أكد الدكتور السيد علي خليفة نقيب المهندسين الزراعيين، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت لديه نظرة استباقية لمواجهة أزمة الأمن الغذائي، بإقامة مشروعات قومية في قطاع الزراعة، لمواجهة التحديات التي يمر بها العالم حاليا.
وقال خليفة، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان خلال مشاركته في منتدى عربي للزراعة بالعاصمة الأردنية، إن الرئيس السيسي عمل ومنذ اليوم الأول، على إطلاق حزمة من المشروعات، سواء مشروعات التوسع الأفقي أو مشروعات الإنتاج الحيواني للمساهمة في زيادة الإنتاج في كل هذه القطاعات.
وأضاف أن الرئيس السيسي قام بمشروعات الاستزراع السمكي والصوب الزراعية بهدف حماية الأمن الغذائي بشقيه النباتي والحيواني، مشيرا إلى أن ثمرة هذه المشروعات باتت واضحة حاليا في ظل الأزمة الغذائية العالمية.
وأشار خليفة إلى أنه بفضل هذه المشروعات استطعنا تجاوز أزمة فيروس كورونا وكذلك الوضع الحالي العالمي بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية وما خلفته من تردي للوضع الاقتصادي العالمي، مؤكدا أن مصر لديها حاليا سلاسل إمداد ولديها اكتفاء ذاتي من كافة محاصيل الخضر والفاكهة ويتم تصدير جزء كبير منها إلى الخارج كنوع من زيادة الصادرات.
وكشف خليفة عن أن إجمالي الصادرات الزراعية وصل إلى حوالي 6 ملايين طن بزيادة مليون طن عن العام الماضي نتيجة للمشروعات القومية والوفرة التي وفرتها للسوق المحلي للمواطنين والباقي يتم تصديره، معربا عن تطلعه لمزيد من الصادرات وهو ما تعمل عليه الحكومة حاليا بتوجيهات الرئيس السيسي.
وشدد على أنه لولا هذه المشروعات القومية التي أطلقها الرئيس السيسي لأصبحنا في عدم قدرة على مواجهة الأزمة العالمية، مشيرا إلى أنه رغم الأزمة العالمية تتواجد المواد الأساسية والاستراتيجية في السوق المصري وهذا ربما لا يوجد في دول أخرى كبرى.
ونوه نقيب المهندسين الزراعيين إلى أن المشروعات القومية الزراعية ليست زراعية فقط بل يقام عليها أيضا مشروعات تصنيع زراعي، مشيرا إلى أن هذه المشروعات الصناعية ساهمت في إعادة توسيع الكتلة السكانية على كامل الأراضي المصرية.
ولفت إلى أن هناك تشريعات أصدرها البرلمان مؤخرا ساهمت في تقليل التعدي على الأراضي الزراعية، منوها إلى أن الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس السيسي وضعت منظومة للحد من التعدي على الأراضي الزراعية مما حافظ على منتجاتنا الزراعية.
وحول المشروعات الزراعية الجديدة، كشف نقيب المهندسين الزراعيين عن أن توجيهات الرئيس السيسي كانت واضحة بضرورة العمل على توسيع الرقعة الزراعية في كافة المناطق، موضحا أن مشروع الدلتا الجديدة الذي تتضمن 2 مليون فدان وتوشكى والتي تحتوي على 1,1 مليون فدان ووسط وشمال سيناء والريف المصري 1,5 مليون فدان تعد نقلة نوعية في مساحة الأراضي الزراعية.
وأوضح خليفة، أن توجيهات الرئيس السيسي بزراعة 2.5 مليون نخلة من أصناف النخيل المتميز وخاصة تمر "المجهول" بمحافظة أسوان تهدف إلى زيادة قدرة الدولة المصرية على زيادة صادراتها من الأنواع المتميزة عالية القيمة من التمور نصف الجافة حيث أصبحت مصر حاليا الأولى من حيث إنتاج التمور.
وأشاد الدكتور السيد علي خليفة نقيب المهندسين الزراعيين بإصرار الدولة المصرية على مواصلة المشروعات القومية الزراعية لأنه يمثل حماية للأمن القومي الغذائي والذي لا يقل أهمية حاليا عن الأمن القومي للبلاد، مؤكدا أن قدرة مصر على مواجهة التحديات الراهنة أصبحت نموذجا يحتذى به أمام العالم أجمع.
وتابع أن توجيهات الرئيس السيسى تشدد على ضرورة العمل بقوة ودون تأخير فى كافة المسارات سواء الزراعية أو الصناعية، مؤكدا أن التنسيق والتكامل بين الجهات المعنية يساهم بشكل كبير في تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي نحو التنمية الشاملة وفي كافة القطاعات.
واعتبر خليفة أن المبادرات الرئاسية التي أطلقها الرئيس السيسي مثل تطوير الريف المصري و"حياة كريمة "، كانت حائط الصد أمام التحديات الراهنة، مؤكدا أن مؤتمر المناخ بشرم الشيخ مؤخرا وضع الأمن الزراعي في مصاف الاهتمامات الدولية وهو ما تقوم به مصر حاليا.
وبشأن دور نقابة المهندسين الزراعيين في مواجهة تلك التحديات، أوضح نقيب المهندسين الزراعيين، أن النقابة تعمل وبالتنسيق مع كافة النقابات ذات الشأن والجهات الحكومية على تدريب الفلاح المصري على الزراعة الحديثة وبأقل تكاليف المياه وغيرها من أجل زيادة الإنتاج.
وأردف أن نقابة المهندسين الزراعيين، تمثل قناة رئيسية مع النقابات الأخرى لتنفيذ توجيهات الرئيس السيسي نحو تنمية شاملة وتوسيع الرقعة الزراعية، مؤكدا أن أساليب الزراعة الحديثة وما قامت به وزارة الري والوزارات المعنية ساهمت في تحقيق عائد كبير من الإنتاج يساهم في مواجهة تحديات الأمن الغذائي والمائي.
وأكد نقيب المهندسين الزراعيين، في حواره لـ/أ ش أ/، أن الدولة المصرية لا تدخر جهدا في سبيل دعم الفلاح لأنها تؤمن بأنه خط الدفاع الأول للحفاظ على الأمن القومي الغذائي، معربا عن تطلعه لمزيد من التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية لكي تعود مصر لسابق عهدها في الزراعة على مستوى العالم العربي وغيره.
وحول مشاركته في فعاليات المنتدى العربي للزراعة الذي اختتم مؤخرا تحت عنوان "الأمن الغذائي العربي في مواجهة التحديات"، أشاد الدكتور السيد علي خليفة نقيب المهندسين الزراعيين، بمثل هذه المنتديات من أجل تبادل الخبرات والكفاءات العربية، مؤكدا أن مصر حاضرة بقوة في مثل هذه المنتديات بما لديها من إمكانيات زراعية وخبرات كبيرة في هذا المجال.
وأشار إلى أنه كان حريصا على استعراض مشروعات مصر القومية في كافة القطاعات خصوصا القطاع الزراعي في المنتدى والتي لاقت ترحيبا كبيرا من الأشقاء العرب، مؤكدا أن كافة المشاركين في المنتدى من كافة البلدان العربية حرصوا على الاطلاع على التجربة المصرية للاستفادة منها.
وشدد خليفة على ضرورة العمل العربي المشترك في قطاع الزراعة باعتباره أمنا قوميا عربيا، مؤكدا انفتاح مصر على كافة التجارب العربية وأيضا حرصها على التعاون والتنسيق مع كافة الأقطار العربية في هذا الشأن.
وكان خليفة قد تحدث خلال المنتدى، عن كافة المشروعات القومية التي تقوم بها مصر في قطاع الزراعة وغيرها حيث استعرض العديد من المشروعات المخصصة لزراعة أكثر من مليوني فدان، كذلك مبادرة حياة كريمة كنموذج مصري ومشروع قومي كبير قدمه الرئيس السيسي للعالم من أجل تحسين حياة المواطنين ليس في مصر فقط وإنما في كافة الدول العربية والأفريقية التي تحتاج إلى ذلك.
وشارك في المنتدى العديد من الممثلين لجامعة الدول العربية والمنظمات الدولية والإقليمية المختصة بالشأن الزراعي والأمن الغذائي، حيث يهدف إلى مناقشة أهم قضايا الزراعة والمزارعين لتمكين القطاع الزراعي من تحقيق الأمن الغذائي والخروج باستراتيجيات وحلول لمشاكل النظم الزراعية وتطويرها بما يتواءم مع التحديات الراهنة.
وبحث المنتدى سبل التعاون وتبادل الخبرات والفرص المتاحة في المجال الزراعي والتحديات التي تواجهه بما يساعد على النهوض بالإنتاج والمردود، حيث يشير تقرير أوضاع الأمن العربي 2021، الصادر عن المنظمة العربية للتنمية الزراعية إلى أن قيمة العجز بلغت 51 مليار دولار، فيما بلغت قيمة الفجوة الغذائية 38 مليار دولار.