استضاف مقر إقامة السفير المكسيكي بالقاهرة، حفل تكريم رائدات التغيير لعام 2023، والذي تنظمه سفارات كندا والمكسيك والسويد احتفاءً بيوم المرأة المصرية للعام الثالث على التوالي، وتم الاحتفال بإنجازات المرأة المصرية الملهمة على كافة الأصعدة منها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية ويأتي تنظيم الحدث السنوي في إطار دعم ومناداة حكومات الدول الثلاث للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتيات في جميع المحافل.
وأُنشئت جوائز "رائدات التغيير" تقديراً لمساهمات رواد المساواة بين الجنسين المصريين وجهودهم في بناء مصر أقوى، ويتزامن تنظيم حفل توزيع الجوائز مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
وجاء تكريم الدكتورة نهال بلبع نائب محافظ البحيرة لجهودها في مجال دعم تمكين المرأة في المحافظة وكشريك رئيسي للبرامج التنموية التي تدعمها سفارة كندا في المحافظة.
وتأتي جائزة رائدات التغيير كتقدير لما حققته قيادة المرأة المصرية في مختلف المجالات، وفي عام 2023 كان التكريم لثماني سيدات ملهمات هن:د. نوريا سانز - المدير الإقليمي بمكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية، ود. هناء أبو الغار رئيس مجلس أمناء وأحد مؤسسي مؤسسة بناتى للفتيات بلا مأوى التي تقدم الدعم والرعاية الصحية والتعليمية وإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي للفتيات بلا مأوى، وهالة بركات مدير مركز ريادة الأعمال والابتكار في كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وذلك لدعمها السيدات من مختلف المراحل العمرية والفئات الاجتماعية بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة والذي لعب دوراً هاماً في التنمية الاقتصادية في مصر، والدكتورة كارمة محمد سامي - مدير المركز القومي للترجمة لمساهماتها في اثراء الفضاء الثقافي وتفعيل دور الترجمة في الحوار بين الثقافات، و د. هبه هندوسة – المؤسس والمدير التنفيذي للمبادرة المصرية للتنمية المتكاملة "نداء" هو المشروع الرئيسي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 في صعيد مصر ويهدف لتمكين المرأة اجتماعيا واقتصادياً في ريف صعيد مصر ، وريهام شعبان رائدة أعمال في مجال المناحل وإنتاج عسل النحل وأحد المستفيدات من مشروع تعزيز فرص المرأة في التصنيع الزراعي الذي تدعمه سفارة كندا والذي مكنّها من المشاركة في معرض Food Africa وتنمية أعمالها من المنيا لمصر ومن ثمّ للقارة الافريقية، وأميرة سيد صحفية بجريدة الايجيبشن جازيت وأول مصرية حاصلة على زمالة الاتحاد الافريقي للإعلام وعضو برلمان الشباب العالمي لشؤون المياه، وساندرا نشأت من أهم صانعات السينما في مصر وحازت العديد من الأفلام الروائية الطويلة التي أخرجتها على نجاحات جماهيرية.
وقال السفير لويس دوما السفير الكندي في مصر، إن سياسة المساعدة الدولية النسوية الكندية تتمثل في توجيه جهود البلاد لتعزيز المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم، ففي 2021-22، خصصت كندا 99% من مساعدتها الإنمائية الدولية لمبادرات تستهدف أو تدمج المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات.
وشمل ذلك التمويل التصدي للتمييز القائم على النوع الاجتماعي وتوفير إمكانية الحصول على خدمات الصحة الإنجابية لضمان تمكين النساء والفتيات من ممارسة حقهن في اتخاذ قرارات بشأن تنظيم الأسرة وصحتهن.
ولفت السفير إلى بيان مشترك أصدره وزراء الخارجية والتنمية الدولية والتجارة الدولية في كندا؛ احتفالاً باليوم العالمي للمرأة لهذا العام وجاء في البيان: إنه في عام 2023 وفي العالم الرقمي الحديث، من الصادم معرفة أن ما يقرب من 259 مليون امرأة لا يمكنهن الوصول إلى خدمات الإنترنت مقارنة بالرجال، ومن بين النساء اللواتي لديهن إمكانية الوصول إلى الإنترنت، تعرضت واحدة أو أكثر من بين كل ثلاث نساء للعنف القائم على النوع الاجتماعي في المجال الرقمي (الانترنت)، وعلى الرغم من التقدم الذي تم احرازه فلا يزال هناك ما يقرب من ضعف عدد الرجال مقارنة بالنساء في الفصول الدراسية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جميع أنحاء العالم.
وأضاف السفير: "دعونا نعمل على سد جميع الفجوات بين الجنسين في إطار رفع الكفاءات وتمكين الوصول للمجال الرقمي، فمع تزايد التحول الرقمي في حياتنا اليومية، تهدد تلك الفجوات بأن تتخلف النساء والفتيات عن الركب، فاليوم، 63% من النساء في العالم لديهن إمكانية الوصول إلى الإنترنت، مقارنة بـ 69% من الرجال، كما أن للنساء فرصة أقل لامتلاك هاتف محمول بنسبة 12%، وتواجه الفئات المهمشة، مثل المسنات، والنساء الريفيات، والنساء ذوات الاحتياجات الخاصة عوائق أكبر بكثير أمام الاتصال والتواصل الرقمي.
وقال دوما: دعونا نعمل على تظافر الجهود لدعم النساء والفتيات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وستظل مشاركة المرأة في هيكلة التكنولوجيا والبحوث والاستثمارات والسياسات محدودة للغاية إلى أن يتم العمل على أن يكون هناك تمثيل متساوٍ للجنسين في هذه المجالات "،
من جانبه قال هيكتور أورتيجا القائم بأعمال السفير المكسيكي، إن السياسة الخارجية النسوية المكسيكية تتسم بريادتها في تعزيز منظور جندري وأطر داعمة لحقوق الإنسان، على أولويات علاقاتها الثنائية بالإضافة إلى المفاوضات المتعددة الأطراف، إلى جانب وضعها آليات وبروتوكولات لرعاية ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي كركيزة من ركائز عملها القنصلي في مختلف أنحاء العالم وتوفير الحماية اللازمة للضحايا.
ولفت أورتيجا إلى أنه وفيما يتعلق بالابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين، تدعم المكسيك جدول أعمال يتضمن التعليم الرقمي، والقضاء على الفجوة الرقمية بين الجنسين والعنف الرقمي في المجال الرقمي، وزيادة مشاركة الكوادر النسائية والفتيات في سوق العمل وبالأخص في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وقال السفير المكسيكى: يأتي يوم المرأة العالمي لهذا العام تحت شعار " الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين"، والجدير بالإشارة بأن النساء قدمن مساهمات كبيرة منذ بداية عصر التحول الرقمي وإنتاج أجهزة الكمبيوتر وحتى يومنا الحالي من تنوع الابتكارات والواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، وتخطت المرأة وإنجازاتها كل الصعاب في مجال لم يرحب بها ولم يقدرها على مدار التاريخ، واليوم، يُشكل استمرار الفجوة بين الجنسين في الوصول الرقمي، عائقاً ليس فقط أمام النساء وإنما أمام الوصول للإمكانيات الكاملة للتكنولوجيا، ولا يزال عدم التمثيل العادل للمرأة والفتيات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات سواء الدراسة أو البحث العلمي أو التوظيف، يُشكل عقبة كبيرة أمام مشاركتهن في تصميم التكنولوجيا وحوكمة المجال.
وقال هيكتور إن النساء تشكلن أقل من ثلث الكوادر العاملة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وعندما لا تحصل المرأة على فرص متساوية للتمثيل والمساهمة في تنمية وتطوير التكنولوجيا الحديثة – فهذا تمييز في مراحل أولية .
وقال جورجن برسون القائم بأعمال السفير السويدي: تعد المساواة بين الجنسين والتمكين الاقتصادي للمرأة من أولويات الحكومة السويدية ويشمل تركيز جهود السويد زيادة الجهود المبذولة لمكافحة العنف ضد المرأة، والاستثمار في صحتها، واتخاذ خطوات جديدة لتمكينها اقتصاديا.
وأضاف جورجن إنه وفي مصر، تعمل السويد بشكل وثيق مع الحكومة من خلال الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي، على حزمة من البرامج الداعمة لتمكين المرأة، متضمنة زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، والتمكين الاقتصادي، ودعم حقوقها.
وجاء في ختام كلمة جورجن برسون القائم بأعمال السفير السويدي: غالباً ما يتم تصوير الفجوة الرقمية على أنها مسألة تتعلق بعزوف النساء والفتيات عن الخوض في المجالات التكنولوجية - وليس هذا بصحيح، ويستمر اقصاء النساء والفتيات عن المجال الرقمي من خلال الضغوطات الاجتماعية والتحيز لنوع اجتماعي وتفضيله عن الاخر، مما يؤدي إلى تقليص فرصهن المستقبلية وتعميق الفجوات بين الجنسين على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
وقال جورجن: التكنولوجيا الرقمية تفتح أبوابًا جديدة لتمكين النساء والفتيات والفئات المهمشة الأخرى على المستوى العالمي، فالعصر الرقمي يمثل فرصة غير مسبوقة للقضاء على جميع أشكال التفاوت وعدم المساواة بدءاً من التعلم الرقمي المراعي لاعتبارات المساواة بين الجنسين إلى الرعاية الصحية والإنجابية التي تيسرها التكنولوجيا.