قال الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن الله خلق الدنيا لعمارتها، وكل أمور العمارة تحتاج إلى أموال، ومن أسباب القوة هو تحصيل المال، فالأمم القوية هى التى بنيت على اقتصاد قوى، فتستطيع تحقيق الإنجازات، فالرسول (ص) قال "المؤمن القوى أحب إلى الله من المؤمن الضعيف واليد العليا خير من اليد السفلى ".
وأضاف إمام مسجد عمر مكرم خلال خطبة الجمعة بعنوان "خطورة المال الحرام وصوره"، أن الإسلام لم ينكر على أى شخص حب المال، فالمال فى حد ذاته وسيلة، والله شرع امتلاكه لعمارة الدنيا، وعلى مستوى قوة الأمة اقتصاديا كلما علت عزتها وكرامتها، فيمكنك أن تتحصل على المال بالقدر الذى تستطيع بشرط ألا يكون محرما، وأن تنفق مالك فى أى شئ شريطة ألا يكون محرما، فالمستخلف يصرف فى المال وفق ما أراد صاحبه فيه، فيجب ألا يخرج عن الخط الذى رسمه له.
واستطرد: نحن مستخلفين لله فى الأرض، فلايوجد نص فى القرآن والسنة يدعو للغضب من الثراء، فإنه ليس أمرا فاحشا، فنبى الله سليمان كان من الأغنياء، والعديد من الصحابة كانوا أثرياء فالإسلام لا يبغض المال مطلقا، فالعيب ليس فى الثراء وإنما فى استغلال ذلك فيما يغضب الله، وقارون ضرب به المثل في القرآن فى الثراء، وكانت له فرق مخصوصة فى حمل مفاتيح الخزن، فالبغى هو سبب هلاكه وليس الثراء، فهو لم يستغل المال ليرضى الله.
وأشار خطيب مسجد عمر إلى أن التمكين الاقتصادى هو من صور التمكين فى الأرض، حينما تمتلك اقتصادا قويا، تستطيع أن تمتنع عن تنفيذ قرارات أعدائك وتكون مستقل بقرارك، فالضعف يجعلك تابعا لأوامر أعدائك، من أجل الطعام والشراب، موضحا أن التمكين ليس عن طريق الاغتصاب والسرقة والتهجير وارتكاب شتى أنواع الجرائم تحت عنوان التمكين في الأرض، فإنها عربده فى الأرض .
وأوضح شاهين أن الأغنياء حينما يبتغون الله تعالى يزيدهم الله غنى، وأن الفرح مشروع، والإسلام يحب من يدخل الفرح على أهله، فليس العيب فى الفرح فالعيب فى الفرح الذى ينهى عن ذكر الله تعالى، كما شدد على أهمية أن يكتسب الناس المال بالطرق المشروعة، وأن ينفقوها فى مواضعها الصحيحة التى لا تغضب الله .
ووجه "شاهين" النصيحة للمصلين بأن الله نهى عن تحصيل المال من الطرق الحرام، ومنها الاعتداء على المال العام، فعندما اعتدى أحد الأشخاص المقاتلين مع النبى على المال العام وكانت الغنائم فى ذلك الوقت، لم ينل درجة الشهادة، فالسرقة من المال العام ستجعل الجميع يختصمك أمام الله يوم القيامة.
وتابع "شاهين ": من صور المال الحرام أكل مال اليتيم والميراث، محذراً من ذلك لأنهما من حدود الله، ومن آثار أكل المال الحرام، أن الله سبحانه وتعالى لا يتقبل دعاء من يأكل حراما، وتطفيف الميزان الذى هو الحد الفاصل بين ما للمشترى من حقوق وما للبائع من حقوق، فالتبين والتوضيح فى البيع والشراء مسأله مهمة جدا، ما ينقصنا فى حياتنا أن نفعل ضمائرنا، ومصر ستكون من أقوى المجتمعات فى فترة قريبة حال تفعيله، فالضمير تسبب فى تقدم أوروبا .