أعلنت مشيخة الأزهر الشريف، حصاد عام 2022، لاكاديمية الأزهر والتي تحظي باهتمام الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على الدور المحوري للأزهر في نشر مبادئ الدين الإسلامي الوسطي المعتدل في أنحاء العالم؛ أنشأ الأزهر "أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى" بهدف تدريبِ الوعاظ والواعظات وأعضاء لجان الفتوى، فضلًا عن تدريب الأئمة والدعاة الوافدين من جميع أنحاء العالم، لتنمية مهاراتهم البحثية والفكرية من خلال نماذج عملية وتطبيقية تتواكب مع تطورات العصر، وضبط الفتاوى من الفوضى التي لحقت بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال عام 2022 قامت أكاديمية الأزهر بأنشطة مكثفة ومتنوعة في إطار دورها الدعوي والتدريبي والتعليمي وتأهيل الوعاظ والواعظات وأعضاء لجان الفتوى والدعاة والأئمة من داخل مصر وخارجها، حيث نظمت أكاديميةُ الأزهر العالمية خلال عام 2022 (188) دورةً تدريبيةً في مجالاتٍ متنوعةٍ، و (237) حلقة نقاشية وورش عمل، شاركَ فيها (5414) متدرباً ومتدربة من السادة الوعاظ والواعظات بالأزهر الشريف، والسادة الأئمة والسيدات الداعيات بوزارة الأوقاف، والسادة الأئمة والدعاة الوافدين من خارج مصر.
*الدورات التدريبية للسادة الأئمةِ والدعاةِ الوافدين*
نظَّمت الأكاديميةُ (14) دورةً تدريبيةً للسادة الأئمة والدعاة الوافدين، شارك فيها (470) وافدًا، من جنسياتٍ مختلفة، بالإضافة إلى عدد (47) ورشة تطبيقية حول معالم المنهج الأزهري ومواجهة الفكر الإلحادي، فضلاً عن بيان أسس التعامل مع المخالفين، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي في الدعوة ورد الشبهات التي تُثار حول الإسلام، حيث دارت عناوين البرامج التدريبية للدعاة الوافدين حول إعداد الداعية المعاصر، و منهجية الرد على الشبهات، وتفكيك الفكر المتطرف، و فقه الأسرة في الإسلام، وفقه المواريث في الإسلام، وأسس التعايش السلمي،
فيما نظمت الأكاديميةُ (125) دورةً تدريبيةً للسادةِ الوعاظِ المصريين، اشتملت على (119) ورشة تطبيقية، شارك فيها (3464) واعظًا، بالإضافةِ إلى (34) دورةً تدريبيةً للسيداتٍ الواعظاتٍ المصرياتٍ، شارك فيها (1023) واعظة، واحتوت على (40) ورشة عمل، وتمثلت عناوين البرامج التدريبية المقدّمة للوعاظ في منهجية الرد على الشبهات، والتميز الدعوي، و آليات التعامل مع ذوي الهمم، وإعداد مدربين لتأهيل المقبلين على الزواج، و إعداد وتأهيل المصلح الأسري، و معالم المنهج الأزهري، و مناسك الحج ومستجداتها المعاصرة، و تنمية المهارات الإعلامية، و التغيرات المناخية، و تفكيك الفكر المتطرف، و الأبعاد الطبية والشرعية والصحية للخدمات البيطرية.
وتمثلت الدورات المقدّمة للواعظات في التميز الدعوي، و آليات التعامل مع ذوي الهمم، و إعداد مدربين لتأهيل المقبلين على الزواج، و إعداد وتأهيل المصلح الأسري، و معالم المنهج الأزهري، مناسك الحج ومستجداتها المعاصرة، والتحدّيات التي تواجه المرأة في ظل التغيرات المناخية، والإنتاج الدعوي لمواقع التواصل الاجتماعي.
*الدورات التدريبية لوعاظ مركز الأزهر العالمي للفتوى و وزارة الأوقاف*
نظمت الأكاديميةُ (7) برامج تدريبية للسادةِ الوعاظِ التابعين لمركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، شارك فيها (313) واعظًا، وقد احتوت على (7) حلقات نقاشية وورش عمل، حيث دارت البرامج التدريبية المقدَّمة لهم حول تفكيك الفكر المتطرف والفقه المذهبي، بينما نظمت الأكاديمية الدورات التدريبية للسادة الأئمة والسيدات الداعيات بوزارة الأوقاف المصرية، بواقع (8) دورات تدريبية بعنوان (التميز الدعويّ) للسادةِ الأئمة والسيدات الداعيات من وزارة الأوقاف.
وذلك في إطار المبادرة الرئاسية التي يرعاها السيد رئيس الجمهورية؛ لإعداد وتطوير مهارات الأئمة والوعاظ، وتجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم الخاطئة. واشتملت تلك الدورات على عدد (15) ورشة تطبيقية للسادة الأئمة وعددهم (97) إمامًا، و (9) ورش تطبيقية للسيدات الداعيات، وعددهنّ (45) واعظة، إضافة إلى العديد من التكليفات والمشاريع البحثية المتميزة، والاستبانات التي توضح أنَّ هناك جهوداً تبذل في هذا الباب لبناء الوعي الصحيح للسادة الوعاظ والواعظات والأئمة على مستوى الجمهورية.
وانطلاقا من رسالة الأكاديمية العالمية، قام أ.د حسن صلاح الصغير، رئيس الأكاديمية بجولة دعوية في فرنسا وإندونيسيا خلال عام (2022م)؛ تم خلالها عقد عدد من اللقاءات التوعوية مع أئمة المساجد والمراكز الإسلامية بدولتي فرنسا وإندونيسيا.
واشتملت الدورات التدريبية خلال العام (2022م) على عدد من القضايا المتنوعة، ما بين قضايا عقائدية وفقهية وفكرية وتربوية واقتصادية وطبية وسلوكية، تهدف في مجملها إلى تأهيل السادة الدعاة للحديث عن القضايا المثارة بفكر مستنير، وتنمية مهاراتهم التواصلية مع مختلف الجماهير، إضافة إلى تزويد الأئمة والدعاة بمعارف ومصطلحات دعوية تجمع بين الأصالة والمعاصرة تمكنهم من إجراء النقاشات العلمية المنضبطة وتفنيد الأفكار المغلوطة وإظهار الصورة الحقيقية النقية للإسلام، فضلًا عن الارتقاء بمهاراتهم الفكرية والثقافية من خلال الوسائل والأساليب الحديثة، بما يتناسب مع التطور العلمي والتكنولوجي المعاصر. ومما تم التركيز عليه في الدورات من قضايا واقعية: "تفكيك الفكر المتطرف، وكيفية التعامل الدعوي والفكري الأمثل مع القضايا الخلافية وقضايا الفكر المتشدد، والتدريب على مهارات وفنون الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام بمصادره وتشريعاته ورموزه، والتعامل الأمثل مع قضايا الخلاف الموجودة في واقع المسلمين، والرد على ما يثار حول علاقات المسلمين وغير المسلمين، وآليات التعامل الأمثل مع ذوي الهمم.