قالت وزارة الموارد المائية والري أن احتفال يوم المياه العالمي يأتي هذا العام تحت شعار "تسريع التغيير"، وهو امتداد لتأكيد اهتمام مصر منذ فجر التاريخ بحق مؤكد للبشرية جمعاء وهو حق كل فرد في المياه وقد سطّر التاريخ براعة مصر منذ عهد قدماء المصريين في ترويض وإدارة نهر النيل وترشيد استخدام مياهه والاحتفال بيوم المياه العالمي كل عام حتى الآن هو ترسيخ لاحتفال أجدادنا قدماء المصريين بيوم وفاء النيل.
وأضافت الوزارة فى بيان صحفى أن احتفال مصر باليوم العالمى للمياه يعكس إهتمامنا جميعاً بالعمل معاً لغد أفضل بما يخدم أهدافنا وطموحاتنا نحو التنمية الشاملة والمستدامة ، هذا الغد الذي نسعى أن تقوده وتتقدم صفوفه قاعدة مؤهلة من النشأ.
واشار الوزارة إلى أن التغيرات المناخية تمثل التحدي الأكبر في إدارة المياه ولعل ما شهده العالم في الفترة الماضية خير دليل علي مثل هذه التغيرات، فلقد شهدنا فيضانات عارمة في دول كثيرة وحرائق الغابات في دول البحر المتوسط وارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة في كافة انحاء العالم وهو ما نشهده فى مصر حاليا ، مما يتطلب التدخل السريع و يتطلب منا التعاون ومضاعفة الجهود نحو تبني سياسات فاعلة وإدارة رشيدة لمواردنا المائية من مفهوم أكثر شمولية ، مع السعي الجاد لتنميتها وتحقيق إدارة أكثر قوة وكفاءة لمواردنا المائية من أجل تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة .
وأوضحت الوزارة أن مصر تخطو العديد من الخطوات في مواجهة تحديات جمة ومركبة ، فنصيب الفرد من المياه في مصر يقترب من 500 متر مكعب سنوياً في الوقت الذي عَرفت الأمم المتحدة الفقر المائي على أنه 1000 متر مكعب من المياه للفرد في السنة ، كما أن مصر هي أحد أكثر الدول جفافاً في العالم ، وكذا الاعتماد بشكل شبه حصري علي مياه نهر النيل التي تأتي من خارج الحدود ، لذا تضع هذه المعادلة المائية الصعبة حالة مصر كنموذج مبكر لما يمكن أن يُصبح عليه الوضع في العديد من بلدان العالم خلال المستقبل القريب ، مع استمرار تحديات الندرة المائية .
وأوضح البيان أن الدولة المصرية ممثلة في وزارة الموارد المائية والري والوزارات المعنية قامت بتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى ، في مجالات تحسين نوعية المياه وترشيد استخدامات المياه وتنمية الموارد المائية وتهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ هذه الخطة ، من خلال انشاء محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعي واعادة استخدامها ، وايضاً تحديث نظم الري وصيانة وتحديث المنشآت المائية وتنفيذ مشروعات الحماية من أخطار السيول وحماية الشواطئ المصرية وتطوير التشريعات والتوعية والتدريب واستخدام التكنولوجيا الحديثة في ادارة المياه وتعظيم الفائدة من كل قطرة منها .
وأشار البيان إلى أن المياه تمثل عنصر رئيسي في الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي، الأمر الذي يدفعنا للعمل على إيلاء قطاعات الميا ه والزراعة والغذاء الأولوية في ملف التغيرات المناخية ، خاصة أن الأزمات العالمية ومشاكل سلاسل الإمدادات الدولية أوضحت ضرورة التكامل بين قطاعي المياه والزراعة لتوفير الغذاء .
وفي سبيل تحقيق التوعية بالتحديات المائية وسُبل الحفاظ على كل قطرة مياه فإن وزارة الموارد المائية والري اتخذت العديد من الخطوات الجادة في هذا الامر علي المستوي المحلي والإقليمي والدولي بدءاً من إقامتها لإسبوع القاهرة للمياه بنسخه الخمس مما جعله محط اهتمام كافة الخبراء ومتخذي القرار حول العالم لوضع إطار لرفع مستوي الوعي بقضايا المياه علي كافة المستويات ، وتشجيع الابتكارات لمواجهة تحديات المياه والتعرف على الجهود المبذولة عالمياً لمواجهة تلك التحديات ، كما استضافت مصر مؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ حيث نجحنا في دمج محور المياه للمرة الاولي على الإطلاق في مؤتمر المناخ من خلال تخصيص يوم للمياه في مؤتمر المناخ تضمن مناقشة تأثير التحدي الخاص بتغير المناخ على قضايا المياه ، وإطلاق مبادرة للتكيف مع التغيرات المناخية في قطاع المياه ، والتي تعتمد على ثلاثة مبادئ تعتبر أولويات رئيسية لجميع البلدان حول العالم وهي (ترشيد المياه وتحسين إمدادات المياه - تعزيز التعاون والترابط بين المياه والعمل المناخي - وضع سياسة وأساليب متفق عليها في مجال التعاون في إجراءات التكيف مع التغيرات المناخية).
وعلى المستوي المحلي تقوم الوزارة بالعديد من المجهودات لنشر الوعي بأهمية قضايا المياه حيث من خلال تنظيم ما يقرب من 240 ندوة توعوية سنوياً وبمشاركة 40 ألف مشارك على مستوي الجامعات والمدارس والجمعيات الاهلية ودور العبادة من مساجد وكنائس وايضاً استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة وكذا تنفيذ العديد من المسابقات على كافة المستويات بين الطلاب والمزارعين وغيرهم من فئات المجتمع بما يسهم في الاستفادة من جهودهم في توعية مجتمعاتهم المحلية من خلال قيامهم بتطبيق ممارسات ترشيد إستخدام المياه والحفاظ عليها، وتوعية عائلاتهم واصدقائهم بهذه الممارسات وأهمية تطبيقها .
وقال السفير كريستيان برجر سفير الإتحاد الأوروبى في مصر عن سعادته بالمشاركة فى هذا الحدث الهام ، أن المياه تعد بالغة الأهمية لكافة أشكال الحياه على وجه الأرض ، واليوم هناك العديد من التحديات التى تواجه قطاع المياه حول العالم مثل التغيرات المناخية وما ينتج عنها من تأثيرات سلبية ، مما يدفعنا للعمل على تحقيق الاستدامة والتحرك للأمام فى هذا القطاع الهام .
واكد على استمرار التعاون والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى فى مجال ادارة الموارد المائية بالشكل الذى ينعكس على توفير فرص العمل بالمناطق الريفية وتحسين حياة المواطنين ، مشيرا الى انه إحتفال اليوم هو فرصة لمناقشة الخطوات المستقبلية لتعزيز هذا التعاون ، ومواصلة العمل مع وزارة الموارد المائية والرى وكافة الشركاء لتحقيق الإدارة المثلى للمياه .