افتتح الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، ظهر اليوم، الفرعَ الجديد لدار الإفتاء المصرية بمدينة مرسى مطروح، بحضور اللواء خالد شعيب محافظ مرسى مطروح، والأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
وقال فضيلة المفتى فى كلمته خلال فعاليات الافتتاح: "يطيب لى بمناسبة افتتاح فرع دار الإفتاء فى بقعة عزيزة على قلوبنا من بقاع الوطن الغالى مصر، وهى محافظة مرسى مطروح المباركة، أن نهنئ أنفسنا وأهلنا فى مطروح المباركة بهذا الحدث الهام، الذى يعزِّز ويقوِّى رابطةَ الوُدِّ والمحبة والتواصل بين دار الإفتاء وبين جميع أبناء الوطن العزيز فى أى بقعة من بقاع الوطن، ويؤكد أننا جميعًا لحمة واحدة نجتمع تحت راية واحدة فى خدمة وطننا مصرَ العزيزةِ بإعزاز الله لها المباركة بحفظ الله لشعبها وأرضها".
وأضاف أن دار الإفتاء المصرية شهدت توسعًا كبيرًا فى عدد من محافظات مصر تلبيةً لحاجة المواطنين إلى التمسُّك بمنهجية دار الإفتاء المصرية التى تحمل قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش، وهى القيم الأصيلة لشعبنا العزيز، وتنبذ خطاب التشدد والعنف والكراهية الذى تبنَّته الجماعات المتطرفة.
وأكد مفتى الجمهورية أن شعب مصر الأصيل إذا ينبذ كل ما يمتُّ إلى التطرف والإرهاب بِصلة؛ فإنه يجدِّد ثقته بدار الإفتاء المصرية وبالمؤسسات الدينية الوطنية التى تعمل على ترسيخ قيم الوسطية ودعم مسيرة الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى بناء مصرنا الجديدة كى تأخذ بقوة بكل أسباب التحضر والتطوير والتحديث من أجل استعادة الدَّور الحضارى الذى تستحقه مصر ويستحقه شعبها العظيم.
وأوضح فضيلة المفتى أن صناعة الإفتاء التى تقوم على المنهج المؤسسى الوسطى المعتدل الذى تنتهجه دار الإفتاء المصرية ومؤسساتنا الدينية الوطنية، يختلف تمامًا فى مضمونه ومعطياته ونتائجه عن الإفتاء العشوائى السطحى الذى يمارسه بعض الهُواة والمتعالمين، فالإفتاء المؤسسى صناعة علمية دقيقة، وله غاية سامية؛ وهى تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية الغرَّاء، المتمثلة فى تحقيق مصالح العباد والبلاد ودفع المفاسد والشرور عنهم، ودعم كل ما يحقق للناس عيشة مطمئنة طيبة لا عنف فيها ولا إرهاب.
وأشار فضيلته إلى أن الفتوى العشوائية التى تصدر ممَّن لا تخصُّص له ولا معرفة، فإنها لا تراعى إلا نشر أفكار أغلبها يتخذ طابعًا متشددًا متعصبًا لا يعكس قيم الإسلام الأصيلة، وأهمها التيسير ونشر قيم الأمن والتعايش، بل أن أغلب هذه الفتاوى تتبنَّى رؤى سياسية مناهضة لسلامة الوطن ومناهضة لتحقيق الأمن والأمان لشعبنا المصرى الأصيل، وثمرتها المرة فى النهاية العنف والدمار والخراب.
ووجَّه فضيلة المفتى رسالة إلى العاملين فى فروع دار الإفتاء المصرية قال فيها: "أوصى أبنائى العاملين فى فروع دار الإفتاء المصرية فى مختلف المحافظات وفى محافظة مطروح العزيزة بالعمل على إيصال هذا المنهج الوسطى المعتدل بطرق ووسائل صحيحة، مع مراعاة الخصوصية الاجتماعية والعادات والتقاليد والقيم الخاصة بكل مجتمع، إذ لا يخفى على شريف علمكم أن إدراك الواقع إدراكًا صحيحًا ركن ركين من أركان صناعة الفتوى الوسطية المعتدلة، وهو أيضًا من أُسس تجديد الخطاب الدينى ونشر قيم التيسير والسماحة والاعتدال".
وأضاف فضيلته أن وطننا مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى ليمرُّ بمرحلة تحوُّل دقيقة تحتاج منَّا جميعًا إلى مزيد من الوعى والفهم لإحياء وبث القيم الأصيلة مثل الوطنية والمواطنة والتعاون والترابط والعمل والجهاد لبناء هذا الوطن الذى يستحق منَّا حتمًا بذل كلِّ غالٍ ونفيس، بل يستحق أن نفديه بالدماء والأرواح.
وتابع قائلًا: "وإننا لَنشهد بكل صدق وإخلاص بأنَّ أهلنا فى مطروح قد سطروا عبر التاريخ الوطنى صفحات خالدة مشرقة من الحب والتضحية والوطنية والفداء فى سبيل حماية هذا الوطن وسلامة أراضيه".
وأكَّد مفتى الجمهورية أن دار الإفتاء المصرية يسعدها ويشرفها عبر فروعها أن تكون على تواصل دائم مع كل أبناء مصر الحبيبة، وتسعى من خلال ذلك إلى بناء جسور المحبة والتآلف والتواصل وأيضًا نشر الخطاب الوسطى المعتدل، وكلنا ثقة بالله تعالى أن يبارك الله تعالى فى جهودنا، وأن يحفظ شعبنا ومصرنا وجيشنا ورئيسنا من كلِّ مكروه وسوء، وأن يجعلنا جميعًا على قلب رجل واحد وتحت راية واحدة.
ووجَّه فضيلة المفتى فى ختام كلمته الشكر والتقدير لمعالى اللواء خالد شعيب على دعمه الدائم والمتواصل من بداية المشروع حتى وصل إلى هذا الصرح الحضارى الذى نفتتحه اليوم ضمن فاعليات الاحتفال بالعيد القومى للمحافظة العزيزة على قلوبنا جميعًا.
كما توجَّه بالشكر والتقدير إلى فضيلة الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على تفضُّله بتشريف هذا الحدث المهم فى تاريخ المحافظة ودار الإفتاء المصرية.