أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، أن الأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية الآن وخاصة ما يتعلق بقضايا العنف والإرهاب وكذلك قضايا الإلحاد، ومحاولة فرض نموذج معرفي غريب عن أخلاقنا وقيمنا المستمدة من شرعنا الحنيف، تحتاج أن يعكف العلماء على دراسة النماذج المعرفية والفلسفات المعاصرة المختلفة دراسة وافية دقيقة وعميقة، وأن يضعوا من خلال التعمق في فهم واستيعاب النموذج المعرفي الإسلامي إجابات شافية ووافية لكافة الأسئلة والإشكالات العصرية، التي تجيش في صدور أبنائنا وتشغل عقولهم، وقد تجنح بهم الإجابات الخاطئة المضللة إلى وجهات غير محمودة وعواقب غير مأمونة.
وتابع علام خلال كلمته على هامش افتتاح الدورة العلمية المتخصصة لأئمة دولة الجزائر بالقاعة الرئيسية الكبرى بمركز التدريب الرئيسي بمسجد النور بالعباسية:" العلماء هم ذخيرة الأمة الإسلامية، ومصابيح الهدى في ليالي الدجى، وهم ملاذها الآمن الذي به تلوذ، وحصنها المنيع، ووجب عليهم أن يأخذوا هذا الأمر بحقه وأن يعدوا لهذا الأمر عدته، فإذا كانت الأمة عبر تاريخها الطويل وأجيالها المتعاقبة في حاجة ماسة إلى جهود أهل العلم وتوجيههم وإرشادهم، فهم في هذه الحقبة العصيبة الحرجة من تاريخها أمس حاجة إلى العلماء.
واختتم مفتى الجمهورية:"حينما نتكلم عن أهمية التكوين العلمي والتأهيلي للعلماء من أجل تجديد الخطاب الديني، ومواكبة التطورات العصرية من الأفكار والأحداث والمتغيرات، فإننا نتجاوز الكلام على مراحل التحصيل العلمي التقليدية بمختلف مراتبها من تحصيل علوم اللغة العربية وعلوم الفقه والأصول والقواعد وتاريخ التشريع وعلم الوضع والمنطق والمقولات والتوحيد والحديث".