوما للحفاظ على صحة العمال، من خلال توفير كل وسائل الحماية والأمان خصوصا في بعض الصناعات مثل الأسمنت والسيراميك وغيرها.
وأشار رئيس الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب في إفريقيا والشرق الأوسط، إلى أهم التحديات التي تواجه العمالة في المنطقة، وفي مقدمتها التطور التكنولوجي، وما يترتب عليه من ضرورة الاهتمام بملف التأهيل والتدريب بما يتناسب مع متطلبات المرحلة، ولتلبية احتياجات سوق العمل.
ومن جانبها أكدت كريسنشيا موفوكنغ، الممثلة الإقليمية بالاتحاد الدولي للبناء والأخشاب في إفريقيا والشرق الأوسط، أن التغير المناخي أثر بشكل كبير على العالم وفي المقدمة القارة الأفريقية، داعية إلى ضرورة العمل على وجود مبادرات بهذه القضية الهامة، والعمل من أجل الحفاظ على العمالة في ظل هذه التغيرات.
وأشارت إلى أن المنطقة العربية وأفريقيا تواجه العديد من الإشكاليات، لاسيما فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية العالمية.
وقالت: هذه التحديات تستوجب من الجميع التوحد والتنسيق من أجل الحفاظ على العمالة في كلا من إفريقيا والشرق الأوسط، خصوصا وأن العمال هم الأكثر تأثرا بهذه الأزمات المختلفة.
وشددت على أهمية العمل من أجل إدماج المرأة والشباب في التنظيم النقابي، مطالبة أيضا بأهمية تقوية الحوار الاجتماعي، والعمل على إبرام اتفاقيات لصالح العمال وتحديدا العمالة المهاجرة.
فيما أشاد وسيم ريفي، المنسق الإقليمي بالاتحاد الدولي للبناء والأخشاب، بتنظيم مصر قمة المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ، مشيرا إلى أن هذه القمة سيكون لها بالغ الأثر في إيجاد توصيات من شأنها الحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.
ولفت إلى أن الاتحاد الدولي يولي أهمية كبيرة بملف التغير المناخي، من خلال العمل على توعية العمال عن طريق بعض الفعاليات بالعديد من البلدان في إفريقيا والشرق الأوسط.
وطالب محسن العوسجي، نائب رئيس نقابة البناء في تونس، بأهمية التركيز على قضايا العمالة غير المنتظمة في المنطقة، وكذلك توفير الحماية الاجتماعية لكافة العاملين.
وشدد على ضرورة دعم حملة حول سبل مواجهة الأمراض المهنية، لافتا إلى أن هناك اهتمام في بعض الدول بخصوص السلامة والصحة المهنية، لكن الإشكالية تكون في الأمراض الناتجة عن العمل، وخصوصا بعد التقاعد.
وتطرق أنطون أنطون، رئيس نقابة البناء في لبنان، إلى أزمات العمالة المهاجرة وبينها العمالة السورية الموجودة في العديد من البلدان، والتي تتطلب تنسيق كبير لحل مشكلاتهم.
وأشاد أنور العازمي، رئيس نقابة العاملين بالأشغال في الكويت، باهتمام مصر بملف تغير المناخ من خلال قمة cop27، مشيرا إلى ضرورة اهتمام التنظيم النقابي بهذا الملف.
وأكد محمود الحياري، رئيس نقابة البناء في الأردن، أهمية التركيز على ملف العمل اللائق في ظل المتغيرات على كافة المستويات، وبينها التغيرات المناخية، مشيرا إلى ضرورة أن يكون هناك تنسيق دائم للتغلب على كافة المشكلات.
وأشار محمود كويتان، ممثل الاتحاد العام لعمال البحرين، إلى أزمة انتشار العمالة الآسيوية في بعض البلدان العربية، وتأثير ذلك على فرص العمال العرب، مشيرا إلى أن قضية المناخ واحدة من أهم القضايا التي تحتاج لتنمية الوعي والمتابعة.
وأكد سمير عبوده، رئيس شعبة الأسمنت بالنقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، أن هذه الصناعة تواجه مشكلات بسبب أزمة الطاقة والتي تزيد أسعارها عالميا، مشيرا إلى بعض الشركات لجأت إلى الفحم ومشتقات البترول وكذلك الطاقة البديلة "القمامة".
وأوضح أن شركة السويس للأسمنت في 2023 ستبدأ عمل دراسات في الاستفادة من الطاقة الشمسية في التشغيل، قائلا: في حال نجاح هذه التجربة سيتم توفير نحو 60% من الطاقة.