نظمت جامعة السويس برئاسة الدكتور السيد الشرقاوي رئيس الجامعة، بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية، المؤتمر العلمي لكلية الاعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة السويس، تحت عنوان "الوعي الديني للشباب في العصر الرقمي"، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور أسامة العبد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، ود. نظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر (أون لاين)، ود. عمرو الورداني أمين الفتوى ومدير التدريب بدار الإفتاء المصرية نائبًا عن فضيلة د. شوقي علام مفتي الجمهورية، والقس أرميا مكرم كاهن كنيسة ماري جرجس بالقاهرة وعضو الأمانة العامة لبيت العائلة، ود. سامي الشريف مُقرر لجنة الإعلام برابطة الجامعات الإسلامية، وعدد من أساتذة وعمداء كليات الإعلام والباحثين المهتمين بالشأن الإعلامي في العالم العربي.
وفي كلمته، أشار الدكتور السيد الشرقاوي إلى موافقة المجلس الأعلى للجامعات بجلسته رقم (733) والتي عُقدت يوم السبت الموافق 26/11/2022، على إعداد محتوى تعليمي جديد عن التسامح الديني وآداب الحوار، وإعداد دراسة لكيفية مواجهة مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، وخطة الوزارة لمكافحة التطرف والفكر التكفيري، وتطوير المناهج الدراسية بما يُحصن الطلاب ضد مخاطر التكنولوجيا، ومحو الأمية الرقمية لتلبية مُتطلبات العصر الرقمي، ونشر ثقافة العلوم والابتكار، وتنفيذ عدة برامج تدريبية لنُخبة من الأئمة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والجهات المعنية، واستخدام شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في توعية الطلاب والتصدي لخطر الشائعات، وتنفيذ عدد من الأنشطة بالجامعات لتنمية الوعي والانتماء الوطني لدى الطلاب، وعقد اللقاءات الحوارية والندوات الثقافية التي تعقدها مؤسسات التعليم العالي حول القضايا الوطنية التي تحتاج إلى توعية مُجتمعية، مستعرضًا الخطوات التنفيذية التي ستتخذها الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات في هذا الشأن من دعم لحملات التوعية لطلاب الجامعات من خلال وسائل التواصل الرقمية للوزارة والجامعات.
وتحدث د. أسامة العبد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية في كلمته، على ثوابت الدين الإسلامى في مواجهة مُتغيرات العصر، والتأكيد على التعاون بين مختلف الجهات لمواجهة الأفكار المُتطرفة وغير السوية.
وشهد المؤتمر مناقشة أكثر من 20 بحثًا و12 مُداخلة من بين 33 بحثًا (حضوريًا وإلكترونيًا)، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية والحلقة النقاشية وأربع جلسات علمية والجلسة الختامية، وقد شملت مجالات عديدة ومتنوعة تُغطي معظم مجالات الإعلام الرقمي ودوره في بناء الوعي الديني الرشيد، وذلك في إطار تنمية الوعي لدى الشباب ومواجهة جهود التشكيك والدعوات للإلحاد والأفكار الهدامة وغير السوية.
وأسفر المؤتمر عن الخروج بعدة توصيات هامة ومنها:
•دعوة الجامعات الإسلامية للإسهام في وضع استراتيجية فاعلة للاتصال الديني في العصر الرقمي من خلال تأهيل العاملين بالمؤسسات الدينية الأهلية والخاصة.
•العمل على تكامل الجهود الرسمية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني في نشر ثقافة التسامح بين أفراد المجتمع وبصفة خاصة الشباب.
•وضع خطط تنفيذية تتكامل فيها جهود العاملين بالمؤسسات الدينية الأهلية والحكومية؛ للإرتقاء بالاتصال الديني في العصر الرقمي.
•دعم الجهود الاتصالية للإعلام الديني الرقمي والتفاعل مع خطاب ديني رشيد ينبذ الإلحاد والتعصب من خلال تحديث البرامج التدريبية لمواجهة الجرائم الإلكترونية فكريًا وقانونيًا.
•تحديث برامج التدريب في المؤسسات الدينية المصرية والعربية.
•تحديث مفاهيم الأمن الإلكتروني وفق أحدث الأنظمة العالمية.
•مواجهة التأثيرات السلبية للمنصات الرقمية التي باتت جاذبة للشباب ومعطلة للجهود الإصلاحية الداعمة لبناء وعي ديني يحمي الشباب من التطرف.
•العمل على الاتفاق حول مفهوم دولي دقيق موحد لمصطلح الإرهاب عامة والإرهاب الإلكتروني خاصة، وذلك لتوحيد المفاهيم وضبط معايير وأساليب المواجهة.
•التأكيد على دور وسائل الإعلام في بلورة استراتيجية مواجهة التطرف والمتطرفين.
•تحديث التشريعات المنوط بها مواجهة جرائم النشر الإلكتروني وتغليظ العقوبات لمنع الفوضى الضاربة في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية.
•التأكيد على أهمية العمل الإعلامي في العصر الرقمي لكي يحقق الوعي بكل مستوياته وخاصة لدى الشباب، وأن يقوم على العلم ولا يُترك العمل فيه للهواة أو غير المُتخصصين.
•التأكيد على إن العصر الرقمي يفرض تحديات إعلامية وإتصالية ودينية يجب أن تواجه بوسائل وأساليب هذا العصر وليس بوسائل وأساليب عصر سابق وأفكار ووجوه قديمة تجاوزها الزمن.
•التأكيد على أن صناعة الوعي في جانبه الديني يحتاج التحلي بالشجاعة لطرح تساؤلات ورؤى جديدة حول تراث الأمة الديني على مستويات عدة لعل أهمها: (تجديد الفكر الديني، تجديد علوم الدين، تجديد المؤسسات الدينية).
وأرسل المؤتمر برقية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وجاء نصها: "في ختام مؤتمر "الوعي الديني للشباب في العصر الرقمي" والذي تعقده رابطة الجامعات الإسلامية وجامعة السويس يوم الأحد 27 نوفمبر 2022، يرفع المُشاركون في المؤتمر أسمى آيات الشكر والتقدير للرئيس/ عبد الفتاح السيسي "رئيس جمهورية مصر العربية" على ما يقوم به من جهود لبناء جمهورية جديدة قوامها العدل والمساواة وإعمال القانون واحترام الآخر، ويثمنّون عاليًا دعوته المُتكررة لكل المؤسسات الدينية والثقافية لتجديد الخطاب الديني وتنقيته من كل ما علق به من أفكار مغلوطة، وما يُقدمه فخامته من دعم لكل مؤسسات الدولة لمواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب والإقصاء، ونعاهدكم في الوقوف صفًا واحدًا خلف قيادتكم الحكيمة التي تسعى لإعادة أمجاد الأمة العربية والإسلامية، حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الخير خطاكم".