الصحة العالمية: الفريق الاستشاري الإسلامي أكد التزامه بالتصدي لتحديات الصحة العامة

أكد الفريق الاستشاري الإسلامي في اجتماعه السنوي التاسع التزامه بالتصدي للتحديات الحالية والمستجدة في مجال الصحة العامة في إقليم شرق المتوسط وخارجه، والاستعانة بالدِّين في تبديد المفاهيم الخاطئة بشأن الصحة العامة. وقالت منظمة الصحة العالمية فى بيان جديد لها: لقد استضافت منظمة التعاون الإسلامي اجتماع الفريق الاستشاري الإسلامي هذا العام في جدة، المملكة العربية السعودية، بمشاركة مجمع الفقه الإسلامي الدولي، والأزهر الشريف، والبنك الإسلامي للتنمية. وكان موضوع الاجتماع: "الشراكة من أجل التغيير: تأثير الدِّين في تعزيز الصحة العامة". وسلَّط الاجتماع الضوء على دور الفريق الاستشاري الإسلامي وشركائه في إشراك المجتمعات المحلية في جميع أنحاء الإقليم، من أجل تعزيز الصحة العامة. وأضافت المنظمة، ناقش الاجتماع توسيع دور الفريق الاستشاري الإسلامي، استنادًا إلى سِجل نجاحاته والدروس المستفادة من تنفيذ تدخلات الاستجابة لشلل الأطفال وفيروس كورونا ، ويرتكز تغيير توجُّه الفريق على الاستعانة بالقيادات الدينية وعلماء الدين، لضمان المزيد من المشاركة في قضايا الصحة العامة الأوسع نطاقًا فيما يتعلق بصحة الأمهات والأطفال، والتمنيع الروتيني، وأنماط الحياة الصحية. وتتمثل الرؤية الجديدة للفريق الاستشاري الإسلامي في "تعزيز صحة المجتمعات الإسلامية والسكان عامةً وعافيتهم، من خلال استخدام تعاليم الدين الإسلامي في ترسيخ الشعور بالمسؤولية تجاه تدخلات الصحة العامة والتضامن معها ودعمها". وأضافت: يشمل ذلك توسيع شبكة المؤسسات الأكاديمية الإسلامية، فضلًا عن توسيع نطاق التغطية الجغرافية لتدخلات الفريق الاستشاري الإسلامي، لتشمل بلدانًا خارج إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، لا سيما منطقة الساحل في أفريقيا. من جانبه قال السفير طارق علي بخيت، مساعد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للشؤون الإنسانية والثقافية والاجتماعية، بالنيابة عن حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن خُطط الفريق الاستشاري الإسلامي بشأن تغيير توجُّهِه، خاصة خطط التوسع في مناطق جغرافية أخرى، من شأنها أن تُثرِي عمل الفريق، وتعود بالنفع على المجتمعات المحلية المعنية. وأضاف السفير: "إن الفريق الاستشاري الإسلامي لديه بُعد نظر يستحق الإشادة، فقد فطن إلى أننا يجب علينا، حتى في حال استمرارنا في التركيز على استئصال فيروس شلل الأطفال، أن ننظر إلى ما هو أبعد من ذلك". وأكد ، "إن المجتمعات الأكثر تضررًا من شلل الأطفال تواجه على أي حال تهديدات صحية أخرى كثيرة، وتفتقر إلى الخدمات والأدوات اللازمة لحمايتها". وأوضح فضيلة الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، الذي حضر نيابةً عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، أن الأزهر سبق له أن أصدر العديد من الفتاوى التي تُصحِّح المفاهيم الدينية الخاطئة والشائعات المنتشرة بشأن لقاح شلل الأطفال واللقاحات الأخرى. وقال فضيلته: "إن توسيع نطاق عمل الفريق الاستشاري الإسلامي، ليشمل مجالات مثل صحة الأمهات والأطفال والحديثي الولادة، أمر مهم للغاية، ونحن نحثُّ الفريق على العمل على تناول قضية صحة المهاجرين أيضًا في المستقبل. وأخيرًا، نأمل أن يكون في استطاعتنا في العام المقبل أن نعلن أننا أخيرًا استأصلنا شلل الأطفال على الصعيد العالمي، وذلك في الاجتماع السنوي العاشر للفريق الاستشاري الإسلامي". وأكد فضيلة الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي وعضو هيئة كبار العلماء، ثقته في اللقاحات، وذكر أن حِفظ النفس والصحة من الضروريات في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية. وأضاف قائلًا: «إنني على ما حققته هذه الشراكة البنَّاءة والفرق الاستشارية الإسلامية الوطنية في باكستان وأفغانستان والصومال في مجال تصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة. وما زلنا نكرر قول الله عز وجل: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة: 32]. شارك محمد جمال الساعاتي، المستشار الخاص لرئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، بكلمة ألقاها نيابةً عن الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، وجاء فيها أن الإيبولا وفيروس كورونا قد أبرزا دور علماء الدين في إذكاء وعي الجمهور، والتأكيد على أهمية إجراءات السلامة، مثل التباعد البدني، من منظور الفقه الإسلامي. وأشار فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إلى أن المؤسسات الدينية تجتمع اليوم للاستفادة من تأثير الدِّين في تعزيز الصحة العامة. وأضاف قائلًا: «حِفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية. وقد كان قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بشؤون المجتمع وقضاياه. فقد رُويَ عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ الْمُسلِمِينَ فَلَيْسَ مِنهُمْ». وأوضحت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، التي حضرت بالنيابة عن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، أن القادة الدينيين والعلماء أدوا دورًا بالغ الأهمية في تشكيل المعايير والسلوكيات الثقافية والاجتماعية، وكانت ثمرة ذلك تحسين الصحة والعافية في المجتمعات المحلية التي يقومون على خدمتها. وقالت الدكتورة رنا: "إن الفريق الاستشاري الإسلامي مثال ساطع على تجسيد مفهوم "الصحة للجميع وبالجميع"، فهو يجمع بين المؤسسات الدينية والسياسية والتمويلية والشركاء التقنيين، من أجل الإسهام بفعالية في التصدي للتحديات الحالية والمستجدة في مجال الصحة العامة. وإنني أتطلع إلى المزيد من الأخبار الطيبة بشأن النتائج والتوصيات المتعلقة بتغيير توجُّه الفريق الاستشاري الإسلامي في المستقبل". وخرج بيان الاجتماع في الختام يُوصي، انطلاقًا من جهود الفريق الاستشاري الإسلامي في الاستجابة للجوائح والفاشيات على الصعيد العالمي والإقليمي، باستمرار التوجُّه نحو الاستفادة من خبرات الفريق الاستشاري الإسلامي في دعم الأولويات الصحية الوطنية الأخرى، والاستجابة لحالات الطوارئ في باكستان وأفغانستان، لا سيما جهود الإغاثة من الفيضانات في باكستان، وجهود الاستجابة للزلازل في أفغانستان والاستجابة الحالية لفيروس كورونا في الإقليم. وأكد البيانُ الحاجةَ إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتجنُّب خطر تفشِّي الأمراض باللقاحات، لا سيما شلل الأطفال، في ظل انخفاض معدلات التغطية بالتمنيع بسبب جائحة كورونا وصدر قرار في نهاية الاجتماع، الذي استمر يومًا واحدًا، أن يستضيف الأزهر الشريف الاجتماع السنوي العاشر في القاهرة، مصر، خلال الأسبوع الثاني من ديسمبر 2023.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;