قال الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربى للمياه، إن المنطقة العربية من بين أكثر المناطق معاناةً لندرة المياه في العالم، إذ يعيش ما يقرب من 362 مليون شخص في المنطقة ما بين شحّ مائي إلى شحّ مائى مطلق.
وأضاف أبو زيد فى كلمته خلال افتتاح الملتقى العربى الأول للمياه بدبى، أن المياه وندرتها تشكلان تهديدات أمنية "جادة ومثيرة للقلق" في عالمنا العربى الذى يتنامى في عدد السكان بوتيرة عالية ومتسارعة، والذين يواجهون جميعا وعلى حد سواء الأخطار الناجمة عن ندرة المياه والعجز المائى الشديد.
وأوضح أبو زيد، أن ما يزيد من وحدة الأخطار المتعلقة بندرة المياه هو أن أكثر من نصف مصادر المياه المتجددة فى المنطقة تنبع من خارجها مما يسبب تفاقم من حدة التواترات ويهدد الاستقرار والعيش السلمى، وفي ظل تفاقم العجز المائي وآثار التغير المناخى وتوقعات الزيادة المستمرة في الطلب على المياه في السنوات القادمة، فإن النهوض بأجندة الموارد المائية غير التقليدية بنظرة متكاملة وشاملة أصبح أمراً حيوياً لا غنى عنه للمستقبل لتحقيق أمن مائي أكثر استدامة في المنطقة العربية.
وأكد أبو زيد أن الحوار التشاركى بين مختلف الجهات الفاعلة أصبح مطلوباً الآن أكثر من أي وقت مضى لاستكشاف الحلول الرائدة والاستثمار في المشاريع الجديدة الواعدة، بالأخص أن توفير الموارد المالية يمثل تحدياً رئيسياً في تنفيذ الخطط الحكومية.
وأضاف أبو زيد، أن النسخة الحالية من الملتقى سوف تقدم نهجاً جديداً ومبتكراً من حيث المحتوى والبرنامج، مما يعزز تبادل الآراء والتفاعل التشاركى بين مختلف الفئات المشاركة من حكومات ومنظمات إقليمية ودولية ومؤسسات مالية وممثلى القطاع الخاص والقطاع المدنى لاستكشاف فرص الاستثمار وريادة الأعمال الواعدة فى قطاع الموارد المائية غير التقليدية.
وأوضح أن الملتقى سيعمل على أخذ زمام المبادرة لحشد جميع الأطراف الفاعلة ذات الصلة من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني للشروع في تنفيذ القرارات والتوصيات الخاصة بالأمن المائى والصادرة عن مؤتمر المناخ "COP27" الذى عقد فى نوفمبر الماضى بشرم الشيخ.