أشاد مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" الدكتور نصر الدين العبيد، بالطفرة الزراعية التي تقودها مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي .. مؤكدا أن المشروعات العملاقة التي تقوم بها مصر تمثل نقلة نوعية وخصوصا في قطاع الزراعة.
وقال مدير المركز التابع للجامعة العربية - في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، خلال حضوره أحد المنتديات العربية الخاصة بالزراعة في الأردن - إن مصر تقود العمل العربي المشترك في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والزراعية وغيرها، مشيرا إلى أن مصر لديها الطاقات والإمكانيات والخامات، ولديها البنى التحتية للاستثمار في القطاع الزراعي، لتحقيق الأمن الغذائي العربي بالمشاركة مع السودان.
وأوضح أن مصر تستطيع بالمشاركة مع السودان تحقيق الاكتفاء من القمح وتقليص الفجوة الغذائية وتقليص الاستيراد لصالح الدول العربية، مشددا على ضرورة أن يتم توجيه الاستثمارات الزراعية في مصر والسودان من قبل الدول العربية من أجل هذا الهدف.
وشدد على ضرورة وضع استراتيجية للأمن الغذائي للمنطقة العربية، من خلال تفعيل الهدف الاستراتيجي السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وهو إيجاد الشراكة والتكاتف والتعاون وحشد الطاقات والإمكانيات لدى القطاع الخاص والحكومي ومراكز البحوث العربية، والاستفادة من الميزة النسبية لكل دولة عربية، وفي مقدمتها مصر والسودان.
ونوه مدير المركز إلى أن وزارة الزراعة المصرية لديها خبراء متميزون، وتسعى إلى العمل بجدية ونشاط مع كل المنظمات العربية والدولية، وخصوصا فيما يتعلق بالثروة الحيوانية، حيث بإمكانها تحسين إنتاجية المراعي لتقليل ما أمكن من استيراد الأعلاف من الخارج ذات التكلفة العالية، وخصوصا عقب الأزمة الروسية الأوكرانية التي كشفت الوضع.
وحول دور المركز والمشروعات الزراعية التي يدعمها في مصر.. قال الدكتور نصر الدين العبيد إن المركز لديه مئات المشاريع التنموية بالدول العربية ومنها مصر، مشيرا إلى أن مصر هي أول من أعلنت أن الأمن المائي مرادف للأمن الغذائي.
وأضاف أن المركز ورد لمصر مجموعة من الأغنام والماعز الشامي ذات الانتاجية العالية، مشيرا إلى أن مصر تقوم حاليا بزراعة ملايين الأفدنة، وتقدمت كثيرا خلال السبع سنوات الماضية على كافة الأصعدة، وخصوصا البنية التحتية ومستلزمات الإنتاج وإدخال مساحة كبيرة من الأراضي مثل مشروع توشكى ومشروع الدلتا الجديدة وفي سيناء حيث توجد مشروعات زراعية مثل شق الترع، بالإضافة إلى مشروع تبطين الترع وتحديثها، والذي ساهم في توفير كمية كبيرة من المياه.
وأوضح العبيد أن مشروع سيوة أيضا تم فيه تثبيت حيوي وميكانيكي للتربة وأصبح مقصدا سياحيا، حيث أصبحت هناك مساحات كبيرة تزرع بالتمور وهناك معامل لتصنيعها، مشيرا إلى أن المركز لعب دورا أساسيا مع مركز بحوث الصحراء المصري.
وأشار إلى أن مركز "أكساد" ساهم في إقامة مشاريع في مطروح من خلال السدود والآبار التجميعية، حيث تم تنفيذ أكثر من 1600 بئر بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد"، ووزارة الزراعة المصرية، ومحافظة مطروح.
وقال العبيد إن مبادرة الرئيس السيسي لزراعة مائة مليون شجرة، شجعت المنظمات الدولية على التعاون مع الحكومة المصرية في مختلف القطاعات الزراعية وغيرها.
وأضاف أن مركز "أكساد" لديه برامج تدريبية لتأهيل المهندسين الزراعيين مثل برنامج (أكوا كروب) لإدارة الري للمحاصيل الزراعية، وبالتالي تقليل استخدام المياه في القطاع الزراعي بإعطائه إنتاجية كبيرة لرفع كفاءة الري، مؤكدا أن مصر متقدمة في رفع كفاءة الري بشكل كبير جدا.
وحول التغيرات المناخية والتي تؤثر بشكل كبير على الزراعة ونتائج مؤتمر المناخ (COP27) فيما يخص الزراعة.. أوضح مدير المركز أن هناك أزمة مياه في العديد من الدول العربية ومنها مصر، ولذلك في الدورة السادسة والثلاثين للجمعية العمومية للمركز العربي "أكساد" برئاسة وزير الزراعة المصري السيد القصير صدر إعلان القاهرة، وشددوا فيه على ضرورة التكيف مع التغيرات المناخية وكان على رأسها ألا تكون للسدود العملاقة تأثير على عدالة توزيع المياه لدول المصب ومنها مصر.
وأشار إلى أنه تم استخدام المياه غير التقليدية في الزراعة وخصوصا في مصر، مشيدا بالنموذج المصري في معالجة أكثر من عشرة مليارات متر مكعب من المياه الرمادية "مياه الصرف الزراعي والصحي".
وعن طبيعة عمل المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد".. أوضح العبيد أن المركز هو الذراع الفني لجامعة الدول العربية، موضحا أن الجامعة العربية أسست المركز؛ لإدراكها التام لما ستواجه المنطقة العربية من تغيرات مناخية.
ولفت إلى أن المركز قدم أبحاثا علمية تطبيقية ونماذج للمشاريع التنموية التي نفذت في العديد من الدول العربية، مؤكدا أن تأسيس المركز جاء بناء على قرار رقم 1283 لجامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية 1968 بهدف العمل على تقديم الحلول مع أزمة المياه والثروة الحيوانية في المناطق الجافة وشبه الجافة وللحد من تدهور الأراضي.
وأشار العبيد إلى أن المركز يعمل حاليا على استنباط أصناف جديدة من القمح والشعير والسكر والذرة الصفراء والذرة الرفيعة للعلف، مشيرا إلى أن المركز تعمل فيه مجموعة كبير من العلماء والخبراء معظمهم من مصر والسعودية وموريتانيا والسودان، الذين يعملون في مجالات المياه السطحية والجوفية وتصنيف الأراضي.