أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى على الدور الحيوى الذى تقدمه المراكز البحثية فى خدمة قطاعات التنمية والاقتصاد المحلى، مشيرًا إلى أن المراكز البحثية التابعة للوزارة تعمل بشكل دائم على متابعة الجديد فى تخصصاتها العلمية، وتطوير عملية البحث العلمى، ورفع قدرات الباحثين لديها، مؤكدًا على اهتمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بنقل نتائج البحوث العلمية ومُخرجاتها والخبرات المكتسبة إلى القطاعات التنموية المختلفة.
ولفت الوزير إلى أهمية التواصل بين جهات البحث العلمى وقطاع الصناعة، وكذا تطبيق التكنولوجيات الحديثة من أجل توفير بدائل محلية لقطع الغيار ومستلزمات الصناعة، وتوطين صناعتها ضمن إستراتيجية الدولة 2030، فضلاً عن تعظيم القيمة المضافة من إنتاج الخامات واستغلالها بالشكل الأمثل.
وفى هذا الإطار، دشن مركز بحوث وتطوير الفلزات أول وحدة نصف صناعية لتطوير وتصنيع وتجميع وإنتاج نماذج البطاريات التجارية متعددة الشحن، لتكون الأولى من نوعها فى مصر، وذلك ضمن إستراتيجية الدولة لتوطين صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية كجزء من رؤية التنمية المستدامة للدولة.
ومن جانبه، أعلن الدكتور عماد عويس رئيس مركز بحوث وتطوير الفلزات أن الوحدة التى تم افتتاحها تعد أحدث وحدة تطبيقية متخصصة فى تصنيع وتجميع بطاريات الشحن الكهربائية التجارية والمعروفة ببطاريات أيون الليثيوم فى المركز ضمن مشروع بناء القدرات البحثية (وحدة مترابطة ومتطورة لتطوير أنظمة تخزين الطاقة بأسعار منافسة)، بتمويل من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وأشار د. عويس إلى أن هذا المشروع يعد من الفرص الاستثمارية الكبيرة التى سوف تحقق عوائد اقتصادية مرتفعة، موضحاً أن الوحدة تهدف إلى تطوير أساليب مبتكرة وتصاميم غير مكلفة لأنواع مختلفة من أنظمة تخزين الطاقة، والتى سوف تؤدى بدورها إلى استثمارات حقيقية وشركات ناشئة.
وأضاف رئيس مركز بحوث وتطوير الفلزات أن الوحدة تضم قسمًا للاختبارات الكهروكيميائية القياسية، ومراقبة الجودة لمختلف أنواع البطاريات الجافة والبطاريات متعددة الشحن، وتشمل الاختبارات القياسية الخاصة بالسعة التخزينية النوعية، وفرق الجهد، ومعدلات الشحن والتفريغ، وفترة العمر الزمنية، والمقاومة الكهربية، وكفاءة الأداء الكولومية، وغيرها.
كما تضم الوحدة قسمًا يمثل خط إنتاج متكامل لخلايا بطاريات أيون الليثيوم متعددة الشحن، ومختلف أنواع البطاريات مثل أيون الصوديوم والزنك وغيرها من الأشكال والأحجام لبطاريات الجيل القادم.
وتنتج الوحدة عدداً من أنواع البطاريات من بينها؛ بطارية خلايا الزر "العملة المستديرة"، بمقاسات cr2035، cr2025، cr4050، وتتراوح السعة التخزينية للبطاريات من 160 إلى 260 مللى أمبير ساعة، وتطابق التطبيقات المطلوبة مثل السماعات الطبية، والساعات الرقمية، وألواح الدوائر الإلكترونية، وكاميرات المراقبة، وأجهزة التحاليل الطبية المنزلية لقياس الضغط ونسبة الأكسجين ونسبة السكر فى الدم.
كما تنتج الوحدة الخلايا المسطحة بأبعاد مختلفة وفرق جهد كهربى 3,7 فولت وسعة تخزينية تتراوح من 2000 إلى 6000 مللى أمبير ساعة، والتى تستخدم فى الموبايل، والتابلت، واللاب توب، وشاشات السبورة الإلكترونية، والمركبات الكهربائية، والطائرات المسيرة.
جدير بالذكر، أن مركز بحوث وتطوير الفلزات أنشأ مؤخراً قسم تكنولوجيا البطاريات، حيث يعمل الفريق البحثى بهذا القسم على عدد من الموضوعات الحيوية منها؛ مواد الأقطاب المختلفة، والمحاليل الموصلة، وتصاميم وطلاءات نماذج الأقطاب، وتجميع مكونات البطاريات، واختبارات الخلايا والبطاريات للأغراض البحثية والتطبيقية طبقاً للمواصفات القياسية.