عقد منتدى تعزيز السلم بأبو ظبي جلسة علمية بعنوان "الأمن الثقافي العالمي والتحولات الرقمية" وعقدت برئاسة الدكتور علي بن تميم رئيس "مركز أبوظبي للغة العربية".
وتحدث فيها البروفيسور عيسى علي بانتامي، وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي نيجيريا، وشارك فيها غراهام بود مدير معهد فاراداي للعلوم والدين، المملكة المتحدة، والدكتور عبد الإله بن عرفة نائب المدير العام للإيسيسكو، المغرب، والكاتب زكي ميلاد ، السعودية.
واستهل الجلسة الدكتور علي بن تميم فقال: قرأنا في كتب العرب أن حسنَ المنطق والبيان من أعظم الأسباب الداعية لقبول الحق، لأن مدار الأمر على البيان والتبيين، وعلى الأفهام والتفهم، كما يقول الجاحظ، ويوجز: كلما كان اللسان أبين كان أحمد.
وتابع :'ومن ظواهر حسن المنطق والبيان في هذه الجلسة اختيار مفردات العنوان "الأمن الثقافي العالمي والتحولات الرقمية" إذ جُعلَ الأمنُ شأنًا عالميًا يتشارك الناس جميعًا في أحقية الاستمتاع به، ويتحملون جميعا مسؤولية السعي له وتدعيم ركائزه. وليس مجرد همّ قومي أو شخصي يتناوش الناس بعضهم البعض من أجل الحصول عليه:.
واستطرد :وهي صيغة تضعنا ببساطة أمام معنى الأمن وهو وجود نظام يوفر للإنسان حالة الاطمئنان والثقة والراحة بحماية كرامته وممتلكاته. مما يحيلنا دلاليًا إلى مفهوم السلم الذي نجتمع تحت مظلته اليوم، باعتباره النظام العام الذي لا يتحقق من دونه الأمن، هذا حسن اختيار أدى إلى حسن استقبال للدلالة.
وأضاف بن تميم: استكمالًا لحسن المنطق وُضعت التحولات الرقمية في الشق الآخر من العنوان بطريقة أودُّ أن أصفها بالسلمية، لأنها تركت الدلالةَ مفتوحةً باتساعها على اعتبار التحولات الرقمية فرصة لتعزيز الأمن الثقافي العالمي، بقدر ما هي تهديد له. فجعلت الأمر مرهونًا كذلك بحالة السلم التي نتحمل جميعها السعي من أجل تحقيقها لنستمتع بثمراتها، ومن أبرز هذه الثمرات الأمن بكافة أنواعه ثقافيًا كان أم اقتصاديًا أم سياسيًا. لتصبح الدعوة للتفكر العلمي والعملي في كيفية تعزيز فوائد التحولات الرقمية وتقليص مخاطرها على الأمن الثقافي العالمي وهو محور يستحق الكثير من النقاش والدرس.