يرصد مساء اليوم الأربعاء 7 ديسمبر أو صباح الخميس 8 ديسمبر 2022، اعتمادًا على موقع الراصد في أمريكا الشمالية وجرينلاند وشمال غرب أوروبا وشمال غرب إفريقيا حدث سماوي نادر للغاية، حيث سيمر القمر البدر أمام المريخ بالتزامن مع تقابل هذا الكوكب فى ظاهرة تعرف باسم الاحتجاب وليس هناك حاجة إلى معدات رصد خاصة حيث يمكن الاستمتاع بمشاهدته بالعين المجردة إلا أن المناظير والتلسكوبات ستعزز الرؤية فقط علما بأن الظاهرة غير مشاهدة بالسعودية ومعظم الوطن العربي.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها ، أن الاحتجاب يحدث عندما يختفي جسم سماوي بواسطة جسم سماوي آخر يمر بينه وبين الراصد وعادة يستخدم مصطلح احتجاب عندما يمر القمر أمام أحد النجوم أو الكواكب الواقعة في دائرة البروج.
لا يمكن رؤية الاحتجاب إلا من جزء صغير من سطح الأرض نظرًا لأن القمر أقرب كثيرًا إلى الأرض من الأجرام السماوية الأخرى، لذلك فإن موقعه الدقيق في السماء يختلف اعتمادًا على موقعك على الأرض، فهو يختلف كما يُرى من نقطتين على جانبي الأرض بمقدار درجتين ، أو أربعة أضعاف قطر البدر، هذا يعني أنه إذا تم اصطفاف القمر ليمر أمام كوكب أو نجم لراصد على احد جانبي الأرض فسيظهر على بعد درجتين من ذلك الجسم على الجانب الآخر من الأرض، لذلك بالنسبة لبقية العالم، سيرصد القمر يمر بالقرب من كوكب المريخ فقط .
ظاهرة احتجاب الكواكب خلف القمر تحدث عدة مرات في السنة ، إلا أن عقودًا يمكن أن تمر قبل أن يتمكن موقع محدد من رؤية نفس الاحتجاب مرة أخرى تمامًا مثل كسوف الشمس الكلي، إضافة لذلك من النادر جداً أن يتزامن الاحتجاب مع اكتمال القمر وتقابل كوكب معين .
سيكون لمعان كوكب المريخ (- 1.9) وسيكون ضارب إلى الحمرة بوضوح وبالقرب من عنقود القلائص و عنقود الثريا في كوكبة الثور.
عند الرصد بالعين المجردة قد يستغرق المريخ ما يصل إلى دقيقة ليختفي خلف القمر ويعود إلى الظهور بعد ساعة وعند الرصد من خلال التلسكوب يمكن رؤية قرص المريخ وسيتمكن الراصد من مشاهدة حافة القمر وهي تغطي الكوكب الأحمر ببطء حيث يستغرق حوالي 30 ثانية لاختفاء المريخ تمامًا ويفضل استخدام مستويات تكبير عالية تسمح بمشاهدة الكثير من التفاصيل ويجب كذلك عدم تفويت ظهور المريخ من خلف القمر.
يفضل أن يقوم الراصد بتجهز أجهزته قبل نصف ساعة على الأقل من بدء الاحتجاب حتى يتمكن من التأكد من توجيه التلسكوب نحو المريخ بوقت كافٍ قبل الحدث الرئيسي.
عند النظر الى القمر علينا ان لا ننسى بأن كبسولة أوريون قد غادرته مؤخرًا وهي تشق طريقها الآن إلى الأرض وهي أول مركبة مخصصه لرواد الفضاء تزور القمر منذ 50 عامًا وخلال سنوات قليلة قادمة عندما سننظر إلى القمر سيكون رواد الفضاء يتجولون هناك وفي غضون بضعة عقود سيأتي دور المريخ مما يجعل حدث اليوم ذو دلاله خاصة.
علميًا يعتبر احتجاب النجوم الساطعة خلف القمر اكثر فائدة نظرًا لظهورها الدقيق في السماء ، إلا أن احتجاب الكواكب يوفر فرصة لدراسة التضاريس القمرية ؛ التلال والوديان وحواف الفوهات التي تشكل طرف القمر.
لقد كانت حالات الاحتجاب مفيدة في الماضي لفهم مواقع وحركات الأجرام السماوية وخاصة الانحرافات المدارية.
عام 1977 شاهد علماء الفلك أورانوس وهو يحجب نجمًا ساطعًا باستخدام مرصد كايبر المحمول جواً (تلسكوب على متن طائرة) على أمل توثيق قطر الكوكب وفحص غلافه الجوي (إذا كان يمتلك واحد) والمثير للدهشة أنه قبل حوالي 40 دقيقة من مرور أورانوس أمام النجم تم حجب ضوء النجم لعدة ثوان في ظاهرة تكررت أربع مرات خلال الدقائق التسع التالية وبعد أن انتهى أورانوس نفسه من حجب النجم تكرر نمط الخفوت غير المتوقع.
اكتشف العلماء ان ذلك بسبب نظام حلقات أورانوس مما أحدث ثورة في علم النظام الشمسي حيث لم يكن أحد في ذلك الوقت يشك في أن الكواكب العملاقة قد يكون لها حلقات.
واختتم التقرير: اليوم نحن نعلم أن جميع الكواكب الخارجية تملك انظمة حلقات على الرغم من أن أيا منها ليست بجمال حلقات كوكب زحل.