أكدت الدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، أن زيادة مساهمة السيدات في سوق العمل خاصة بالقطاع الخاص، ترفع الناتج القومي الإجمالي بنسبة 34%، الأمر الذي يجب معه توفير سوق عمل جاذبة للمرأة.
جاء ذلك في الحوار الافتتاحي لقمة المرأة المصرية 2023، في نسختها الثانية التي تقام تحت عنوان "تمكين المرأة.. قوة مصر ومستقبلها، برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وحضور عدد كبير من السادة الوزراء والمسؤولين وصانعي السياسات، وكبار القيادات التنفيذية للشركات والمؤسسات، إلى جانب مشاركة أكثر من 300 قيادة نسائية.
وذكرت رئيس المجلس القومي للمرأة أن القطاع الحكومي يعد المشغل الأكبر للسيدات من حيث نسب التشغيل، بينما العالم كله يتجه لدعم القطاع الخاص وآليات العمل القائمة على التكنولوجيا، لذا لابد للمرأة أن تنفتح على التكنولوجيا والتسويق التكنولوجي.
ونوهت مرسي بأن زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل تتطلب وجود قانون عمل ولوائح قوية، الأمر الذي يسهم في تهيئة سوق العمل ووجود تكافؤ في الفرص.
وعن أهم المشكلات التي تواجه المرأة في سوق العمل، أوضحت أن ذلك يرتبط برعاية الأسرة خاصة أنه في العالم كله وليس مصر فقط ما يسمى "الاقتصاد الرعائيلا سيما أن الجيل الحالي معظمه أمهات تعمل، الأمر الذي يتطلب زيادة عدد الحضانات.
وأكدت مايا مرسي ضرورة قيام شركات القطاع الخاص بالالتزام بالإجراءات وما يفرضه قانون العمل من توفير أماكن داخل المؤسسة للأطفال، كما أنه يجب أن تتم مراعاة المرأة التي تأخذ إجازة أمومة خاصة في ظل ولائها للمؤسسة التي تعمل بها وعدم اعتبار هذه الإجازة خسارة للمؤسسة.
وأكدت مرسي رفضها أن يتم وصف المرأة المصرية بالمهمشة، مشددة على أن لها ثقلا مختلفا من أول أسوان وحتى الإسكندرية، كما أنها تعد خط الدفاع الثالث بعد الجيش والداخلية في أوقات الأزمات.
وأشارت إلى أن دور المرأة أصبح يأخذ منحنى متناميا خلال السنوات الماضية، إذ زادت نسبة مشاركتها في البرلمان ومجلس الشيوخ على النسبة الدستورية وتصل إلى 28%.
وعن العنف، لفتت مرسي إلى وجود قوانين كثيرة فيما يتعلق بالضرب وحتى التنمر والتحرش، كما قام المجلس بتقديم مقترح قانون عن الإيذاء البدني في إطار الأسرة بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي شمل تغليظ العقوبات.
وأضافت أن العنف الأسري يتزايد خاصة بعض جائحة كورونا، منوهة بأن القضية ليست في القوانين، بل ضرورة زيادة التوعية داخل المدرسة والأسرة وأن يكون الأب هو النموذج وعامل التغيير، كما أن للإعلام والأعمال الدرامية عليها دورا في مناهضة العنف.
وذكرت مرسي أن الأعمال الدرامية في رمضان الماضي شهدت تراجعا طفيفا في معدل العنف ضد المرأة، ونأمل أن تتراجع النسبة في المسلسلات خلال رمضان المقبل، موجهة نصيحة إلى السيدات والفتيات برفض العنف على المستويات كافة.
واستعرضت مايا مرسي قصة حياتها، قائلة إنها سيدة متزوجة ولديها ثلاثة أولاد، وقامت بالعمل منذ تخرجها في الأمم المتحدة لمدة 23 عاما، في الكثير من الدول العربية، وبعض البلدان الأفريقية، وكانت النقلة النوعية لديها عند توليها ملف مصر وكان هو الإنجاز الكبير لها، منوهة بأنها خريجة كلية العلوم السياسية والإعلام بالجامعة الأمريكية، كما درست مسرح بالجامعة، وحصلت على ماجستير من أمريكا في التنمية البشرية وإدارة الإعمال.
وافتتحت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والدكتورة مايا مرسي فعاليات قمة المرأة المصرية في نسختها الثانية اليوم الأحد تحت شعار (تمكين المرأة .. قوة مصر ومستقبلها)، والمقامة تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي.
وتركز فعاليات القمة على القيادة النسائية وتمكينها ودعم دور المرأة المصرية وترسيخه في الحياة العامة بشكل عام، وتبادل الخبرات ووجهات النظر حول أفضل الممارسات والتدابير التصحيحية لوضع القضايا ذات الأهمية للمرأة على جداول الأعمال الوطنية والمحلية، وأيضًا أجندات وسائل الإعلام والجامعات والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني ومراكز الفكر المعنية بالثقافة والفنون، في ظل التطورات والظروف العالمية التي تتطلب تعزيز التسارع لأهداف التنمية المستدامة.
وينظم القمة، منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة، ومجلة أموال الغد الاقتصادية التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إذ يشارك عشرات من الشخصيات النسائية الرائدة في العديد من المجالات الحياتية قصص نجاحهن الملهمة وحكاياتهن المبهرة التي سطرت مسيرة مهنية غير تقليدية، تجاوزت مجرد الاعتراف والإشادة بها، إلى ضرورة تسطيرها للعالم الواقعي في تجربة يجب مشاركتها والوقوف أمام تفاصيلها، خاصة في ظل تحديات عالمية ومحلية تحتاج إلى الإلهام والأمل وخلق الفرص.
وتشهد القمة مشاركة واسعة النطاق من عدد كبير من السادة الوزراء والمسؤولين وصانعي السياسات، وكبار القيادات التنفيذية للشركات والمؤسسات، إلى جانب مشاركة ما يزيد على 300 قيادة نسائية يمثلن قطاعات مهنية عديدة كالقطاعات المالية والاقتصادية وأيضًا الرياضية والفنية والثقافية والتعليمية والإعلامية وريادة الأعمال، وغيرها من التخصصات المهنية التي برعت فيها المرأة، إضافة إلى عدد من طلاب الجامعات المصرية بمحافظات الجمهورية كافة.